3 كانون الأول 2019 | 17:28

إقتصاد

كيدانيان: تراجع الإشغال في الفنادق من 80 إلى 6 %

كيدانيان: تراجع الإشغال في الفنادق من 80 إلى 6 %
المصدر: الوكالة المركزية

اكد وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، أفاديس كيدانيان، أن الأحداث التي تمر بها البلاد انعكست بشكل سلبي على القطاع السياحي.

وأكد كيدانيان أن ثمة عناصر يمكن البناء عليها لاستعادة النمو السياحي بعد استتباب الأوضاع، لا سيما أن الوضع الأمني في البلاد تحت السيطرة إلى درجة كبيرة.

وقال كيدانيان، في مقابلة مع وكالة "نوفوستي"، "السياحة كما هو معلوم، قطاع حساس، وبالتالي فإنه يتأثر بأي خلل أمني أو سياسي"، لكنه أشار إلى أن ثمة مقوّمات عديدة يمكن البناء عليها لمواصلة العمل على الخطة التي اعتمدت في الفترة الأخيرة لتعزيز النشاط السياحي في البلاد، ومنافسة الدول في الجوار.

ولفت الوزير اللبناني إلى أن خطة العمل التي كان يجري العمل عليها قبل الأحداث الأخيرة في البلاد كانت تتمحور حول "ترويج المنتج السياحي الأساسي في لبنان"، موضحاً أن "لبنان كان يعتمد في السابق على السائح العربي - الخليجي، وبالتالي كانت هنالك حاجة لأن يروّج لنفسه في دول جديدة مثل روسيا والصين، أو في دول أوروبا".

ولفت كيدانيان إلى ثراء لبنان السياحي، لافتا إلى أنه "لا يعتمد على السياحة الترفيهية حصرا، بل هناك أيضاً السياحة الثقافية والتاريخية والدينية والبيئية والعلاجية بجانب سياحة المؤتمرات، وبالتالي فقد سعينا لأن نعرّف بالمنتج السياحي، ولذلك قمنا بزيارات واتصالات مباشرة بالأسواق الجديدة، وخاصة في أوروبا".

وأردف "نجحنا في جذب 800 ألف سائح أوروبي إلى لبنان خلال عام 2019، مع العلم بأنّ أفضل عدد للسياح الأوروبيين في لبنان لم يتعدّ في أفضل أوقاته 400-500 ألف، ومن ثم قمنا بزيارات إلى روسيا والصين، ووجهنا دعوات إلى عدد كبير من الشركات الروسية خاصة لكي يتعرفوا على المقاصد السياحية في لبنان".

ولفت وزير السياحة اللبناني إلى أن "أفضل سنة سياحية في لبنان كانت عام 2010، حيث بلغ عدد السائحين 2.168 مليون، لكنه بدأ في التراجع اعتبارا من عام 2011 مع بدء الحرب، في سوريا، وبعدها بسبب عدم استقرار الوضع السياسي في لبنان. ولكن في العام 2017، سجلنا 1.85 مليون سائح، ومن ثم 1.96 مليون في 2018، وكنا ننتظر أن يتخطى 2.168 مليون خلال العام الحالي".

وأضاف "لدينا نمو في عدد السياح الوافدين إلى لبنان، ولدينا نمو في مداخيل السياحة، التي وصلت، بشقيها المباشر وغير المباشر، إلى 8.374 مليارات دولار بحسب إحصاءات منظمة السياحة العالمية، وبالتالي ازداد عدد الوظائف في القطاع السياحي، ووصل الإشغال الفندقي خلال عام 2019، لغاية بداية الأحداث الأخيرة، إلى 80 بالمئة على مدار العام، وهذا رقم مرتفع جداً".

ولفت الوزير اللبناني إلى أن "لبنان قد يكون أغلى نسبياً من دول الجوار، ولكن ما يقدّمه مختلف تماماً، وبالتالي نحن نتوجه في ترويجنا إلى طبقة معيّنة في روسيا، فنحن لا نتحدث عن مئات آلاف السياح الروس في لبنان، وانما نتحدث عن 50 إلى 150 ألف سائح روسي نسعى إلى جذبهم إلى لبنان"، مشدداً على أهمية التوجه نحو السوق الروسية باعتبارها "أفضل الأسواق التي يمكنها أن تنعش السياحة في لبنان".

وحول تأثير الأحداث الأخيرة في لبنان على القطاع السياحي، أوضح كيدانيان أن "هذا التأثير كان مباشرة، حيث تراجعت نسبة الإشغال في الفنادق خلال أربعين يوماً من 80 إلى 6 بالمئة، إلى جانب إغلاق 256 مطعم ومؤسسة سياحية، فيما يتوقع إغلاق 200 أخرى، نتيجة انعدام السياحة بالدرجة الأولى، وتدني القدرة الشرائية للمواطن اللبناني"، لافتاً إلى أن هذا التأثير السلبي شمل أيضاً شركات السياحة وشركات تأجير السيارات.

وبالمقابل، أشار كيدانيان إلى أن "الوضع الأمني في لبنان تحت السيطرة بدرج كبيرة، ففي دول أخرى، فإنه بمجرّد حدوث احتجاجات، تجد أعمال شغب وتخريب، وهو ما لا ينطبق على لبنان، فما حدث هو خلل أمني جداً، ويمكننا أن نطمئن السياح إلى هذا الأمر".

وحول آفاق التعاون السياحي بين لبنان وروسيا، لفت الوزير اللبناني إلى أن "المشاريع القادمة من الصعب التحدث عنها حالياً، ولكن خلال العام 2018، كان هناك تعاون مع أكثر من 80 شركة روسية تمت دعوتها إلى زيارة لبنان، وأتى بعض منها، وكانت هناك أكثر من زيارة لمسؤولين في القطاع السياحي، وتم وضع جدول زمني للتعاون".

وأضاف "توقعاتي الأساسية كانت أن أعداد السياح الروس في لبنان ستبدأ في الزيادة اعتبارا من العام 2020".

ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر الماضي احتجاجات شعبية واسعة ومستمرة، تطالب بحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة، وإلغاء نظام المحاصصة الطائفية في السياسة، حيث يرى الكثيرون فيها سببا في عدم فعالية الحكومة.

وقدم رئيس الوزراء، سعد الحريري، عقب أقل من أسبوعين على اندلاع الاحتجاجات، استقالة الحكومة استجابة لمطالب المحتجين.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

3 كانون الأول 2019 17:28