تشد مدينة صيدا الرحال اليوم الى قلب العاصمة بيروت لملاقاتها وباقي المناطق أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كيف لا وعاصمة الجنوب طيلة 19 سنة لم تخلف موعدها مع ابنها الشهيد .. 19 مرة استعادت صيدا هول الجريمة التي لم يعد لبنان بعدها كما كان قبلها.. حين امتدت يد الحقد والغدر لتنال ممن كان يمثل للبلد صانع معجزة لبنان الحديث الناهض من تحت ركام حروب وويلات عصفت به طيلة أكثر من 15 عاماً ، ومن أعاد للبنانيين سلمهم الأهلي ووفاقهم الوطني وأعاد للدولة كينونتها وهيبتها وفعالية مؤسساتها ..
19 سنة انقضت على جريمة اغتيال رفيق الحريري ، راكمت على الوطن مرارات وأزمات فوق مرارة فقده ، ولا تزال صيدا في زمن رفيقها وتعيش بوهج حبه لها الذي ترجمه فيها كما في لبنان كله انماءاً ونهوضاً وتحريراً وعملاً من أجل كرامة الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية فيه .
رغم كل هذه السنوات ، رفيق الحريري لا يغادر قلوب الناس ولا ذاكرتهم .. لم تزل صيدا الشاهد على أحلامه الأولى لمدينته ووطنه ، تستعيده طيفاً يلازم يومياتها ويتجول في شوارعها ويحادث مواطنيها يسألهم عن أحوالهم بعد 19 سنة على غيابه عنهم جسداً وحضوره بينهم شهيداً .. ويقدم نفسه لأجيالها الجديدة سيرة ومسيرة ومواقف وانجازات..
يستعيدون زمنه بحسرة وألم على فراقه وعلى ما آل اليه حال البلد من بعده ، لكنهم يذكرونه بفخر واعتزاز ، يترحمون عليه وعلى أيامه ، ويفتقدونه في هذا الليل المظلم .. يدركون ان الخسارة بفقده أكبر من ان تعوض الا بمن يحمل أمانة متابعة مشروعه ونهجه في حب لبنان ، وأملهم أن يكمل سعد رفيق الحريري ما بداه والده .
حاجة وطنية ماسة لمتابعة المسيرة
يقول الدكتور هشام قدورة "جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه أحدثت زلزالا في لبنان وفي المنطقة ما زالت ارتداداته مستمرة حتى اليوم . وفي ذكرى استشهاده التاسعة عشرة نقول ونسجل رسالة واستفتاء واضحين بأن الرئيس سعد الحريري يمثل مسيرة ونهج الشهيد رفيق الحريري في الإعتدال والعروبة وبناء الدولة الديمقراطية الموحدة العادلة لجميع ابناء لبنان .واليوم وفي ظل انهيار الدولة واستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وفلسطين ولبنان نجد الحاجة الوطنية الماسة لأن ندعو الرئيس سعد الحريري للعودة عن اعتكافه وللإستمرار ومتابعة مسيرة الشهيد رفيق الحريري رحمه الله".
حلم رفيق سيتحقق مع سعد
ويقول الدكتور طالب محمود قرة أحمد" رفيق الحريري مهما تحدثنا عنه فلا نستطيع ان نفيه حقه بما قدمه لأجل مجتمع كان يعاني كل اشكال القهر والفقر والمعاناة طوال حرب دمرت كل حضارتنا ورقينا وتطورنا. من هنا فقد جند الرفيق نفسه ليكون المنقذ وبعون الله بنى وعمر وعلم وجدد وطور بلده وأيقظه من سبات عميق، لينقله الى مصاف الأوطان الحالمة بالسلام والأمن والطمأنينة والإستقرار. واجه وصبر بصمت عجزت عن تحمله الجبال، فحقق الكثير مما كان يفكر به ولكن باقي الحلم تبدد بفعل فاعل أبى إلا أن يقضي على صمام الأمان في لبنان، فاستشهد الرفيق . ولكن الحلم سيتحقق وبحول الله مع سعد الحريري حامل راية المسيرة والصبر أيضاً ليحصد ما كان يحلم به الرفيق ليخطه نجاحات وصموداً واعماراً وبناء شخصية وطن ".
ويقول صلاح نسب " رفيق الحريري "اللي عملو لصيدا وبيروت ولبنان كله من إنجازات ومشاريع ما حدا عملوا .. بيكفي انو علم الشباب والصبايا وعمر وبنى البلد .. لما راح رفيق راح البلد ! .
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.