3 كانون الثاني 2025 | 12:02

أخبار لبنان

العلامة فضل الله: لإزالة ما يعيق بلوغ الاستحقاق الرئاسي

العلامة فضل الله: لإزالة ما يعيق بلوغ الاستحقاق الرئاسي

 ألقى العلامة السيد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين ومما جاء في خطبته السياسية: "عباد الله أوصيكم وأوصي نفسي، بإحياء هذا الشهر المبارك الذي أطل علينا قبل يومين، والذي أشار رسول الله إلى أهميته، عندما قال: "إن رجب شهر الله العظيم لا يقاربه شهر من الشّهور حرمةً وفضلاً". فهذا الشهر هو واحد من الأشهر الأربعة التي جعلها الله أشهر سلام على مستوى الأفراد والجماعات والدول، فيها تتوقف الحروب وتتجمد النزاعات وتبرد الخلافات، وفي ذلك إشارة واضحة أن المبدأ في الإسلام هو السلم، حين جعل ثلث السنة أشهر سلام، ودعا إلى أن يكون المبدأ هو السلام في بقية السنة، وهو شهر للعبادة من خلال ما ورد فيه من الدعاء، والدعوة إلى الصيام والقيام والذكر وقراءة القرآن والصدقة، وهو شهر تتضاعف فيه الحسنات كما تتضاعف السيئات".

أضاف:"إننا أيُّها الأحبّة: أحوج ما نكون إلى أن نغتنم فرصة هذا الشهر، بأن ننعم بأجوائه الروحية والإيمانية التي تجعلنا أقرب إلى الله وأقدر على مواجهة أنفسنا الأمارة بالسوء وأقدر على مواجهة التحديات. البداية من دخول العام الميلادي الجديد الذي يأمل اللبنانيون ان يحمل إليهم تباشير الأمل بإخراجهم من كل ما عانوا ولا يزالون يعانون منه بعد كل الذي جرى لهم بفعل العدوان الذي شنه العدو الصهيوني على هذا البلد الذي أدى إلى كل هذا الدمار الهائل الذي نشهده في المباني والمؤسسات والأراضي وعلى صعيد المزروعات، الذي لف الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع وإلى ارتقاء عدد كبير من الشهداء والمعوقين والنازحين من بيوتهم، حيث لا يزال القلق يساور اللبنانيين من تجدد هذه الحرب بكل المآسي التي لا يرغبون لها أن تتكرر، والتي يشير إليها استمرار العدو بخروقه في التفجير للبيوت في البلدات التي احتلها خلال عدوانه، والتمدد إلى تلك القرى التي لم يكن قد وصل إليها وفي الغارات، والتي لن يكون آخرها في إقليم التفاح والتي استهدفها لأول مرة بعد اتفاق وقف إطلاق النار، ومن التسريبات الإعلامية والتصريحات التي تصدر عن قادة العدو بأنه سيستمر حتى بعد الستين يوماً في ضرب أي هدف يراه تهديداً لأمنه بادعائه عدم تنفيذ لبنان لما اتفق عليه، وما يعزز هذا القلق هو تمديد عودة مستوطني الشمال إلى شهرين إضافيين وعدم صدور مواقف واضحة وضاغطة من اللجنة المكلفة وقف إطلاق النار على العدو لإلزامه الاتفاق، أو في الحد الأدنى توجيه اللوم له، ما يمنحه حرية العمل والاستمرار بخروقه".

