الاقتصاد اللبناني في خطر وخطره على الجميع والشركات والمؤسسات وصولاً إلى الدولة نفسها. لكن كل ذلك لا يجدي عند بعضهم دق ناقوس الخطر ولا قرع الطبول وخصوصاُ المندرجين تحت مسمى الممانعة والمقاومة باعلامهم وأبواقهم يمعنون في غرز السكاكين في الجروح واستهداف كل ما يصنع اقتصاد هذا البلد وأمنه وحدوده وسيادته. فالمهم بالنسبة إلى هؤلاء خدمة توسع نفوذ الخارج على مصير الشعب والوطن. إنهم خوارج كل زمان ومكان. يختارون ما تبقى صامداً في الهيكل ويحاولون تدميره: من مصرف لبنان إلى القوى الأمنية وحتى الجيش وإن بأصوات خفيتة أو خفية وكذلك التوافق والوحدة الوطنية والالتفاف حول المبادئ التي تصون ما تبقى من هذا البلد.
منذ مدة تمترسوا فوق السطوح كالقناصة وراحوا يصوبون على كل ما زال خارج سلطة أسيادهم وخارج مصالحهم كأنهم يريدون مصادرة كل شئ: فالمصرف المركزي مؤسسة مستقلة كما يعرف الجميع لكنهم يرفضون استقلاليتها ودورها في حماية الاقتصاد بل وتمويل الدولة نفسها. فهذه الاستقلالية التي من المفترض أن تبعد أيديهم وبراثنهم عنها يجب أن تلغى: أي تسيس وتطيف وتنخرط في لعبة الصراع القائم. فكل من تتضرر مصالحه من استقلاليتها يجعلها مكسر عصا وبالتناوب من هنا وهناك. ولا ينجو حاكم مصرف لبنان من تشويه صورته وكيله باتهامات عشوائية كيدية لاخضاعه لشروط حزب الله ومشاكله المالية أو لشروط هذا الزعيم أو ذاك. فالجميع باتوا خبراء ودكاترة بالاقتصاد تماماً كما كانوا وما زالوا خبراء ودكاترة بالتخريب. يرمون الحاكم بنظريات جاهلة وبالارشادات ويسفهون منهجه بادارة هذه المؤسسة. أبواق صحفية إيرانية الهوى والجيوب تتناسى الدور الذي لعبه الحزب الإلهي في المشاركة بتدمير الاقتصاد: من غزوة 7 أيار إلى إسقاط حكومة الرئيس الحريري بعرّاضات القمصان السود المسلحة، إلى استجرار اسرائيل إلى حرب 2006 وما نتج عنها من ضحايا وخسائر مادية تقارب 20 مليار دولار ولا تفتح ملف سيطرة الحزب على جوانب أساسية من المرفأ لتهريب البضائع بدون جمرك ومن المطار ومن دوره في حماية الخارجين على القوانين ومهربي المخدرات وسارقي السيارات وخاطفي الناس... بل يتناسون كيف أن خطب السيد نصر الله ضد العرب وخصوصاً أهل الخليج حملت هؤلاء على تجنب المجيء في المواسم السياحية إلى البلد حتى بدا لبنان معزولاً عن أفقه العربي وحتى العالمي.
أكثر: صوبوا على مؤتمر سيدر وأراودا تفشيله ومنع انعقاده بل وحتى نجاحة في انقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية حتى اتهمه البعض بأنه استعمار غربي (وماذا نسمي عندها وجود ايران في سوريا والعراق واليمن أهو استعمار أو خلاص) بل ومعاداة كل من تسول له نفسه مساعدة لبنان سواء في المجال العسكري للجيش وقوى الأمن أو حتى الانمائي ونظن أن بعض التظاهرات التي نزلت إلى الشوارع (ولا أقول كلها فللباقين الحق في المطالبة بانصافهم) لم تكن إلا ضوضاء تؤثر سلباً على أعمال الحكومة لاصدار الموازنة يحرضون على كل موازنة وعلى كل خطة مفيدة ويتهمون سواهم بالتخريب والعرقلة. ولو تناولنا مسألة القضاء في لبنان نجد بكل سهولة أنه كان هدفا لاختراق سياسي ونحن نعرف كيف مارسوا الضغوط على القضاء لتبرئة عميل أو لتخفيض مدة سجنه وكيف يؤثرون على مناخ هؤلاء بتجريم بريء... فالقضاء كمصرف لبنان مؤسستان مستقلتان عن السياسة والطائفة والزعماء والميليشيات...
بمعنى آخر لا هم لهؤلاء سوى تدمير بنى الدولة وقرضها وتحويلها توابع للكانتون أو نوازع للخارج. لكن نطمئن هؤلاء أن الموازنة ستقر في النهاية ومؤتمر سيدر سينجح والحكومة ستقلع والوضع الاقتصادي سيتنفس بهم أو بدونهم أو برغم نواياهم العفنة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.