عرب وعالم

حرب طائرات.. و"إشاعات" في سماء إدلب!‏

تم النشر في 1 آذار 2020 | 00:00

إلى جانب موجة النزوح والقصف التي تعيشها محافظة إدلب شمال غربي سوريا، تشهد سماؤها ‏حرب طائرات مسيرة على ما يبدو بين قوات النظام السوري والجيش التركي والفصائل المسلحة ‏الموالية له.‏

كما تشهد المحافظة حرب "شائعات" أو أعصاب بين الطرفين المتصارعين، وسط مأساة ‏النازحين وخوف الساكنين في إدلب.‏

ففي حين أفادت وسائل إعلام تركية الأحد إسقاط طائرة درون تابعة للنظام، نفى الأخير الأمر، ‏مؤكداً أنه عار عن الصحة.‏

وأفادت وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام أن "الأخير أسقط طائرة تركية مسيرة خلال عملياته ‏ضد الفصائل المسلحة على محور سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي"، الأمر الذي أكده ‏المرصد السوري لحقوق الإنسان أيضاً.‏

في حين أظهرت مشاهد مصورة تم تداولها على مواقع التواصل إسقاط طائرة تابعة للنظام من ‏قبل الفصائل السورية المسلحة المدعومة من أنقرة.‏

إسقاط طائرتي سوخوي

إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع التركية في وقت لاحق إسقاط مقاتلتين للنظام السوري من طراز ‏‏"سوخوي 24" إثر مهاجمة مقاتلات تركية في إدلب.‏

بدوره، أفاد المرصد أن القوات التركية أسقطت طائرتين حربيتين تابعتين للنظام في أجواء ‏المحافظة السورية، بينما أشارت وكالة النظام إلى أن "القوات التركية استهدفت طائرتين ‏سوريتين في إدلب والطيارون بخير بعد هبوطهم بالمظلات".‏

دمشق تهدد بإسقاط أي طائرة تخرق مجالها الجوي

يشار إلى أن جيش النظام أعلن في وقت سابق الأحد إغلاق المجال الجوي أمام الطيران في ‏شمال غربي سوريا مهدداً بإسقاط أي طائرة تخرقه، مع إعلان تركيا إطلاق عملية عسكرية ضد ‏القوات الحكومية في محافظة إدلب.‏

وأتى هذا الإعلان غداة مقتل 26 عنصراً من قوات النظام جراء استهداف الطائرات المسيرة ‏التركية مواقع عسكرية عدة في ريفي إدلب وحلب، وفق ما أفاد المرصد السوري. وقال جيش ‏النظام في بيان إن "القوات المسلحة تعلن إغلاق المجال الجوي لرحلات الطائرات ولأية طائرات ‏مسيرة فوق المنطقة الشمالية الغربية من سوريا، وبخاصة فوق محافظة إدلب".‏

كما أكد أنه "سيتم التعامل مع أي طيران يخترق مجالنا الجوي على أنه طيران معادٍ يجب إسقاطه ‏ومنعه من تحقيق أهدافه العدوانية".‏

مقتل 74 من قوات النظام

يذكر أن حصيلة قتلى قوات النظام جراء القصف التركي في طائرات من دون طيار أو القصف ‏المدفعي بلغت منذ يوم الجمعة 74 عنصراً، وفق المرصد الذي أشار أيضاً إلى مقتل عشرة ‏عناصر من حزب الله اللبناني. ولم يصدر أي تعليق رسمي سوري.‏

وتشن قوات النظام السوري بدعم روسي منذ كانون الأول/ديسمبر هجوماً واسعاً ضد مناطق ‏تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى وتنتشر فيها قوات ‏تركية في محافظة إدلب وجوارها. وتمكنت من إحراز تقدم كبير على الأرض خلال الأسابيع ‏الماضية.‏

ومنذ بداية شباط/فبراير، تصاعد التوتر بين دمشق وأنقرة في المنطقة، وانعكس في مواجهات ‏على الأرض أسفرت عن سقوط قتلى من الطرفين.‏

‏3 نقاط تركية محاصرة

وأرسلت أنقرة، التي كررت تحذيراتها لدمشق، تعزيزات عسكرية ضخمة إلى إدلب لتُضاف إلى ‏‏12 نقطة مراقبة تقيمها في المنطقة بموجب اتفاق مع موسكو يعود إلى العام 2018. وباتت ‏ثلاث من هذه النقاط على الأقل محاصرة من قوات النظام.‏

والخميس، مُنيت تركيا بخسائر فادحة إذ قتل 34 جندياً على الأقلّ في ضربات جوّية اتهمت ‏أنقرة قوات النظام بتنفيذها في إدلب.‏

لا نية لمواجهة روسيا

وإثر الهجوم، أطلقت تركيا هجوماً في المنطقة ضد قوات النظام. وأعلن وزير الدفاع التركي، ‏خلوصي أكار، الأحد، أن "عملية درع الربيع، التي أطلقت بعد الهجوم الشنيع في إدلب في 27 ‏شباط/فبراير، متواصلة بنجاح"، مضيفاً أنه ليس لدى أنقرة "نية" في الدخول بمواجهة مع موسكو ‏الداعمة لدمشق.‏

ويهدد التوتر في إدلب بتوسيع الفجوة بين أنقرة وموسكو، وألقى بثقله على التنسيق الذي تطوّر ‏بينهما في السنوات الماضية في الملف السوري برغم الاختلافات.‏

كما دفع الهجوم في إدلب ومحيطها، وفق الأمم المتحدة، بـ948 ألف شخص نصفهم من الأطفال ‏إلى الفرار باتجاه مناطق أكثر أمناً شمالاً، وخصوصاً قرب الحدود التركية حيث تنتشر مخيمات ‏النازحين.‏