رولا عبدالله

3 آذار 2019 | 00:00

خاص

 الآباء يأكلون "مومو" والصغار.. يفزعون !

 الآباء يأكلون

مرعبة "مومو" في الشكل والمضمون، إلا أن التحدي الذي أطلق قبل نحو عام تحول الى ما يشبه كرة الثلج ، بدءاً من الحكايات القاتلة عن ذلك الوجه الشيطاني لامرأة، تخترق ألعاب الأطفال والفيديو و"الواتساب" مهددة ومتوعدة، وصولا الى الفيديو الذي انتشر في الايام القليلة الماضية، عن طفلة تحكي في احدى المدارس البريطانية تجربتها المخيفة مع "مومو"،  التي اخترقت لعبة "peppa pig" و"الواتساب" الخاص بوالدتها، ليتبين بأن الفيديو مركب والغرض منه توجيه رسالة الى الأهالي عن مخاطر ألعاب الانترنت .

يأتي استثمار سوء سمعة "مومو"، وحجم الرعب الذي يبثه الوجه المستوحى من منحوتة في متحف الفن المرعب في الصين، ضمن حملة توجيهية تقوم بها مؤسسات دولية تعنى بالعلوم الاجتماعية والتربوية والنفسية، إنما لتحذير الأهل من ترك أولادهم يتنقلون بحرية في "شوارع" و"ملاهي" و"حارات" مواقع التواصل الاجتماعي ، بما يأخذ الى أحضان الإدمان والمافيات والحرب النفسية التي تبدأ  ب"لعبة" وتنتهي بخسارة أو موت. وعلى الرغم من نفي "يوتيوب " اختراق لعبة الرعب "مومو" لمنصته، تؤكد بعض الشهادات  بنجاح القراصنة في تخطي الحظر على تحدي "مومو" من خلال دمج مقاطع منه داخل مقاطع لا تمنعها يوتيوب في العادة، لتباغت "الشريرة" الاطفال مستدرجة رغباتهم. 

وما بين "ثلاثية" الرعب والتوعية والقرصنة، تتضخم المخاطرعلى الأطفال، ولاسيما في الحالة اللبناني حيث أقر العام الفائت قانون المعاملات الالكترونية والبيانات ذات الطابع الشخصي، وإنما تبقى التشريعات المرتبطة بالجرائم الالكترونية ضعيفة ما لم تشكل لجنة عليا تعنى بالأمن السيبراني في لبنان. 

وفي هذا السياق يلفت خبير علم اجتماع الانترنت والتواصل الرقمي الدكتور نديم منصوري ل "مستقبل ويب"، الى "ضرورة إنشاء لجنة عليا للأمن السيبراني تكون مهمتها التشبيك بين الوزارات والجهات الامنية بحيث تضبط المخالفات في الفضاء الرقمي، الأمر الذي يسهل على كل من تعرض لجريمة الكترونية تقديم شكوى وبالتالي تحصين المجتمع والاطفال ، موضحا:" هناك ضغط كبير على مكتب جرائم المعلوماتية ما يستدعي وجود لجنة خاصة بالامن السيبراني تكون مهمتها الردع السريع والمعالجة الخاطفة، ولاسيما اذا كان المعتدي من خارج لبنان".  في المقابل ينفي خبير دولي متخصص في أمن المعلومات صحة اختراق لعبة "مومو" الأجهزة بمجرد الضغط على صورة الواتساب، بحيث يأتي الترويج بمثابة تحد وخداع وتهديد وتلاعب بعقول المراهقين والأطفال. ويتلاقى ذلك مع تقرير مركز الانترنت الآمن للأطفال في بريطانيا، والتابع للمفوضية الاوروبية، في أن المزاعم حول تحدي "مومو" هي أخبار زائفة. وتلفت مديرة المحتوى الضار بالمركز بأن "ترويج هذا الامر حتى لو بأفضل النوايا ، سيزيد فقط من فضول الناشئة".

يذكر أن تحدي "مومو" لفت انتباه مستخدمي الانترنت في تموز 2018، بعدما قام عددٌ من "اليوتيوبر" بنشر فيديوهات يحكونَ فيها عن قصتهم أو تجربتهم مع "مومو" التي تطلب منهم تنفيذ سلسلة من المهام وفي حالة  الرفض، تنتقل للتهديد والوعيد من خِلال إرسال رسائل مخيفة أو تلكَ التي تحتوي على عنف تصويري . وقد تبين أن "مومو" تستخدم أرقام هاتف العاصمة اليابانية "طوكيو".

وبحسب خبراء الأمن فإن الهدف من هذه الظاهرة هو خلق موجة منَ الذعر الأخلاقي لكسب التحدي مزيدًا من الشهرة في التأسيس لعالم يشبه "تكساس"، ويبقى الخوف على الفئة الناشئة المستهدفة .

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

رولا عبدالله

3 آذار 2019 00:00