لم يكن صباح وسط بيروت اليوم مختلفاً عن الأمس. المندسون من مجموعات الشغب كانت حاضرة بقوة أمس لتخطف التحرك السلمي للتظاهرة وتحرفها عن أهدافها الأساسية وتستفيد أجواء "الشغب" و"مشاهد العنف" ذاتها. ولعل الأمطار الغزيرة التي هطلت أمس أسهمت تفريق مجموعات الشغب، بالإضافة إلى الإجراءات الحاسمة والمشكلة للقوة الأمنية والعسكرية التي نفذت إنتشارا واسعا في وسط بيروت و محيط مجلس النواب.
فلقد تحولت التحركات إلى مواجهات دامية مع القوى الأمنية أدت الى سقوط جرحى من الطرفين، وعاثت تكسيرا طاول بعض واجهات المحال والمصارف ومراكز الصراف الآلي لبعض المصارف، وجرى نهب بعض المحال الأخرى، بالإضافة إلى تكسير العواميد على المداخل وتفتيتها إلى آلاف الحجارة واستخدامها للإعتداء على القوى الأمنية.
وكانت قد بدأت التحركات من عند مدخل مجلس النواب، قبل أن يقوم عدد من المندسين برشق عناصر مكافحة الشغب بالحجارة. وعلى الأثر، أطلقت القوى الأمنية القنابل المسيّلة للدموع باتجاهم ، كما جرى استخدام آلية لرشّ المياه من أجل تفريق جموع المحتجين".
وأدّت المواجهات إلى سقوط عدد من الجرحى بين هذه المجموعات، جراء إصابتهم بالرصاص المطاطي الذي أطلقته عناصر قوى الأمن عليهم. وأعلن الصليب الأحمر اللبناني أنّ "17 فرقة عملت على إسعاف المصابين"، مشيراً إلى أنه "جرى نقل 38 جريحاً حتى الساعة من وسط بيروت إلى مستشفيات المنطقة وإسعاف 52 إصابة في المكان".
من جهتها، ذكرت المديرية العامة للدفاع المدني أن "عناصرها تعمل على تقديم الإسعافات الأوّلية اللازمة لأكثر من 15 مصابا أُصيبوا بضيق في التنفّس وجروح طفيفة في وسط بيروت وتمّ نقل 9 مصابين إلى المستشفيات".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.