في اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ الذي تحتفل به منظمة الصحة العالمية في 31 أيار، أكثر من نصف اللبنانيين من المدخنين، ويكاد يقارب القاصرين بين عمر 13 و15 سنة النسبة المذكورة، في حين يستهلك لبنان نحو مليون ونصف علبة سجائر يوميا. وكان "أنجز ذمته" مع منظمة الصحة العالمية بالتوقيع في العام 2005 على اتفاقية مكافحة آفة التبغ ، ومن ثم على القانون 174 - قانون الحد من التدخين ، والذي صدق بإجماع المجلس النيابي اللبناني، ومع ذلك يتصدر لبنان البلدان المدخنة بحسب الاحصائيات متوارثا ذلك الاعجاب المزمن بإعلان "رجل الكاوبوي" في الستينيات بينما يمتطي حصانه وينفث دخان سيجارته ، وهو الدخان الذي راق اللبناني فانحاز للنصيحة:"دخّن عليها تنجلي"، وحاليا "أرغل عليها تنجلي" على الرغم من رسم الألف ليرة المستجد، وعلى الرغم من أن خمسة من أصل سبعة ممن أدوا دور البطولة في إعلان الكاوبوي الترويجي لأحد أصناف السجائر قضوا متأثرين بسرطان الرئة.
ولأن التدخين بالنسبة الى اللبناني "برستيج" و"ورجولة" أو "تحرر"، تبقى الآفة متجذرة في ذهنية اللبناني الذي لن تنفع معه أدوات المنع أو العزل أو الغرامات، لتقدر الأثمان بملايين الدولارات تنفق ضمن الفاتورة الصحية الاستشفائية في أقسام الأمراض الرئوية، وهي الهدف الذي سيتوجه اليه وزير الصحة العامة جميل جبق للمناسبة، ضمن حملة ينظمها مركز الإقلاع عن التدخين وقسم الأمراض الرئوية في "أوتيل ديو دو فرانس"، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، حيث تقدم النصائح والفحوصات المجانية، ومع ذلك فإن اللبناني يحتاج الى أكثر من النصيحة والاعلاني التحذيري العريض على علب السجائر المنكهة والأجنبية والمحلية، إذ ثمة أرقام تشير الى أن الرقم الحقيقي للمدخنين من القاصرين يتجاوز ال60 بالمئة، فعن أي مجتمع مدخن يتحدث خبراء الصحة في بلد منكوب أهله بصحته، ليؤكد مدير البرنامج الوطني للحد من التدخين فادي سنان بأن "لبنان للأسف في مقدمة البلدان الأكثر انتشارا لوباء التدخين والأعلى إصابة بأمراض السرطان"، منتقدا "موجة الأرغيلة التي تضرب لبنان ، وكذلك إعصار السيجارة الالكترونية التي انتشرت في الآونة الاخيرة، ولاسيما بين طلاب المدارس"، ومبديا أسفه لسهولة شراء تلك الأصناف في السوق:"هناك علب سجائر بألف ليرة وأرجيلة بخمسة آلاف ليرة".
وكشفت منظمة الصحة العالمية بالتزامن مع الاحتفالية بأن "التبغ يقتل نصف من يتعاطونه تقريباً،في حين يعيش نحو 80% من المدخنين البالغ عددهم مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل."
وأشار البيان الى أن " تعاطي التبغ من أكبر الأخطار الصحية العمومية التي شهدها العالم على مر التاريخ. فهو يودي، كل عام، بحياة ستة ملايين نسمة تقريباً، منهم أكثر من خمسة ملايين ممّن يتعاطونه أو سبق لهم تعاطيه وأكثر من 600 ألف من غير المدخنين المعرّضين لدخانه غير المباشر. ويقضي شخص واحد نحبه كل ست ثوان تقريباً من جرّاء التبغ، ممّا يمثّل عُشر وفيات البالغين. والجدير بالذكر أنّ نحو نصف من يتعاطون التبغ حالياً سيهلكون، في آخر المطاف، بسبب مرض له علاقة بالتبغ".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.