رفيق الإنسانية

د.عماد غرلي

التّاريخ الحقيقي هو تاريخ الإنسانية وذاكرة الأفراد والشّعوب ومهمّته حماية الماضي والحفاظ عليه سعيًا للوصول إلى المعرفة الكلية والكاملة.

وكثيرون ممن يأتي بهم التّاريخ يرحلون معه دون أن يتركوا أثرًا، ولكن هناك هؤلاء الذين يصنعون هذا التّاريخ. فتبقى ذكراهم محفورة بحروف من نور في صفحات الذاكرة وتاريخ الإنسانية ومنهم هؤلاء الذين عملوا على الحفاظ على الإرث والفكر والقيم ورقيّ أوطانهم وشعوبهم، وحقّقوا الإنجازات الحضارية وأعدّوا رجالًا في هذا المجتمع وعملوا على بناء الإنسان والهويّة الوطنية. وما زالت إنجازاتهم حتّى يومنا هذا تضيء درب الأجيال في أيام الحرب والبؤس التي نعيشها وتغلغل الفساد في مؤسساتنا وكثرة المصائب والنّكبات التي تهدّدنا. لذلك تستحضر الذّاكرة اليوم هذا الرّجل الذي استشرف المستقبل وكتب تاريخ لبنان المعاصر بأحرف ذهبية وأعاد القيم وبثّ فيها روح الحياة.

فالتّاريخ لن ينسى رفيق الإنسانية الذي قدّر له أن يمشي على رماد العاصمة ويسمع أنين كبارها ووجع مرضاها وشاهد سلاح الموت بين أيدي شبابها... فسعى لتحقيق الأحلام المستحيلة، وأقدم على خطوات هي اليوم دررًا على جبين كل لبناني، وتتناقلها الأجيال لتحكي رؤية ورغبة للنّهوض بهذا البلد.

لقد كان اليد التي بنت والفكر الذي خطّط لمستقبل شباب وشابات لبنان الذين راحوا ينهلون العلم من أرقى جامعات العالم ليبنوا معه وطنًا من صنع رفيق الحريري فكان العصر الذهبي الذي لم نعرفه إلا معه.

سيتذكّر التّاريخ على مرّ الأزمان صانع التاريخ اللبناني المعاصر الذي حلّقت رؤياه في لبّ السماء، وسمت إرادته لبناء وطن مثالي، وطن الإنسان والإنسانية.