كتب جورج بكاسيني
في شهر واحد حجز العرب مقاعد أمامية في المستقبل . سجلوا خمسة أهداف في مرميي الأرض والفضاء . انطلق المستكشف الفضائي الإماراتي "راشد" نحو القمر في مهمة هي الأولى عربياً والرابعة عالمياً . ثم تبوأت دبي المركز الثاني عالمياً في قائمة أفضل المدن للعام ٢٠٢٢ . فيما تقدّم عرب كرة القدم أشواطاً غير مسبوقة مع استضافة كأس العالم على أرض عربية ، قطر ، التي سجّلت نجاحاً أسطورياً في تنظيم هذا الحدث العالمي ، بالتزامن مع فوز المنتخب السعودي على بطل الكأس ، الأرجنتين ، قبل أن تحتل المغرب المركز الرابع في هذه البطولة مع بلوغها مرحلة النصف نهائي .
في أسابيع قليلة انتقل العرب من مرحلة الى أخرى أكثر إشراقاً . استحقّوا المساحة المخصّصة لهم على خارطة العالم . صارت أسماؤهم على كل شفة ولسان ، متصدّرة الشاشات ، بعد أن كانوا على هامش التاريخ .. والمستقبل . استعادوا مكانة افتقدوها منذ حقبة ابن رشد وابن سينا عندما كانوا قبلةً للعلم والعلماء والفلسفة والطب .
لم يعد العرب " كمالة عدد" أو مجرد أرقام في هذا الكوكب . صاروا لاعباً مميزاً على أرض الملعب ، كما على سطح القمر ، من دون أن تغِب فلسطين عن حناجر الجمهور .
إن شعور الملايين من المحيط الى الخليج بهذا القدر من الفخر وهم يتابعون الإنجاز تلوَ الآخر ، يضعهم أمام منعطف تاريخي فاصل بين ما قبل وما بعد ، ويضيفهم الى قائمة الدول المؤثرة في مسار التاريخ .
صار للعرب عنوان ، بعد أن احتلّوا عناوين كبريات الصحف العالمية . استعادوا ثقة غابت عقوداً لا بل قروناً من الزمن ، حتى إذا سجّلوا الهدف تلوَ الهدف ، هتف الجمهور مع الشاعر الراحل محمود درويش : " سجِّل أنا عربي ".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.