أحيا الجسمان القضائي والحقوقي في لبنان الذكرى الخامسة والعشرين لجريمة إغتيال القضاة الاربعة "حسن عثمان، وعماد شهاب، عاصم ابو ضاهر ووليد هرموش " على قوس المحكمة في صيدا في الثامن من حزيران من العام 1999 .
واقيم بالمناسبة احتفال تكريمي لذكرى القضاة الشهداء في قاعة قصر العدل في صيدا حضره وزير العدل القاضي هنري خوري ، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود ، وأعضاء من المجلس، مدير عام وزارة العدل القاضي محمد المصري، نقيب المحامين في بيروت فادي المصري ، الرئيسة الاولى لمحاكم الجنوب بالتكليف القاضية رين مطر ، والمدعي العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان ومحامون عامون وقضاة الجنوب، كما حضر رئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع والسفير عبد المولى الصلح وشخصيات قانونية وحقوقية وعائلات الشهداء .
زهر الدين
بعد النشيد الوطني اللبناني والوقوف دقيقة صمت تحية لارواح القضاة الشهداء ، تحدث القاضي وسيم زهر الدين فقال : ان هذه الذكرى تشكل عبرة وموعظة لنا نحن القضاة الجدد وقد بدانا نتلمس حروف العدالة لتكتب بها رسالة ونخط مسيرة أريدها أنا وزملائي أن تكون ناصعة مشرفة مقتفيين في ذلك سير قضاة كبار تركوا لنا ارثا مجيدا نعتز به ."
شهاب
ثم القى نجل القاضي الشهيد عماد شهاب عمر شهاب كلمة باسم عائلات الشهداء أكد فيها أننا : "لن نركع أمام الأشرار ولن نقبل بمس هيبة العدالة التي تحمي كل مظلوم وتردع كل ظالم ولن نقبل بعد اليوم ان تبقى الدمعة صامتة على وجوهنا بل سيبقى رأسنا مرفوعا لأننا ابناء العدالة الصادقة" .
مطر
وفي كلمة لها خلال الحفل قالت الرئيسة الأولى القاضية رين مطر :" أقف أمامكم اليوم ولن أتكلم عن الحزن والأسى اللذين ألما بالجسم القضائي على غياب شهدائنا القضاة لأن غيابهم خطيب ماهر لا يحتاج الى كلماتنا . ولكن هذه الذكرى ككل عام تأتي لا لنتذكر فنحن لم ننس ولكن لنعتبر ونتعلم ممن عشق العدل وحارب الظلم بصمت واستشهد من أجلهما . لكن لا نستطيع منع أنفسنا من التساؤل عن الحقيقة والعدالة فكيف اذا كان المغدور نفسه حاملا لشعلة الحق وفارسا في ميدان العدالة !".
خوري
من جهته قال وزير العدل هنري خوري" كنا نتمنى أن نحيي الذكرى الخامسة والعشرين لإغتيال القضاة الاربعة على قوس العدالة وقد تم وضع المحكومين خلف القضبان لينفذوا عقوبتهم لتبرد بذلك قلوبنا وقلوب عائلات الشهداء ، معتبرا انه مهما فعلنا فإننا نبقى مقصرين بحق من قدم نفسه قربانا للعدالة . فلتكن ذكراهم خالدة في قلوبنا نستمد منها العزيمة والقوة . وختم موجها التحية لرئيس بلدية صيدا على ما تقوم به البلدية من رعاية واهتمام لقصر العدل لاسيما في ظل الازمات التي تعاني منها المرافق العامة .
عبود
واعتبر القاضي سهيل عبود " أن القضاء اللبناني قادر على مواجهة كل التحديات ومؤهل لتخطي كل الصعوبات، وأن القضاة في لبنان مستعدون للبذل والعطاء وصولا الى التضحية فالشهادة . وإن المسيرة القضائية مزدانة بقضاة كثر استجمعوا فضائل القضاء من استقلالية وشجاعة وعلم . وقال للمشككين بالقضاء : ان هذا القضاء وحده هو الأساس في بناء الدولة الجديدة، دولة الحق والقانون والعدالة ، وان هذا الامر لن يستجدى ، ولن يكون سهل التحقق من دون مبادرات وتضامن وتضحيات فتتكرس الاستقلالية لقضاء يستحق شرعيته من عدالة مطلوبة منه حتى الشهادة."
المصري
وقال نقيب المحامين في بيروت فادي المصري :" لقاؤنا يتجدد كل سنة في هذه القاعة لنتذكر الجريمة المروعة التي لم تهز الجسم القضائي بل هزت الضمير الوطني .معتبراً ان تكريم الشهداء الذين سقطوا لا يقف بوضع اكاليل الزهور على نصبهم التذكاري كل سنة بل يستمر عبر أداء عملنا كقضاة ومحامين لإرساء دولة القانون والمؤسسات .وأمل ان تأتي الذكرى القادمة ويكون قد تم القاء القبض على المجرمين الصادرة بحقهم احكام من المجلس العدلي ، مشدداً على أن بسط سلطة الدولة على كافة اراضيها هي المفتاح الوحيد لاستكمال بسط العدالة التي لا تكتمل من دون الأمن وفرض سلطة القانون على كل المواطنين اللبنانيين . وواعدا باسم نقاية المحامين الوقوف دائما الى جانب القانون ، الحق والعدالة .."
وفي الختام، تم وضع اكاليل من الزهر أمام النصب التذكاري للقضاة الأربعة بإسم كل من "الوزير خوري والقاضي عبود والنقيب المصري والمحامي اسامه ابو ظهر باسم نقابة المحامين في صيدا، كما قام الناجي من جريمة الاغتيال المحامي سالم سليم بوضع اكليل زهر أمام نصب القضاة الشهداء.
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.