7 آذار 2023 | 08:17

أخبار لبنان

في الدولارالجمركي الجديد

في الدولارالجمركي الجديد

مازن عبّود - اوكسيجين النهار


بدأ العمل في قرار رفع سعر صرف الدولار الجمركي من ‏‏15 ألف ليرة لبنانية إلى 45 ألفا. الزيادة في الانفاق من دون ‏مؤنة كانت ستفعل التضخم وتلتهم ما تبقى من قدرة شرائية ‏لدى الموظفين الذي صاروا فئات مهمشة. ‏

قرار وزيرالمال الذي وقّعه رئيس الحكومة يفهم من عدسة ‏ايجاد الايرادات اللازمة لاعادة الاعتبار الى مداخيل ‏الموظفين. سيناريو يتوقع ان يحقق إيرادات بـ55 ألف مليار ‏ليرة سنوياً، مع انعكاسات تؤدي الى الحد من استهلاك ‏واستيرادالكماليات طبعا. ‏

التضخم المفرط يولد من طباعة عملة لا تترافق مع زيادة ‏موازية باحتياط العملات الاجنبية. اللجوء الى الترقيع في هذه ‏الحالة افضل من تفعيل التضخم والتنظير. ‏

تقليص الطلب على الكماليات بفعل ارتفاع اسعارها وتأثر ‏الاستيراد سلبا مطلوب في ظل تزايده في2022 الذي ادى ‏الى عجز اكبر في ميزان المدفوعات الخارجية. فعين اي ‏صانع قرار يجب ان تبقى على ميزان العجز التجاري الذي ‏هو بوصلة رسم السياسات المالية والنقدية لضمان لجم ‏الانهيار. من الجيّد انّ القرار اتخذ بشكل مفاجئ منعا ‏للاستفادة من فشل الاسواق لتحقيق ارباح غيراخلاقية على ‏حساب المستهلك. صار المطلوب توحيد سعر الصرف الذي ‏هو نظريا قيمة الموجودات الفعلية من عملات صعبة وذهب ‏مقسومة على حجم الكتلة باللبناني ان عالجنا اسباب الطلب ‏المفرط على العملة الخضراء. ‏

ابلاغ من يعنيهم الامر انّ الدولار الجمركي سيصير بخمسة ‏عشر الفا في 2022، ادى الى تزايد استيراد الكماليات ‏وتخزينها، وبالتالي الى #تنامي عجز ميزان المدفوعات ‏الخارجية بنسبة 43.86% حتى تشرين الثاني بحسب ارقام ‏‏#الجمارك. وبالتالي خسارة بعض ما تبقى من #احتياط ‏العملات الصعبة. المطلوب توحيد سعر الصرف واقرار ‏‏#الكابيتل كونترول وفرض ضرائب بالدولارعلى ما نستورده ‏من كماليات بالدولار. واقعيا تدولر الاقتصاد. ‏

المطلوب رفع الضرائب على الكماليات بالمعدلات التي ‏تضمن توازنا يقلص التهريب من والى لبنان، مع زيادات في ‏الواردات. ترشيد استهلاك الكماليات في ظل اشتداد الازمة ‏لمنع استنزاف ما تبقى من عملة صعبة لضمان استدامة شراء ‏النفط والاغذية، واجب. ‏

التفتيش عن حلول بالترقيع امر بغاية الاهمية للجم سرعة ‏الانهيار في غياب الثقة والقرار والحوكمة. ثمة تحديات ‏ضاغطة تفعّل تنامي عجز ميزان المدفوعات، وفي مقدمها ‏‏#ارتفاع اسعارالغذاء العالمي بـ60% نتيجة ازدياد الطلب ‏وازمة النقل البحري وانخفاض منتوج الاغذية بفعل الحرب ‏في اوكرنيا والاحتباس، والارتفاع غير المسبوق في اسعار ‏النفط العالمية الذي لا يمكن تجاهل مفاعيله محليا ودوليا. ‏بحيث ادى الى رفع نسب التضخم في الاقتصاد العالمي بمعدل ‏‏8.8% وفق صندوق النقد الدولي. سيكون لاشتداد الازمة ‏المالية العالمية (ارتفاع التضخم واسعار الفائدة وتقلص ‏القروض والمساعدات) تداعيات على الاقتصاد اللبناني. ‏‏#وستزيد الضغوط على الليرة التي تنتظر تفعيل قطاعات ‏الخدمات التي ترفدها بالعملة الصعبة، والتي تآكلت بفعل ‏تدهور الثقة بالبلد وانهيار الحوكمة. لن ينفع ضخ الدولارات ‏كثيرا في السوق الموازية، في تحقيق الاستقرار النقدي. فعلاج ‏الفالج لا يأتي بالزوفى بحسب "كريمة". نحن مكشوفون ‏بالجملة ونبحث عن رئيس. "سليمان فرنجية" الاكثر حظا، ‏والعلة ليست في اسماء المرشحين بل بقبول السعودية التي ‏تبقى مفتاح التمويل الذي يلزم لارساء الاستقرار المالي ‏والنقدي والثقة. ‏

نهاية،سيكون لتغيير الدولارالجمركي تداعيات على الشركات ‏والمستوردين في المدى المنظور واكلاف لا يمكن تجاهلها، ‏الا انّ القرار يلزم في ظل ما تقدم.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

7 آذار 2023 08:17