صدر عن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ما يلي:
البطريرك مار نصرالله بطرس صفير يترك صفحة مشرقة في تاريخ لبنان، سوف تبقى حية في ضمائر الذين عرفوه و عاصروه، و هداية للاجيال التي ستقرأ تاريخ لبنان الحديث.
فالراحل الكبير جسد بشخصه وبعمله إرثا للقيم الروحية والوطنية، في مرحلة صعبة من تاريخ لبنان ارتفع معها بالصلابة والقدوة والثبات والشجاعة الى مرتبة الرمز الوطني، الذي اسهم بكل تأكيد بتحويل مجرى الأحداث، ونقل لبنان من حالة الى حال.
فهو حضر سنوات الحروب بعد انتخابه عام 1986، ورافق مساعي السلام والتهدئة، وانتقال لبنان الى السلام بعد الصراعات الدامية والمدمرة. وليس له من وسائل سوى رفع شأن كلمة الحق، ومن زاد سوى العمق الروحي والوفاء لثوابت لبنان، التي كانت البطريركية المارونية من بين اشد المؤتمنين عليها تاريخيا. ولذا فإن ما شاهده وعرفه وخبره من أحداث على الصعيد الوطني، وما واجهه من معارضات وانتقادات، لم تزده الا ايمانا برسالته المزدوجة الروحية واللبنانية. فما خفت صوته مرة في نصرة ما كان يؤمن به، فارتفع دائما بالرفض وإدانة الممارسات التي شهدت محطات تاريخية في مسيرته. من نداء مجلس المطارنة الموارنة في أيلول عام2000 الى مصالحة الجبل عام 2001، الى لقاءاته مع كبار مقرري العالم شرقا و غربا، مدعوما بقوة من الفاتيكان و من العواصم الكبرى.
وشاءت الاقدار ان تصنع اللقاء التاريخي بينه وبين والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اللقاء على القضية الوطنية الواحدة في سبيل الشاغل الواحد، وهو الاستقلال والسيادة الكاملة داخليا وخارجيا وحرية القرار.
وكأنه كتب لهذين الرجلين الكبيرين، ان يلتقيا في الموعد التاريخي الفاصل، بالإيمان الوطني الواحد، والتطلع الواحد، واليد الواحدة. وقد ادرك كلاهما ان تعاونهما المشترك هو المنطلق الصلب لإعادة احضار لبنان الى مكانته الطبيعية كوطن حر سيد مستقل، يؤدي دوره الريادي في منطقته العربية و العالم.
اني باسمي الشخصي وباسم عائلتي والحكومة أتقدم من الكنيسة المارونية وغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومن اللبنانيين جميعا بأحر التعازي راجيا ان تبقى صورة البطريرك صفير قدوة للعاملين المخلصين للوطن.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.