برعاية مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلاً بمفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان, احتفلت جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في صيدا بتخريج الدفعة الخامسة عشر من طلاب وطالبات ثانوية حسام الدين الحريري التابعة للجمعية- دفعة العام 2023 .
حضر الحفل النائبان "علي عسيران وميشال موسى " ورئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري وممثل النائب عبد الرحمن البزري محمد الدادا وممثل النائب اسامة سعد خالد الكردي، ونائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان بسام حمود ، وفاعليات تربوية واجتماعية ، ولجنة الأهل في الثانوية . وكان في استقبالهم رئيس واعضاء المجلس الاداري في الجمعية ومديرة الثانوية وافراد الهيئتين الادارية والتعلمية.
المديرة جرادي
كلمة خريجي الدفعة القاها الطلاب" يوسف مغربي ورضا البزري وجود كاعين وأحلام مغربي، وألقت مديرة الثانوية دينا جرادي كلمة قالت فيها "نجتمع اليوم للاحتفال بإنجازاتهم المميزة، وبإصرارهم على تحدي الظروف المحيطة، وبتجاوزهم للعوائق المختلفة، وبشخصياتهم الفذة وطموحهم اللّامتناهي، وتفاؤلهم دائمًا بأنهم مقدمون على تحقيق أحلامهم وأهدافهم. ولا يسعني، في هذه المناسبة، إلّا أن أعبّر عن مدى سعادتي واعتزازي بما وصلنا إليه اليوم، بعد أن عزمنا على مدى السنوات الماضية على اعتمادِ نهج واضح يرمي إلى تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم، وإعدادهم لمواجهة التحديات المستقبلية. لطالما سعينا إلى التميّز، متخطّين بذلك كلّ الحدود، ومعتمدين معايير أكاديمية، منهجية ولامنهجية، متجددة، من مسابقاتٍ أكاديمية، إلى بطولاتٍ رياضية، إضافةً إلى مشاركاتٍ فنيةٍ وخدماتٍ مجتمعية. فقد تمكّنت ثانويتنا من تعزيز ثقافة التنمية البشرية المستدامة، مشجعةً بذلك الطلاب على اكتشاف ميولهم العلمية وهواياتهم، والتفوق في مختلف المجالات. ولعلّ هذه الإنجازات تشكّل عينةً من الدّعم الثّابت والتضحيات التي لم يتوانَ المعلمون والمرشدون عن تقديمها للطلاب منذ المراحل الأولى وحتى النهاية، مقدّمين كل ما بوسعهم وأكثر لتوجيه الطلاب وتثبيت خطاهم نحو النجاح، مركّزين بذلك على إكسابهم الخبرات والمهارات الإجتماعية التي لا تقتصر فقط على ما هو موجود في الكتب.
واستعرضت جرادي التحديات التي واجهت الثانوية من جائحة كورونا إلى الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المحيطة والمتفاقمة. وكيف أنها واجهتها بالعزيمة والإصرار على تذليل الصعوبات امام تحقيق رؤية المدرسة، وضمن خطةً واضحةً تشمل مجموعةً من الأهداف عملت على تحقيقها ، معددة البرامج والمشاريع والأنشطة التربوية والعلمية والرياضية التي نظمتها المدرسة او شاركت فيها .
لجنة الأهل
وألقى رئيس لجنة الأهل القاضي إسماعيل دلة كلمة أشار فيها الى أنه "في ظل هذا الوضع الذي نعيشه. ومن رحم الإنهيار الإقتصادي الذي ترك آثاره على المعيل والمعال. ومن رحم التأزم السياسي وما ترك من قلق واضطراب وقيل وقال. ومن واقع الفلتان الأمني والتردي الأخلاقي والتعثر التربوي، تولد هذه البارقة، بارقة الأمل، من هذه الوجوه النيره الكريمة لترسم هذا الشعور في هذه الأنفس الحاضرة، لنزجي هذا الشعور والثناء والجميل والعرفان لجمعية المقاصد وثانوية الحسام".
وتوجه الى الآباء والأمهات والخريجين والخريجات، بالقول " مبارك عليكم هذا الجهد ومبارك اليوم مع حصاد العقول. وهذه الفرحة تنسي تعب السنين. من أجل ذلك كان لزاما أن تكونوا قد عرفتم من أنتم أيها المقاصديون أن تطلقوا العنان لطاقاتكم، أن تطرحوا اليأس جانبا من حياتكم، وأن تعتلوا صهوة جياد العز والفضيلة ، وأن تحلقوا كالنسور في عالم المعرفة والنجاح. كونوا كزخات المطر، وكبهات النسيم. كونوا كالصخور العاتية إذا إدلهم الخطر. كونوا كما ربيتم وكونوا كما أنتم. واعلموا أن المسؤولية كبيرة، وأنه من أراد الراحة ترك الراحة، وأن قنطرة العبور إلى النجاح إنما تمر بالصعاب الثقال وعلى عاتق أصحاب الهمم والرجال. شكرا لك تعبكم، ولكل عطائكم، ولكل ما قدمتموه. شكرا لإدارتكم ولهيئتكم التعليمية والإدراية والعمالية، شكرا من القلب لجمعيتكم.هنيئا للأهل جميعا بكم، مبارك لكم هذا الزرع ومبارك للجميع هذا النجاح".
