*زياد سامي عيتاني
بين أولاد عين المريسة وبحرها علاقة سحرية، عمرها من عمر صخورها الدهرية ومينة صياديها وشمسها الذهبية وبيوتها القرميدية وأشجارها الدهرية.
علاقة لا يجيدها إلا من تنشق لطائف نسائمها ورطوبة هوائها ولامست جسده ملوحة رزيز أمواجها وإغتسل بماء عينها العذباء وتزحلق بأعشابها البحرية وتدحرج على صخورها وأبحر بقواربها الخشبية ولعب وهو طفلاً في مغارتها.
على كل صخرة من صخورها حفرت حكايات وقصص وذكريات ناسها الطيبين وبحارتها وصياديها المكافيحين، لم تمحها كل العواصف العاتية ولا الأمواج الغاضبة ولا تعاقب الزمن والسنين التعبة.
بحرها المتمايل والمتمايج أحياناً، والهائج الثار أحياناً، كم يختزن من آثار الأسرار والأخبار وهموم الناس وأحمالها. وكأنه لهم الصديق الونيس والأنيس، الذي يبادلهم المشاعر والأحاسيس،ويتفاعل مع جوارحهم بما يشبه حركة المد والجزر.
بالنسبة لهم هو ملاذهم الذي يشعرهم بالأمان والسلام، رغم تياراته الجارفة وغدره عندما يعبر عن غضب يحتفظ بسره لنفسه.
سر هذه العلاقة بين "أولاد" عين المريسة وبحرها كنز مدفون في قعره، لا قدرة لأحد من الإقتراب منه...
*الصور من مجموعة Amin Maaz
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.