25 كانون الأول 2019 | 11:57

أخبار لبنان

‏ الراعي: الوقت ليس لحسابات شخصية أو مذهبية أو سياسية

‏ الراعي: الوقت ليس لحسابات شخصية أو مذهبية أو سياسية
المصدر: المركزية

‎ ‎ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الميلاد في كنيسة السيدة ‏في الصرح البطريركي في بكركي.‏

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "لقد ولد لكم اليوم مخلص، هو المسيح الرب" ‏‏(لو11:2)، قال فيها: "فخامة الرئيس، إنها لفرحة روحية أن نحتفل بعيد ربنا ومخلصنا يسوع ‏المسيح، معكم ومع عقيلتكم اللبنانية الأولى، جريا على العادة الحميدة، ومع سيادة السفير البابوي ‏والأسرة البطريركية وهذا الجمع من المسؤولين السياسيين والإداريين والمؤمنين والمؤمنات. إن ‏فرحتنا تتواصل منذ بداية البشرى السارة التي نقلها الملاك لرعاة بيت لحم: "أبشركم بفرح عظيم ‏يكون للعالم كله: لقد ولد لكم اليوم مخلص، هو المسيح الرب" (لو11:2). فيطيب لي أن أعبر ‏لكم، بإسم هذا الجمهور وبإسمي، عن أسمى التهاني والتمنيات بالميلاد المجيد والسنة الجديدة ‏‏2020، راجين أن تكون سنة خير ونعم ونجاح‎".‎

اضاف: "أجل، نفرح ولكن في القلب غصة، لما آلت إليه حالة وطننا السياسية والاقتصادية ‏والمالية والاجتماعية. غير أننا نحن أبناء الرجاء بالمسيح "عمانوئيل"، "إلهنا معنا" الذي لا يتركنا ‏لوحدنا نتخبط في أزماتنا، بل يلهم ذوي الإرادات الصالحة من المسؤولين، وأنتم على رأسهم، يا ‏فخامة الرئيس، لإيجاد أفضل السبل للخروج من ظلمة الأزمات. أليس في قلب ذاك الليل أشرق ‏نور المسيح على رعاة بيت لحم ساعة ولد مخلص العالم وفادي الإنسان، على ما تنبأ أشعيا: ‏‏"الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما، والسائرون في ظلال الموت أشرق عليهم نور"؟ ‏‏(أش2:9‏‎).‎

وتابع: "نحن نصلي وشعبنا يصلي من أجل هذه الغاية. فإبن الله صار إنسانا ليحمل السلام إلى ‏الأرض واستودعنا هذا السلام لكي يلتزم الجميع صنعه، وتوطيده على أسسه الأربعة التي حددها ‏القديس البابا يوحنا الثالث والعشرون، وهي: "المحبة والعدالة والحقيقة والحرية" (سلام على ‏الأرض، الفقرة 89). وزاد عليها القديس البابا بولس السادس أساسا خامسا هو الإنماء‎".‎

واشار الى ان "السلام لا يتعايش مع الجوع والبطالة والحرمان والظلم، ولا مع المناكفات ‏والعداوات والانقسامات، ومع اللاإستقرار السياسي والمالي والاقتصادي، ولا مع السعي إلى ‏المصالح الخاصة على حساب الصالح العام. أنتم أدرى بهذه الأمور، يا فخامة الرئيس، ونحن ‏ندعم جهودكم في هذا السبيل، وجهود سائر المسؤولين ذوي الإرادات الحسنة. وصار الإله إنسانا ‏ليزرع الرجاء في القلوب ويدعونا إلى هذا العمل الأجمل في الحياة. بتحقيق السلام على الأرض ‏وزرع الرجاء في القلوب، يتم مجد الله الأعظم في السماء، كما أنشد الملائكة ليلة ميلاد المخلص ‏الإلهي: "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر‎".‎

وتوجه الى رئيس الجمهورية: "فخامة الرئيس، نحن وكل الشعب اللبناني نعرف همومكم وأولها ‏تأليف حكومة جديدة إستثنائية لظرف إستثنائي: تكون حكومة إنقاذ مؤلفة من شخصيات وطنية ‏معروفة باختصاصاتها وكفاءاتها وقدراتها، بحيث تتمكن من وضع البلاد على طريق الخلاص ‏الاقتصادي والمالي والاجتماعي‎.‎

أنتم تدرون أكثر من غيركم إلى أية حال بلغت أوضاعنا في هذه القطاعات، وكيف تتراجع الدولة ‏وكأنها في مسيرة تفكك، وكيف تذل حياة المواطنين يوما بعد يوم. ليس الوقت بعد الآن لحسابات ‏شخصية أو مذهبية أو سياسية، فيما مركب الوطن في حالة الغرق. بل يجب وضع خير الأمة ‏والشعب فوق كل اعتبار، والتعالي عن المصالح الخاصة. ويجب دعم رئيس الحكومة المكلف من ‏أجل تشكيلها وفقا لتحديات لبنان وانتظارات الشعب اللبناني الذي ما زال يعبر عنها منذ سبعين ‏يوما بانتفاضة - ثورة في جميع المناطق اللبنانية، وبحركة عفوية، للدلالة على أن الوجع مشترك ‏والصوت واحد على تنوع المذاهب والانتماءات. فكان مطلبها الأول في سلسلة المطالب التي ‏رفعت إلى فخامتكم: تشكيل سريع لحكومة انتقالية إنقاذية من الاختصاصيين المستقلين، تتمتع ‏بصلاحيات إستثنائية. إليكم، كرئيس للبلاد وقائد لسفينة الوطن، يتطلع اللبنانيون، من أجل نجاحها ‏والوصول بها إلى ميناء الأمان‎".‎

ومضى قائلا: "في الميلاد، الإله صار إنسانا من أجلنا ومن أجل خلاصنا. فلننفتح شخصيا لهذا ‏الخلاص، فإذا خلصنا، نستطيع أن نساهم في خلاص شعبنا ووطننا ومجتمعنا، إنطلاقا من واقع ‏كل واحد وواحدة منا وموقعه. فالخلاص يشمل الإنسان بكليته روحا وجسدا وأخلاقا، ويشمله ‏بكل أبعاده الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وباستقراره السياسي والأمني، لكي يعيش ‏بطمأنينة وسعادة. وهذا واجب يقع علينا جميعا. نرجو أن يكون عهدكم، فخامة الرئيس، عهد ‏خلاص للبنان‎".‎

وختم الراعي: " نسأل الطفل الإلهي، في ذكرى ميلاده، أن يولد في قلوبنا، لكي نشهد لمحبة الله ‏في عالمنا. بميلاده شاركنا في طبيعتنا البشرية وحالنا، ويريدنا أن نشاركه في حياته الإلهية "ولقد ‏تأنس الإله ليؤله الإنسان" (القديس أمبروسيوس) بهذا الرجاء نهتف: "ولد المسيح هللويا‎"!‎

وبعد القداس، تقبل البطريرك الراعي التهاني بالعيد في صالون الصرح من المؤمنين المشاركين ‏في الذبيحة الالهية‎.‎

وكان رئيس الجمهورية وصل الى بكركي عند التاسعة والنصف صباحا، حيث كان في استقباله ‏البطريرك الراعي‎.‎

وبعد تبادل التهاني بالعيد والتقاط الصور التذكارية، عقدت خلوة بين الرئيس عون والبطريرك ‏الراعي استمرت قرابة النصف ساعة، وتناولت الأوضاع الراهنة‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 كانون الأول 2019 11:57