خاص- مستقبل ويب
استغربت مصادر رسمية ما ورد في تقرير "غريب عجيب" عرضته قناة "الحدث" الإخبارية أمس عن ما سمّته "تواطؤ" بين المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان وبين "حزب الله" هو من نسج الخيال ، ويتصل باعتراض وزير الداخلية بسام مولوي على تشكيلات ضمن المديرية وتشمل رئيس الأركان ورئيس شعبة المعلومات وغيرهما من قادة الوحدات .
وواقع الحال أن الوزير مولوي كان على علم بالتشكيلات المشار إليها وقد أطلعه اللواء عثمان عليها ، قبل أن يتوجها معاً الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أخذ بدوره علماً بها،وتم البحث بقادة الوحدات وبكل إسم .واقترح اللواء عثمان اسم العميد جهاد ابو مراد رئيساً للأركان، لكون الموقع شاغراً، ولكون أبو مراد ضابطاً ارثوذكسياً مشهوداً له بالكفاءة والنزاهة منذ أن كان في شعبة المعلومات.
ولدى سؤال المولوي عثمان عما سيفعله حيال رئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود باعتبار أنه أعلى رتبة من العميد ابو مراد، نفى عثمان وجود أي مشكلة، انطلاقاً من إمكانية ربط شعبة المعلومات ادارياً بالمدير العام، مع العلم أنها مرتبطة به أصلاً لكن إدارياً عبر رئاسة الأركان. وذكر عثمان المولوي بأنه عندما تولى سابقاً رئاسة شعبة المعلومات ارتبط بالمدير العام بأمر من اللواء ابراهيم بصبوص ، على اعتبار أنه كان أعلى رتبة من رئيس الأركان في ذلك الحين . وتم الإتفاق مع وزير الداخلية على كل الأسماء ، قبل أن يتراجع الأخير من دون أن يكشف الأسباب التي دفعته الى التراجع .
والأسوأ من ذلك أن الوزير مولوي لم يكتفِ بهذا القدر وإنما سرّبت أوساطه معطيات الى "الحدث" لا تمتّ الى الحقيقة بصلة لا بل هي أقرب الى الهذيان ، مثل اتهام اللواء عثمان بمراضاة "حزب الله"، أو تصوير العميد بلال الحجار بأنه قريب من الحزب المذكور ؛ مع العلم أن اتهام الأول ، أي عثمان ، ينتمي الى عالم الخيال ولا يمكن أن ينطلي على أحد لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل ، تماماً كاتهام الثاني ، أي الحجار ، المؤتمن منذ سنوات على أمن كل قادة ١٤ آذار وغيرهم من السياسيين داخل حرم مطار رفيق الحريري الدولي .
وعزت المصادر هذا التقرير "المفبرك " والحافل بالتخيّلات السوريالية الى طموحات مولوية لا تُخفى على أحد بالوصول الى سدّة رئاسة الحكومة ، ولو على حساب تضحيات المديرية العامة لقوى الأمن أو شعبة المعلومات ، المؤسسة التي قدمت شهداء لم تجفّ دماؤهم بعد . وأضافت أن اتهام كبار الضباط والمسؤولين في المديرية بخدمة مصالح "حزب الله" خطير وهو مردود الى صاحبه الذي يلجأ الى هذا الأسلوب لتعزيز رصيده أمام الحزب على حساب صورة مؤسسة قوى الأمن الداخلي .
وختمت بالقول أن الطريق الى السراي تفترض على الدوام قدراً ولو قليل من الصدق ، لأن حبل الكذب قصير وكفيل بمنع صاحبه من تحقيق أي طموح يراوده سواء في الحقيقة أو في الخيال .
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.