بعد تعرض خطي أنابيب "نورد ستريم 1" و"نورد ستريم 2"، اللذين يربطان بين روسيا وألمانيا، لأضرار غير مسبوقة، جراء التدمير الذي لحق بهما في يوم واحد بشكل متزامن، تساءل متابعون عن "الجهة" التي ستتحمل تكلفة الإصلاح.
ماذا حدث؟
في 26 سبتمبر، وقعت حوادث متتالية بالقرب من خطي أنابيب تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا، مما نتج عنها تسريبن للغاز واحد في "السيل الشمالي -1" وآخر في "السيل الشمالي- 2" بالقرب من جزيرة بورنهولم الدنماركية.
وفي اليوم نفسه، سجل جهاز قياس الزلازل في بورنهولم، هزة أرضية على الساعة الثانية صباحا وهزة أخرى الساعة السابعة مساء. كما سجل علماء الزلازل في السويد انفجارات قوية تحت البحر قبل تسرب الغاز.
في 27 سبتمبر، قال الجيش الدنماركي إن بحوزته صورا تشير إلى ظهور دوائر يتراوح قطرها ما بين 200 وألف متر على سطح بحر البلطيق عقب التفجيرات.
في 28 سبتمبر، أعلنت السلطات السويدية والدنماركية، أنه لم يعرف بعد سبب تسرب الغاز الذي صدر في موقعين من خط "نورد ستريم 1".
في 29 سبتمبر، أعلنت السويد اكتشاف تسرب رابع للغاز من الخط. وقالت شركة "نورد ستريم إيه. جي." إنه من المتوقع توقف تسرب الغاز من خط نورد ستريم 1 بحلول الاثنين.
اتهامات متبادلة
على مدار الأيام الماضية، تبادل الغرب وروسيا الاتهامات بشأن الوقوف وراء العمل التخريبي لخطي الغاز بين روسيا وأوروبا.
اتهمت كييف، موسكو، بتنفيذها لعملية تخريب تستهدف وقف إمدادات الغاز لأوروبا، واصفة الحادث بـ"الهجوم الإرهابي" المخطط له.
بينما وجه الكرملين الاتهام، لدول أجنبية لم يسمها، وقال المتحدث باسمه، دميتري بيسكوف، إنه "يشتبه في ضلوع دولة أجنبية في تسرب الغاز من 4 مواقع في خطي أنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2".
قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، إنه "لم يحدد بعد المسؤول عن التخريب، ولكنه من الواضح للغاية من هي الجهة التي تقف وراء الحادث".
أعلنت أجهزة الأمن الروسية فتح النيابة العامة تحقيقا في تخريب خط الغاز، مؤكدة تعرض روسيا لضرر اقتصادي كبير جراء الحادث.
من المتوقع أن يجتمع مجلس الأمن، الجمعة، بناء على طلب روسيا، لبحث مسألة تسرب الغاز من خطي أنابيب "نورد ستريم".
كلفة باهظة
عن حجم الأضرار المتوقعة، يقول مصطفى البزركان، مدير مركز معلومات ودراسات الطاقة، إن "عملية الاستطلاع الأولى لمحطة ضخ الغاز بعد حوادث التسريبات الثلاث أشارت إلى إمكانية إصلاح الأنبوب خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ولكن اليوم وبعد التسريب الرابع تزداد تبعات التخريب الناتج عن تسرب الغاز وبالتالي تزاد الأضرار الاقتصادية والبيئة من تسرب غاز الميثان".
ويوضح البزركان، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن عملية التسريب يمكن أن تتسبب في الاشتعال ما يعرض السفن القريبة منه للخطر، مشيرا إلى أن القرار السياسي يسبق القرار التقني، ما يؤخر عملية الإصلاح ويستمر انقطاع الغاز.
من جهته، يشير جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إلى أن تسرب الغاز في 4 نقاط تحت بحر البلطيق يمثل كلفة باهظة في الإصلاح.
من يدفع الفاتورة؟
حول من يتحمل إصلاح خط الغاز، يوضح محمد، في حديثه لموقع " سكاي نيوز عربية، أن خط نورد ستريم 1 تملكه شركة "غازبروم" الروسية التابعة للدولة، أما نورد ستريم 2 هو ملك لشركة روسية وأخرى سويسرية وشركة ألمانية مسؤولة عن ضخ الغاز، لذا فالخاسر الأكبر هي روسيا.
و"في مثل هذه الأعمال، توجد شركة تأمين ضامنة تقوم بتغطية تكلفة الإصلاح، وهذا ينطبق على الحالات الاعتيادية المتعلقة بالأعطال الطبيعية، ولكن في حالة العمل التخريبي يعتمد على نوع من التأمين المسجل لدى الشركات المسؤولة عن الخط"، حسب محمد.
ويشير إلى خيار آخر، في حالة إثبات أحد طرفي النزاع تورط الطرف الآخر في التخريب، يصبح الثاني هو الملزم بالإصلاح، وتتم الإجراءات وفقا للمحكمة الجنائية الدولية والاتفاقيات الثانية، مستبعدا أن تحدد الجهة المسؤولة عن الحادث.
ويتفق الرزكان مع الرأي السابق، بأن من يتحمل كلفة الإصلاح تحدده التحقيقات، فهي مسؤولة عن تأكيد أو نفي حدوث عمل تخريبي في ظل تهديدات حلف الناتوبمواجهة أي جهة تقوم بالاعتداء على منشآت دوله الأعضاء.
نورد ستريم
يبلغ طول نورد ستريم 1 أكثر من 1200 كم تحت بحر البلطيق من مدينة سان بطرسبرغ الروسية إلى شمال شرقي ألمانيا.
بدأ تشغيله في نوفمبر 2011، ويمكنه نقل نحو 170 مليون متر مكعب من الغاز يوميا كحد أقصى.
في 2 سبتمبر، أوقفت روسيا نقل الغاز إلى أوروبا عبر الخط لأجل غير مسمى.
يربط نورد ستريم 2 روسيا بشمال ألمانيا.
يمتد على عمق 1230 كيلو متر تحت بحر البلطيق.
كان من المخطط أن ينقل 55 مليار متر مكعب من الغاز.
في 22 فبراير، أوقفت ألمانيا إجراءات اعتماد الأنبوب.
سكاي نيوز عربية
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.