تابع: "يجري ذلك في الوقت الذي يقوم الجيش اللبناني بكل ما يتوجب عليه في الاتفاق، فيما تعلن المقاومة أنها تقف وراء الدولة في مواجهة خروق العدو وأنها لن ترد على استفزازته. ونحن على هذا الصعيد ورغم كل هذه الخروق والتهويلات التي يريد منها العدو ابتزاز لبنان للحصول على تنازلات تمس المقاومة واستقلال البلد، فإننا نرى أن لا خوف على الاتفاق مما يجري بعد أن أصبح واضحاً أن للعدو مصلحة بتنفيذه، وأن لا خيار له إلا الالتزام به لعودة مستوطنيه الى الشمال، بعدما عجز في خلال حربه ورغم كل التدمير الذي قام به عن إعادتهم إلى بيوتهم وتأمين سبل الأمان لهم، وهو سوف يعجز إن حاول مرة أخرى، كما أن بقاءه على الأراضي اللبنانية، سيمنح المقاومة شرعية وطنية ودولية للاستمرار بالدور الذي اخذته على عاتقها منذ انطلاقتها، وهي أعلنت بكل صراحة بأنها ستتابع هذا الدور إن لم ينسحب العدو من الأراضي اللبنانية ولم يلتزم بنود الاتفاق الموقع بينه وبين الدولة اللبنانية. لكن هذا لا يعني عدم الحذر من غدر هذا العدو الذي قد يغامر باستكمال العدوان لتحقيق الأهداف التي أعلن عنها بداية الحرب وعجز عن تحقيقها رهاناً منه على متغيرات يراها تخدم مصالحه إن على صعيد المنطقة او أو بعد تسلم الرئيس الأميركي الجديد سدة الرئاسة لفرض شروط إضافية على لبنان".

وقال: "أما الأمر الثاني الذي يتطلع إليه اللبنانيون في السنة الجديدة، فهو إنجاز الاستحقاق الرئاسي في الوقت المقرر له في التاسع من كانون الثاني الذي بات ملحاً لما له من دور في تثبيت الاستقرار وفي انتظام عمل المؤسسات بدءا من تشكيل حكومة اصيلة والتي تقع عليها مهمة معالجة كل الملفات العالقة، والبدء بالإعمار الذي يبقى الهم الأساس الذي يقع على عاتق هذه الحكومة وعليها الإسراع به".

تابع: "هنا نجدد الدعوة إلى القوى السياسية لإزالة كل العوائق التي لا تزال تقف أمام بلوغ هذا الاستحقاق وعدم تركه رهينة المصالح الخاصة والفئوية أو الرهانات الخارجية، والوصول إلى صيغة اتفاق تضمن انتخاب رئيس يحفظ وحدة لبنان وسيادته ومستقبله في هذا المنعطف الحساس من تاريخ المنطقة ويكون قادراً على النهوض بأعباء هذا الوطن وإخراج إنسانه من معاناته".

أضاف: "أما على صعيد سوريا، فإننا نتطلع مع كل السوريين إلى أن تتحقق آمالهم بوطن ينعم بالأمن والوحدة والاستقرار الذي يستحقونه والذي نرى أنه لن يحصل إلا بتعاون كل مكونات هذا الشعب وعدم شعور أي مذهب أو طائفة أو موقع من المواقع السياسية بالغبن والتهميش والإقصاء، ليكون هذا البلد قادراً على مواجهة التحديات التي تنتظره إن في الداخل أو في مواجهة العدو الصهيوني الذي لا يكف عن النيل من مقدرات هذا البلد على كل الصعد، وهو في ذلك لا يتهدد البلد فقط بل العواصم العربية والتي لن يكون لبنان الجار الشقيق بمنأى عن تداعياتها".

تابع:"أما في غزة، فإننا نأمل أن تكون السنة الجديدة محطة لإيقاف حرب الإبادة التي لا يزال العدو الصهيوني يشنها على هذا الشعب الذي نحيي فيه مقاومته وبسالته وصموده، وندعو العرب والمجتمع الدولي والأحرار إلى رفع الصوت عاليا لمساعدة هذا الشعب لتحقيق آماله في عيش كريم في أرضه وإخراجه من تحت نير عدو لا يقيم للقيم الإنسانية والأخلاقية أي اعتبار".

ختم:"أخيراً نعيد تأكيد ضرورة تعزيز التكافل الاجتماعي والتعاون بين اللبنانيين جميعاً، لمواجهة الأعباء التي ترتبت عل الحرب التي شنها العدو الصهيوني على هذا البلد، بأن يسند بعضهم بعضاً ويقوي بعضهم بعضاً لا أن يستغل بعضهم بعضاً أو أن يضعف بعضهم البعض الآخر أو يسجل النقاط التي لن تكون على فريق دون أخر بل على الوطن كله، وهذا ما عانيناه ولا نزال نعاني تداعياته، فقد آن للوطن أن يرتاح ولإنسانه أن ينعم بالأمن والأمان والسلام والعيش الكريم".


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

3 كانون الثاني 2025 12:02