فرضت الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان على العديد من مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية في مدينة صيدا حالة من الإستنفار الاجتماعي لمواكبة الظروف الصعبة التي تنعكس سلباً على الوضع المعيشي للأسر الفقيرة ، فتقدم العمل الإغاثي أولويات هذه الجمعيات التي اعادت في الوقت نفسه ترتيب امورها الداخلية بشكل يتيح لها الاستمرارية والصمود لتتمكن من مواصلة تأدية دورها التكافلي الذي قامت من أجله .
منذ بدايات الأزمة ، وجهت "جمعية المواساة" برئاسة السيدة عرب كلش ، اهتمامها اكثر نحو العائلات المتعسّرة في الأحياء الأكثر فقراً من خلال اطلاق حملات ذات طابع اغاثي عاجل شملت توزيع مواد غذائية ووجبات طعام ساخنة ومستلزمات شتوية وتقديم خدمات طبية ومعاينات مجانية . وتتوزع العائلات المشمولة بتقديمات الجمعية بين صيدا القديمة ونسبتهم 70% ، والباقي في مناطق القياعة ومكسر العبد والتعمير والفيلات .
مديرة الجمعية
وتقول مديرة الجمعية مي حاسبيني " ان عملنا كجمعية يزداد زخماً ابان الأزمات الاجتماعية او الاقتصادية ومستعدون دوماً لخدمة المجتمع لأننا نؤمن بحق مجتمعنا علينا بأن نكون على أهبة الإستعداد وخاصة في وقت الأزمات . ويتنوع هذا العمل بتنوع الاختصاصات التي تهتم بها الجمعية من اجتماعية وصحية وتربوية وخدماتية.
وتضيف " منذ بدء الأزمة تداعينا كأعضاء ومناصرين وعائلات وافراد مساندين لنا في المدينة وفي الاغتراب لمواجهة تداعياتها على الأسر الفقيرة، واستقبلنا تبرعات عينينة ومادية واطلقنا عدة حملات بدأت بحملة "زيد من مونتك على مونتنا لندعم أهل مدينتنا" فتم تأمين مساعدات عينية غذائية أو مبالغ مالية ليتم شراء مواد غذائية جرى توضيبها في صناديق لتُوزّع على العائلات المتعسّرة في الأحياء الأكثر فقراً كما تم توزيع حرامات ومواد تنظيف ووجبات طعام ساخنة تم تحضيرها في مطبخ الجمعية" .
وتتابع " وشعوراً منها بالحالة الاقتصادية المتردية التي يمر بها لبنان والتي تؤثر سلباً على ذوي الدخل المحدود قدمت الجمعية سلة غذائية الى عاملي ومستخدمي عدد من المدارس الرسمية في المدينة. وفي الجانب الصحي يقوم " مركز الدكتور نزيه البزري للرعاية الصحية الأولية " التابع للجمعية بتقديم الخدمات الطبيّة للمرضى المحتاجين وينظّم جولات ميدانية ومعاينات مجانية من قبل طبيب مختص يقوم بزيارة المسنين في بيوتهم".
وتشير حاسبيني الى ان عدد العائلات والأفراد المشمولين بتقديمات جمعية المواساة زاد خلال هذه الأزمة حتى الآن بنسبة 30% ، لافتة الى ان لدى الجمعية قاعدة معلومات " داتا" عن العائلات في منطقة صيدا القديمة والفيلات والتعمير وان هذه " الداتا" تنقح بشكل دوري. وتقول "الآن قمنا بتحديث الداتا وتعبئة استمارات جديدة والوقوف على وضع العائلات من جديد .
وتضيف في هذا السياق " كما كانت مبادرة مشكورة من بلدية صيدا بإطلاق حملة " صيدا تنبض بالخير " التي شاركنا فيها مع اربع جمعيات أخرى وتضمنت هذه الحملة توزيع قسائم شرائية على هذه الجمعيات لتقديمها الى العائلات المحتاجة " بونات" قيمة كل منها 70 الف ليرة ، والتي شملت من جانبنا حوالي 287 عائلة وزعت عليهم هذه البونات وحصلوا بقيمتها على مواد غذائية من تعاونية صيدا . وكان مهم جدا دخول البلدية على خط المساعدات لأن الجمعيات لوحدها لا تستطيع ان تغطي كل الحاجة .لكن الأهم في هذه المبادرة كان توحيد "الداتا " بين الجمعيات بحيث تشمل أكبر عدد من المستفيدين
كيف تتابع الجمعية تقديم خدماتها اليومية ؟
تقول حاسبيني "استمرت الجمعية بتقديم الخدمات اليومية مع مراعاة الظروف الاقتصادية المستجدة ، وإذ قمنا بعملية ترشيد للانفاق واعادة جدولة لكل المستحقات.
وتشير حاسبيني الى ان المبنى الجديد للجمعية" " مركز أحمد وجميلة البزري الإجتماعي" رغم انه لم يمض اشهر قليلة على افتتاحه، يساهم بدعم مداخيل الجمعية من ريع ما يستقبله من مناسبات اجتماعية ومحاضرات ولقاءات للعائلات والجمعيات .
وتقول " كما ان "مطبخ المواساة" لا زال الركيزة الأساس بالنسبة لمداخيل الجمعية ولا زال يستقبل ويلبي الطلبات مع الإشارة إلى أن أسعارنا بقيت على حالها رغم غلاء المواد الأولية.
وتعتبر حاسبيني أن صيدا تثبت من جديد أنها مدينة التكافل وهو ما ظهر جلياً ابان هذه الأزمة ، فعلاً "أن صيدا لا تزال تنبض بالخير" .
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.