في معلومات خاصة لموقع " مستقبل ويب " أن اكثر من رسالة ومفارقة حملتها جولة المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش في مخيم المية ومية في صيدا في زيارة هي الأولى لمسؤول دولي بهذا المستوى الى هذا المخيم .
وبحسب اوساط فلسطينية مواكبة لها ، فإن هذه الزيارة التي شكلت رسالة طمأنة من المجتمع الدولي الى كل من ابناء المخيم وبلدة المية ومية بأنهما اي المخيم وجواره اللبناني هما موضع اهتمام وعناية دولية ، قوبلت بشيء من الفتور والتوجس من بعض القوى الفلسطينية كونها بدت بالشكل تهدف لطمأنة المجتمع الدولي نفسه الى الشق المتعلق بموضوع السلاح الفلسطيني في المخيم مع ما يعنيه من رمزية لقضية اللاجئين، سيما وان الزيارة تزامنت بعد الاجراءات التي اتخذتها القوى والفصائل الفلسطينية بطلب من السلطات اللبنانية لإعلان المخيم خاليا من المظاهر المسالحة والسلاح الذي تم في وقت سابق نقل جزء منه الى مخيمات اخرى.
اما بالنسبة لبلدة المية ومية ووفق مصادر مطلعة على لقاء كوبيش مع رئيس واعضاء المجلس البلدي والمخاتير ، فلم يكن كلام المسؤول الدولي كافياً ليطمئن الأهالي المطالبين باسترداد عقاراتهم وبيوتهم الموجودة ضمن حدود المخيم ، حتى انهم ذهبوا في مصارحتهم له الى المطالبة ليس فقط بأملاكهم في مخيم المية ومية بل وباملاكهم في مخيم عين الحلوة ايضا ، وطرحوا بديلا لإستعادتها - اذا تعذر ذلك - ان تدفع الأمم المتحدة لهم بدل استئجارها لصالح المخيمين!.
الا ان ما كاد يغطي على زيارة كوبيش لمخيم المية ومية هو دخول قوة كبيرة من مخابرات الجيش الى المخيم لمواكبة جولة المسؤول الدولي الكبير وتجوال ضباط وعناصر المخابرات معه داخل شوارع وازقة المخيم منذ لحظة وصوله الى المدخل الرئيسي ( الجنوبي ) للمخيم وحتى لحظة مغادرته له من المدخل الشرقي مباشرة الى ضيعة المية ومية المحاذية والتي يقع المخيم على اراضيها .
كوبيش الذي حضر مستطلعا الوضع الامني والسياسي والاجتماعي في مخيم المية ومية حرص على اخذ وقته في التجوال في المخيم وعلى الاستماع وطرح الأسئلة والاستفسارات عن كثير من الأمور التي شدت انتباهه ولا سيما خلال لقائه عددا من العائلات التي دمرت بيوتها او تضررت جراء احداث تشرين الأول الماضي بين فتح وانصار الله، ولم تتمكن من اعادة بنائها او ترميمها واعدا بنقل الواقع والصعوبات والمطالب الى الأمين العام الأمم المتحدة والدول المانحة للدول .
رافق كوبيش في الزيارة مستشار للشؤون السياسية " لارس دي لا غير" ومساعدته لينا القدوة ، ومدير عام "الاونروا" كلاوديو كوردوني ومدير الوكالة في منطقة صيدا ابراهيم الخطيب وعدد من كبار موظفي "الاونروا".واستهل كوبيش جولته بزيارة "مدرسة "عسقلان" حيث اطلع من مسؤولي الأنروا على سير العمل في مؤسساتها التربوية والصحية في المخيم . ثم عقد اجتماعا مع ممثلي القوى السياسية واللجان الشعبية في المخيم غابت عنه ممثل حركة حماس بينما شارك ممثل حركة "فتح" غالب الدنان، وممثل "انصار الله" أبو شادي كردية، وممثل "اللجان الشعبية الفلسطينية" تيسير ياسين، وممثل "الاتحادات النقابية والنسائية" أمينة صالح؟ فاستمع كوبيتش منهم الى معاناة المخيم على شتى الصعد الصحية والاجتماعية والتربوية .
