نظمت منسقية بوردو في "تيار المستقبل"، وبمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ندوة بعنوان "العيش معا والتسامح"، بمشاركة عضو كتلة "المستقبل" النائب طارق المرعبي ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ومنسق عام الاغتراب ميرنا منيمنة في قاعة جان جاك بيل.
وحضر الندوة قنصل لبنان الفخري في فرانكفورت سمير الشما وممثلو الكتائب و القوات اللبنانية و فعاليات الجالية ووفد من منسقية باريس واعضاء المنسقية وحشد من مناصري التيار .
بعد النشيدين اللبناني والفرنسي، قال راعي ابرشية مار شربل بوردو الاب رامي عبد الستار: "اجتمعنا في الزمن الصعب وصنعنا ثورة الارز. تعاقب على تاريخ لبنان رجال عظماء من المطران الحويك الى الرئيس بشارة الخوري الى الرئيس فؤاد شهاب فالرئيس رفيق الحريري الذي اعاد تنظيم لبنان بعد الحرب الاهلية".
أضاف: "في تلك المرحلة كان هناك تحد حقيقي في ظل الاوضاع السياسية السائدة. اما الرئيس سعد الحريري ، فهو من من اهم واكثر من يعمل بشكل متواصل على الحوار الاسلامي المسيحي."
ثم ألقى كل من مدير مكتب رئيس بلدية بوردو لودوفيك مارتينز ونائب رئيس البلدية ديديه كازابون كلمات تمحورت حول اهمية الدور الذي نجح الرئيس رفيق الحريري في القيام به في نقل لبنان من مرحلة الحرب الى مرحلة السلم .
وشددت الكلمات على ضرورة المحافظة على انتظام عمل المؤسسات الدستورية وتطوير طرق الحوار مع الشركاء في الوطن السياسيين ورجال الدين والمجتمع المدني.
أما منسقة بوردو، ابنة عكار، الدكتورة فاطمة السبسبي فتحدثت كيف غير الرئيس الشهيد مسار حياتها حين منحتها مؤسسة الحريري فرصة متابعة علومها الجامعية في فرنسا ونالت دكتوراه في الآداب.
وقالت السبسبي: " الرئيس الشهيد كان رؤويا ومنفتحا ومثالا للاعتدال ولدعم الشباب .اعتبره بمثابة ابي لانه ساهم في رسم مستقبلي و حياتي التي اعيشها حاليا. واعطى فرصا متساوية للشباب والشابات في تحصيل علمي عالي المستويات و هو اول من عمل على تمكين المراة فهو كان السباق في كل المجالات".
اما إمام بوردو الشيخ طارق اوبرو فعبر عن اعجابه بمسيرة حياة رفيق الحريري الشهيد الكبير من لبنان الذي تعرف عليه من خلال اعماله وارثه ، المؤمن المعتدل ، المتعالي على الصعاب والكريم والذي نذر نفسه من اجل الاخرين".
منيمنة
بدورها، أوضحت منيمنة ان عنوان المحاضرة هو من اهم المواضيع المطروحة حاليا للنقاش كون الازمات التي تعاني منها الشعوب كثيرة مما يعيق تقدمها. ويواجه الانسان تحديات وجودية واقتصادية وسياسية وامنية"، مشيرة إلى أن "العيش معا هو القدرة على التواصل و النقاش من دون احكام مسبقة مع الحفاظ على الخصوصية واحترام الاختلاف".
ولفتت الى ان الحلول الاكثر نجاحا هي الحوارات الوطنية التي تسمح بالتوصل الى ارضية مشتركة و تؤمن المشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية و هي تكون غالبا بمشاركة اطراف دولية وقوى سياسية محلية ومجتمع مدني.
وقالت: "لا يمكن اغفال دور الشباب والدينامية الفكرية التي يمتلكها العنصر الشاب ودورهم الفاعل في محاربة العنف والتطرف"، لافتة إلى أنه "لم تتم الاستفادة او حتى تفعيل دور المرأة في الحد من النزاعات او حلها واشراكها في اقتراح الحلول والعمل على ارسائها بشكل كاف".
ودعت إلى أن "تكون المرأة على طاولة الحوار ليست كضحية بل كفاعل وشريك في المجتمع ويجب اشراك المرأة القيادية في اتخاذ القرارات الكبرى".
وتابعت: "لم تحترم اي قاعدة من قواعد العمل السياسي والاخلاقي في عملية اغتيال صاحب المناسبة اليوم ورفاقه الذي غير حياة الكثيرين خلال حياته و بعد استشهاده. فجروا جسده وهدموا احلام شعب تواق للاستقرار والازدهار بعدما انهكته الحروب الاهلية .