البزري
وألقى رئيس جمعية المقاصد -صيدا فايز البزري كلمة قال فيها " نحتفل معًا بتخرج الدفعة الخامسة عشر من أبناء وبنات هذا الصرح التربوي المميز لتنضم هذه الباقة الجديدة إلى أسرة خريجي جمعية المقاصد، مسلحة بمبادئ وقيم المدرسة الأم من ناحية، وبعلوم هذا الصرح المميز من ناحية أخرى. هذا الصرح الذي تمكن في فترة زمنية قياسية من أن يصنع لنفسه هوية متميزة. وكان هذا التميّز فعل إرادة واعية، وعمل دؤوب، تَشاركَ فيه جميع أفراد مجتمع هذه المدرسة، في بناء خطة تربوية متكاملة، تتناغم مع الواقع الحقيقي للعملية التربوية الحديثة، كما أنها خطة مبنية على تعزيز ودعم الهوية الثقافية للمجتمع العربي الإسلامي المنفتح على الثقافات العالمية، والاستفادة منها، دون أن ينال ذلك من مبادئنا، وقيمنا، وهويتنا الثقافية والإسلامية".
وأضاف " إننا كمجلس إداري لجمعية المقاصد، نعاهد المقاصديين من إدارة وهيئة تعليمية، وطلاب وذويهم، وجميع الصيداويين بأننا سنعمل على حمل شعلة المقاصد بكل ما أوتينا من همة، ونشاط، وإخلاص في سبيل الحفاظ على أهداف مؤسسيها، ورفع مستوى التربية والعلوم والقيم الإسلامية والنشاطات اللامنهجية، وبناء التلميذ المقاصدي المتمتع بمروحة واسعة من الثقافة والمعرفة، وبشخصية قيادية تساعده على خوض غمار الحياة بكل ثقة وجهوزية ليكون النجاح حليفه في مساعدة نفسه ومجتمعه".
وخاطب الخريجين قائلاً : هذا الاحتفال، هو لحظة اعتزاز بكم، لأننا على يقين أنكم ستكونون خير رسل لمدرستكم وأساتذتكم وأهلكم ومدينتكم ووطنكم، لحظة اعتزاز لأنكم ستكونون السبيل الوحيد لتقدم هذا الوطن والمحافظة عليه.
سوسان ممثلاً دريان
وألقى المفتي سوسان كلمة راعي الاحتفال المفتي دريان فقال " يا أبناء الحسام المقاصدية، المقاصد تاريخ طويل مليء بالعلم والعلماء والمتوفقين والمواقف في مجالات الحياة المتعددة والمتنوعة. كنا ومازلنا نعتز بأننا مقاصديون واليوم مدرسة الحسام الزاهرة في المقاصد وفي يوم عيدها العلمي بأبنائها وبدورها وحضورها وحداثيتها العلمية وابداعها والحرص على رسالة من بناها تقدم نموذجًا حساميًا متمثلاً بخريجيها وأبنائها يحملون لنا رسالة نسمعهم يقولون لنا فيها نحن من أمة العدل والاعتدال والوسطية، التي نقدم من خلالها تصورًا إيمانيًا ووطنيًا مرتبطًا بالزمان والمكان والإنسان موصولاً بالواقع مشروحًا بلغة العصر منفتحًا على الاجتهاد والتجديد في محله ومن أهله منفتحًا على الحضارات بلا ذوبان مراعيًا الخصوصية بلا انغلاق".
وخاطب الخريجين والخريجات:"نعتذر لكم لأننا نسلمكم وطنًا متهالكا يتهاوى تضيع فيه القيم والكرامات. الحياة فيه صعبة ومشاكله كثيرة، نعتذر منكم لأننا صنفناه وطنا طائفيًا ومذهبيًا تحكمه المحاصصة، أُغلقت فيه المؤسسات وانهارت الناس فيه مشغولة كيف تؤمن لأبنائها العيش الكريم وأقساط ومصاريف الجامعات، نسلمكم وطنًا ممزقًا بأهواء المسؤولين فيه وبدون مشروع لإنقاذه وإخراجه من هذا الضيق المعيشي والاقتصادي والسياسي بل والتعليمي، نعتذر منكم ولنا كل الامل والرجاء بأن تنجحوا فيما نحن فشلنا وأن تحققوا ما لم نستطيع أن نحقق لوطننا ولأنفسنا ولحياتنا من معاني العدل والحق والحرية والعلم والكرامة والمساواة التي زُرعت فيكم في مدرسة الحسام وغيرها من المدارس المقاصدية".
وختم سوسان " أنتم الأمل والمستقبل والحياة الكريمة لأنكم أبناء الحسام المقاصدية، تحملون في قلوبكم الإيمان وفي ضمائركم الصدق والقيم وفي سلوككم الأخلاق والوطنية، أنتم الأوفياء لصيدا وللمقاصد ولمدرسة الحسام، وأنتم الطليعة للضوء والنور في هذا الظلام والظلمة التي نعيشه، وأنتم الحياة، ابنوا وطنًا عزيزًا كريمًا لا فساد ولا إفساد أو مفسدين، العلم فيه للجميع وفرص العمل للجميع بدون تمييز أو تفريق ولا تقولوا اليوم وداعًا بل قولوا إلى اللقاء، أوفياء، صادقين، متفوقين، ناجحين في مسيرتكم العلمية والحياتية، أننا ننتظركم ولن تخيبوا آمالنا فيكم وتذكروا دائمًا أنكم مقاصديون، حساميون، ومن نجاح إلى نجاح، مبروك لكم ولأهلكم".
وفي الختام جرى توزيع الشهادات على الخريجين والجوائز على المتفوقين.
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.