المصدر: (خاص "مستقبل ويب")
ماذا يعني أن يكون للأطفال عيد؟. سؤال لا إجابة شافية له في ظل انتهاكات معنوية وجسدية لشريحة لم تحمها "اتفاقية حقوق الطفل" ، لكن الأكيد أنه لا بيئة صديقة لهؤلاء في لبنان، حيث الشوارع باتت "ملاعب أطفال" يسردون فيها حكايات استغلال وأذى وحرمان من عيش أمانهم.
أحلام براءة فشلت في تغيير واقع هدم أحلامهم البسيطة، كارتياد مدرسة أو اللعب بحرية في أصقاع أرض لا شيء فيها مجانيّ، فهم يدفعون بأجسادهم الهزيلة ثمن العيش، محرومين من حقّهم في الحياة والصحّة واللعب والتعلّم، وفي الانضواء في حياة أسرية حقيقية، وحمايتهم من العنف والتمييز، والإصغاء الى وجهات نظرهم.
على وقع احتفالات عيد الطفل التي تعم لبنان في 22 آذار، يعيش اكثر من 120 ألف طفل ( بين 6 سنوات و14 سنة) خارج المدرسة، و 57% من الأطفال بين عمر السنة والـ14 سنة يتعرّضون في منازلهم الى التعنيف، فيما 10% يمضون طفولتهم المسلوبة في أعمال شاقة عوضا عن تمضيتها في المدارس .
غياب العدالة عن الطفولة تفضحه تلك التقديرات ، ويجعل من المناسبة فرصة للدعوة إلى تكثيف الجهود لحماية الأطفال ومساعدتهم في تحقيق أنفسهم وإبراز إمكاناتهم، وخصوصا عبر التعليم كونه القوة القادرة على تحصين "جيل البراءة" وتحقيق العدالة في عالم يرزح بالنزاعات ويُورث الأجيال الفقر والحرمان .
توضح عضو "كتلة المستقبل النيابية" النائب رولا الطبش لـ"مستقبل ويب" أن "الطفل أساس المجتمع وحمايته أولوية على المستويات كافة، لذلك المطلوب تطبيق القوانين وتعديلها و تحديثها بمايضمن له طفولة آمنة".
تشدد الطبش على أن "جزءاً كبيراً من حقوق الطفل اللبناني يطالها الظلم على الأصعدة كافة، وخصوصا في موضوع الحصول على جنسية الأم الذي يتسبب في معاناة على مستوى الطبابة والتعليم والعمل"، لافتة إلى "أن المطلوب من وزارة التربية توفير التعليم لهؤلاء منعا لتسربهم، ومن وزارة العمل فتح ملف عمالة الأطفال للحد من استغلالهم في أعمال لا تتناسب مع أعمارهم".
تشير الطبش، ومن موقعها كعضو في لجنة حقوق المرأة و الطفل النيابية، إلى "أن العمل متواصل من أجل تعديل قانوني الجنسية والعنف الأسري الذي يطال الأطفال أيضا، و كذلك موضوع التحرش الجنسي، وتوفير البطاقة الصحية لهم و غيرها من القوانين التي تساعدهم في تحسين أوضاعهم".
تساهم الرقابة القضائية ونشر ثقافة التوعية، بحسب الطبش، "في عملية التخفيف من العنف الجسدي و اللفظي الممارس بحق الأطفال سواء في المدارس أو البيوت"، داعية" إلى ضرورة إتاحة التعليم لكل الأطفال باعتباره نواة بناء مستقبل سليم لهم".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.