كوبيش
وقال كوبيش خلال الجولة:"زيارتي لمخيم المية ومية كانت مهمة جداً للاطلاع على سير عمل الاونروا وظروف الناس فيه، كما التقيت ايضاً بعدد من ممثلي الأطراف الفلسطينية سمعت منهم بعض الامور الإيجابية كذلك استمعت الى المخاوف والقلق الذي يساورهم بالنسبة لعدة أمور كل ذلك مهم جداً لكي نبحثها مع السلطات اللبنانية ومع الأسرة الدولية في لقاءاتي التي اعقدها . والرسالة التي سمعتها هي دعم "الاونروا" لكي تدعم بدورها اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في مخيمات لبنان كما قالوا لي الذين التقيتهم ان هذه المسؤولية واجب على "الاونروا" وانا هنا اود ان ابدي موافقتي لهذا الرأي، نعم هو واجب لان الاونروا تحمل ولاية وتفويض من الامم المتحدة بدعم اللاجئين الفلسطينيين الغير قادرين على العودة الى أراضيهم ".
ولفت الى"ان هناك أمور اخرى عملانية والاعتيادية طرحت ستكون مدار البحث مع الجانب اللبناني مشيرا الى " ان زيارتي اليوم بشكل عام كانت مهمة بالنسبة لعملي في لبنان كمنسق خاص للأمم المتحدة ."
ورحب كوبيش بالجهود التي بذلتها الفصائل الفلسطينية والسلطات اللبنانية لتنظيم وضمان سلامة وأمن مخيم المية ومية وسكانه والمجتمع المجاور، داعيا المجتمع الدولي لتقديم المزيد من المساعدات للأونروا والسلطات اللبنانية لاتخاذ خطوات إيجابية لضمان حقوقهم وفقًا للمعايير والقوانين الدولية ذات الصلة حتى يتم تلبية احتياجاتهم المعيشية والاجتماعية . وأعرب عن تقدير الأمم المتحدة لاستضافة الفلسطينيين في المية ومية على مدى عقود، وفي مخيم عين الحلوة كذلك، معتبرا ان السلطات اللبنانية والمجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة يجب أن يتفاعلوا بشكل أفضل أيضًا مع احتياجات وهموم هذه المجتمعات المضيفة وغيرها ايضا وزيادة دعمهم لها. ورحب كوبيش بالتعاون بين السلطات اللبنانية وممثلي المية ومية وأكد على أهمية استمرار الحوار بين اللبنانيين والفلسطينيين.
وردا على سؤال حول صفقة القرن وردود الفعل على مؤتمر البحرين، قال كوبيش: طبعا الرسالة الوحيدة التي يمكن ان نشدد عليها هنا نحن كأمم متحدة هي ان الحلول الوحيدة تكون عبر الوسائل والمفاوضات السياسية وعبر تطبيق كل قرارات الامم المتحدة، لا سيما مجلس الامن تطبيقا كاملا وهذا ما نؤكد عليه نحن هنا كممثلين للأمم المتحدة، ولكن ايضا هذا ما يؤكد عليه الامين العام للأمم المتحدة وكل قياداتها ومحافلها الدولية.
كوردوني
من جهته رحب مدير عام الأنروا كلاوديو كوردوني بزيارة كوبيش للمخيم ودعمه للوكالة. وأكّد إلتزام الأنروا بتقديم المساعدة والحماية للاجئي فلسطين قائلاً: " الأونروا متواجدة في مخيم المية ومية وسائر مخيمات لاجئي فلسطين في لبنان لحماية حقوقهم وكرامتهم الى حين التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم. ومن أجل تحقيق أهدافنا لا بد من الحصول على دعم أسرة الأمم المتحدة بأكملها".
كوبيش التقى التقى ايضا بممثلين عن الجيش اللبناني الذين أطلعوه على الوضع الامني.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.