23 أيار 2023 | 08:38

أخبار لبنان

التطبيع مع الانهيار

التطبيع مع الانهيار

اوكسيجين النهار - مازن عبّود





لبنان على مشرحة كلية الاقتصاد تقرير للبنك الدولي في ‏جامعة القديس يوسف في بيروت، وحضوره خجول في جدة ‏والجامعة

العربية. السعودية تعيد الاسد وتستضيف زيلنيسكي. الحزب ‏يستعرض قوته قبالة الاقصى.‏

تقرير "تطبيع الأزمة" خلص الى انّ التطبيع لايعني التعافي، ‏وباننا في تراجع حاد. تكلّم عن فشل النظام المصرفي وانهيار ‏العملة

وتنامي الدولرة النقدية، وعن سياسات بالمفرق تستنزاف ‏الرأس المال البشري والاجتماعي، وتعمّق الفوارق بحيث ‏تكسب القلة وتخسر

الشعب. تكلم عن تباطئ وتيرة التراجع الاقتصادي(2022) ‏لكن استكمال الانهيار، وعن انكماش بلغ منذ 2018 ‏الـ39.9% من الناتج المحلي. ‏

وحذّر من تداعيات العجز المتنامي في الحساب الجاري على ‏النمو، فالواردات ازدادت والصادرات انخفضت، والعجز ‏يموّل من

احتياطي النقد الأجنبي في مصرف لبنان الذي لم يتمكن من ‏لجم خسارة الليرة لأكثر من 98% قبل شباط 2023.‏

لكنه لمن وسيلة لقياس ما كان سيحصل من دون ابداعات ‏النقد؟

صوّب على آداة صيرفة لتطويع النقد المغبوطة، تلك العجيبة ‏في خضم العجز التي تحيي موظفين وتجارا وتكثّر دولاراتهم ‏شهريا

والتي بمفاعيل على الاحتياطي والوضع المالي لمصرف ‏لبنان. وانتقد تحوّلها إلى آلية لتحقيق أرباح ناهزت 2.5 مليار ‏دولار جراء

فوارق سعري العملة على المنصة وفي السوق الموازية.‏

تطرق الى الشلل الذي يخدم النخبة. وقدّر حجم الاقتصاد ‏النقدي المدولر ب9.9 مليارات دولار(45.7% من إجمالي ‏الناتج

المحلي(2022)). وسننتظر اعلان دولرة الاقتصاد كليا. ‏فنحن امريكيون بالعملة وافغان بالانتماء. الاخضر الفريش ‏ينعش ويعوّض ثقة

انجرفت محليا في عصر التبادلات الرقمية.‏

اعتبر بإنّ المنحى القائم لا يسهم بشكل صافي في النمو، بل ‏يهدّد فعالية السياسات المالية والنقدية، ويزيد إمكانية غسل ‏الأموال في بلد

جعل لمريم مقاما باسم "سيدة الغسالة". ويفعّل الاقتصاد السفلي ‏والتهرب الضريبي القائم ويمحو تدابير سلامة البلد المالية. ‏صار القرش

الاسود لزوم ايامنا غير البيضاء.‏

واستكمل نائب رئيس الحكومة مداخلته في اليسوعية بمداخلة ‏دولية عبر ‏Associated Press‏ . فدعا الى استقالة الحاكم ‏لانّ الاتهامات التي تطاله وضعت مصداقية الحكومة على ‏المحك، وبدأت تهدد علاقات لبنان المالية مع سائر البلدان. هذا ‏صحيح، فاتهام الحاكم ادانة لحكم بلد. لكنه لفعلا الموظف ‏مسؤول والمسؤولون موظفون، وكيف؟

ولاقى وزير الداخلية د.شامي. مهمة الحاكم انجزت. والنار ‏على الميت حلال. عنوان المرحلة طلاق بين الحاكم والحكام ‏سطرته مذكرة

جلب فرنسية. الضروري واللازم الذي غلب رئيس البلاد ‏اضحى يلوّث حكما رشيدا وثقة بحكومة لا تشوبها شائبة.‏

حاكم يعمل بدفعه وبالجاذبية...‏

تكلم د.شامي عن تدقيق للاصول الأجنبية لمصرفلبنان لكن ‏بشكل غامض لم يتم نشره بعد. واصرّ على وجود خطة

للحكومة، مقيمة في الادراج. فالاعداد يجافي الانفاذ الذي ‏يتطلب نزع الطعم واللون. جارتنا توقد دفاتر وكتب ابنها بعيد ‏كل عام

دراسي لطباخة التين. ففي تراكم المطبوعات والدفاتر مصيبة ‏لانها تذكرها بأميتها. وتبرر ذلك بانّ المطبوعات مرتع للعث ‏اللعين.‏

الموضوع في لبنان ابعد...فقد دخلنا وفق ‏DARON_ACEMOGLU(2023‎‏)" ";بحارًا هائجة" ‏بدون خريطة" و اراداة تعيدنا إلى المياه

الهادئة. "اقتران الديمقراطية بالتنمية يلزم همواطنون مطلعون ‏لا مضللون". نحن مضللون وثمة نزاعات بين نظام حكم ‏وتنمية

واستعراض عضلات. نزاعات تزداد حدتها بفعل القبلية التي ‏اعطتها العولمة وسائل تكنولوجية.‏

‏"ممر الحكم الضيق" في لبنان، يضيق. المشكلة بنيوية لا بل ‏اخلاقية...‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

23 أيار 2023 08:38