كتب جورج بكاسيني
وحدُه التاريخ يُنصف المظلومين ، لأن الحاضر حاشد بالجاحدين والمنتفعين والمتضرّرين .. ومعهم عشرات الجَهَلة والمزايدين .
الفارق بين الأول والثاني ، أن التاريخ شاهدُ نقيّ على الحقائق ، وأن الحاضر مدافع دائم عن المرتكبين وباحث دائم عن "كبش محرقة" .
هذا هو حال رياض سلامة اليوم ، الخارج بعد ساعات من قفص حاكمية مصرف لبنان . وحدُه "كبش فداء" المرتكبين والمقصّرين والشعبويين في الجمهورية . غالبية القوى السياسية التي خطّطت ونفّذت خارطة الإنهيار رمت المسؤولية على رياض سلامة . نكروه قبل صياح الديك ، وحاكموه من دون أن يعثر القضاء على مجرد قرينة . بعضهم عن سوء نيّة وبعضهم الثاني عن جهل ، والثالث عن سابق تصوّر وتصميم لأن حاكم مصرف لبنان "مرشّح طبيعي" لرئاسة الجمهورية . أما الحقيقة فتبقى للتاريخ الذي أنصف كُثُراً بعد حين ، ف"ترحّمت" جموع على زعيم رحل أو مسؤول انتهت مدّته .. بعد فوات الأوان .
رُب قائل أن صمت رياض سلامة سيمتدّ الى ما بعد بعد تقاعده المبكر ، أو أن خروجه من المسؤولية سوف يحرّره من قيود كانت تمنعه من البوح بأسرار لا يعرفها الملايين من اللبنانيين . لكن الحقائق لا تموت مع مرور الزمن .
قد يكثُر "السلّاخون" بعد خروج سلامة من الحاكمية ، وقد ينقص المدافعون عن سياساته رغم أنهم قلّة أساساً ، لكن التاريخ سيكشف قصة حاكم كان محكوماً بقدرٍ لازَم الجمهورية منذ أن أبصرت النور ، قوامه تكريم الجلّادين ومحاكمة الضحايا .
قدر الحاكم من قدر المحكومين .
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.