لم يحملوا حقائبهم المدرسية ليلتحقوا بصفوفهم إسوة بأقرانهم الذين بدأوا عامهم الدراسي ، هم أطفال لن يجلسوا على مقاعد الدراسة ليكتسبوا حقهم بالعلم، بل يتوزعون في الشوارع وجهتهم اليومية لكسب "قوتهم".
لم يختار محمد (٩ سنوات) ولوج سوق العمل بإرادته، فحال ذويه المتأزم مادياً دفعه إلى النزول إلى الشارع لبيع "علبة محارم" أو "قنينة ماء"، علّ غلّته تساهم في سد جوع عائلة أنهكها الفقر.
ليس محمد سوى واحد من الصغار الذين ينتشرون عند إشارات المرور و أماكن زحمة السيارات، ويُحرمون من فرصة الحصول على العلم و المعرفة ،إذ لم تنجح كل الخطط الرسمية في تقليل "أطفال الشوارع" والحد من مشكلة التسرب المدرسي في لبنان، حيث يختار هؤلاء الأطفال بغالبيتهم الشارع ليس هرباً من العلم بل للمساهمة في تحسين وضع عائلاتهم المعيشي.
من المتعارف عليه أن أطفال الشوارع لا يجيدون عادة القراءة والكتابة، إذ أن ٤٠ في المئة منهم لم يسبق لهم أن التحقوا بالمدرسة، فيما ٣ في المئة منهم يجمعون بين المدرسة والشارع حيث يبلغ متوسط ساعات العمل ٨ ساعات يومياً .
تغذي العوامل السّياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، وخصوصاً تردي الأوضاع الأسرية، ظاهرة عمالة الأطفال واستغلالهم، ويقدّر العدد الإجمالي للأطفال الذين يعيشون ويعملون في الشوارع بحوالي ١٥١٠ وفق آخر الدراسات المحلية التي أجريت منذ ٣ سنوات إذ يتركز ٧٩ في المئة منهم في بيروت و طرابلس، ٤٣ في المئة منهم يعملون في التسول، ٣٧ في المئة منهم يعملون كباعة متجولين، ٧٣ في المئة من هؤلاء هم من الأطفال السوريين ، مع الإشارة إلى ازدياد أعداد الفتيات الصغيرات المنغمسات في هذه الظاهرة وارتفاع في الأرقام خلال السنوات الأخيرة جراء صعوبة الظروف المعيشية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.