وذكّرت بأن "الشعب بمسيحييه و مسلميه، انتفض على الظلم و تحرر من الخوف وسار بهدوء يصلي لراحة نفس الشهيد الكبير ويطالب بالعدالة حاملا اقوى سلاح.. علم بلادي. ولن نيأس و لن ننسى مهما حاولوا. وسيظل الحوار سبيلنا الوحيد للوصول الى الحلول لان الحوار هو اساس الديمقراطية".
وشددت على انه "لن نواجه العنف بالعنف والفوضى بالفوضى والحقد بالحقد. ولن ننجر الى التقاتل والتناحر ولن نهدم ارث رفيق الحريري ولن نسمح بذلك" .
المرعبي
بدوره، قال النائب المرعبي: "منذ اربعة عشر عاما توقف كل اشكال التطور والتقدم في لبنان لان صاحب الرؤية والعمل اغتيل، لان العبقري الذي كان الطليعي في الاستثمار والعلم والشباب لم يعد موجودا بيننا . لان الحالم في ان يصبح لبنان الموحد والقوي مثل اهم دول العالم في التطور والاقتصاد والتحضر قد ازعج الكثيرين فاغتالوه باطنان متفجرة".
أضاف: "لكن الرئيس الشهيد لا يزال حيا فينا، في احلام كل شخص منا نحن في تيار المستقبل الحزب المعتدل الوحيد في لبنان والعالم العربي الذي يؤمن بمفهوم العيش المشترك قولا و فعلا. لانه يؤمن بتنوع لبنان ويعمل للمحافظة على هذا التنوع الذي يغني المجتمعات".
وتابع: "اعطي مثلا عن عكار حيث الاختلاط الطائفي في الكثير من القرى يدل على احترام الاخر وخصوصيته . وانا كنائب في كتلة المستقبل أسير على خطى الرئيس الشهيد رفيق الحريري بقيادة رئيس الحكومة سعد الحريري في ترسيخ مبادئ الحوار والانفتاح والعمل من اجل مصلحة لبنان وتقوية الدولة والمؤسسات الوطنية".
وشكر "الدولة الفرنسية ورئيسها ايمانويل ماكرون الذي ابدى الدعم الكامل لانجاح مؤتمر سيدر الذي يشكل اليوم احد اعمدة الاقتصاد الجديد و الفرصة المنتظرة لانعاش الاقتصاد اللبناني وتأمين فرص عمل للشباب لوقف هجرة الادمغة والعنصر الفتي".
وشدد على أنه "لطالما كانت فرنسا صديقة للبنان ولا ننسى الصداقة الكبيرة التي كانت تربط الرئيس رفيق الحريري بالرئيس جاك شيراك. و قبلها الحكم الفرنسي للبنان واستلهام معظم النصوص القانونية من الفرنسيين. واعتز بأن اكون عضوا في لجنة الصداقة اللبنانية الفرنسية البرلمانية".
كما شكر "منسقية بوردو على هذه الدعوة والمنسقة العكارية فاطمة السبسبي التي تعطي الصورة المشرقة عن المرأة العكارية المكافحة والكفوءة وأشكر الجالية اللبنانية في بوردو و جمهور تيار المستقبل على هذة الدعوة التي تفسح لنا المجال في التواصل و تبادل الاراء".وشكر المغتربين على دعهم الفعال خلال المرحلة السوداء التي تمر على لبنان، هذا الدعم الذي لا يتوقف".
واعتبر أن "الفراغ الدستوري انتهى بمبادرة انقاذية من الرئيس سعد الحريري وتشكلت حكومة "الى العمل " وهي في ورشة مستمرة وعلى المستويات كافة".
ولفت إلى ان "التهديد من قبل فريق معين بكشف الفساد لاسباب سياسية و كيدية لا ينفع، أما كشف الفساد والمفسدين و تنفيذ مشروع مكننة الدولة فهذا الذي ينفع".
وأكد ان "رفع الغطاء عن المخلين بالنظام العام مطلوب. وتطوير القوانين لملاءمتها مع العصر من اولويات كتلتنا والاضاءة والعمل على تعديل القوانين المتعلقة بحقوق المرأة كذلك اذ ان تيار المستقبل هو من اول الاحزاب اللبنانية التي تطبق الكوتا في هيكليتها التنظيمية. وشدد على "ان الرئيس الحريري حريص على ان يطبق الكوتا في لوائحه الانتخابية و فازت كتلة المستقبل بثلاث مقاعد تعود لسيدات و يكون تمثيل نائبات المستقبل يعادل 50 بالمئة من التمثيل النسائي في البرلمان".
كما أكد "اننا بقيادة الرئيس سعد الحريري نريد بناء مجتمع متكامل معتدل و منفتح. ونعمل من اجل الانسان في بيئة سليمة عادلة متطورة".
وتلا الندوة حفل كوكتيل على شرف الحضور .
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.