انشغل الشارع العراقي قبل يومين، بتغريدات تهديدية لمتحدث باسم كتائب حزب الله العراقي، يدعى "أبو علي العسكري"، فضلاً عن لائحة اغتيالات بأسماء رجال أعمال عراقيين انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحصد هذا الاسم اهتمام الشارع العراقي، لا سيما بعد اتهامه لرئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس جهاز المخابرات العراقي مصطفى الكاظمي، بالاشتراك في التخطيط لقتل قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس والتعاون مع الإدارة الأميركية من أجل الإبقاء على القوات الأجنبية في العراق.
وقد استدعت تلك التهديدات رداً من قبل جهاز المخابرات العراقية.
"حسين مؤنس"
إلا أن حساب أبو علي العسكري سرعان ما حظر على تويتر. فمن هو هذا الاسم الغامض الذي تنصلت منه لاحقاً هيئة الحشد الشعبي؟
في إجابة على هذا السؤال، كشف مصدر أمني لـ"العربية.نت" أن أبو علي العسكري هو نفسه المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراقية المرتبطة بإيران وتتبع للمرشد علي خامنئي ويحمل اسم حسين مؤنس.
بدوره، أوضح الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي في حديث لـ"العربية.نت" أن "حسين مؤنس" عضو في مجلس شورى كتائب حزب الله ويعمل مستشارا أمنيا وعسكريا.
كتائب حزب الله العراقي
كما أشار إلى أن مؤنس يحمل لقبين آخرين هما (أبو موسى) و (أبو علي العسكري)، مضيفاً أنه أحد القادة الميدانيين في كتائب حزب الله وقد اعتقلته القوات الأميركية في نهاية عام 2008 ليطلق سراحه لاحقاً في نيسان من عام 2012.
إلى ذلك، لفت الهاشمي إلى أن عشرات الآلاف من المغردين كانوا فرحين بأخبار غير مؤكدة تحدثت عن مداهمة وملاحقة من وصفهم بـ "عناصر اللادولة" في إشارة إلى انتشار أخبار عن مداهمة عناصر من جهاز المخابرات العراقي لمقرات حزب الله واعتقال بعض الأسماء المتورطة في قتل واختطاف عراقيين.
كما أكد أن الكل وقف مع بيان رئاسة هيئة الحشد الشعبي الذي أوضح أنه لا يوجد متحدث عسكري باسم الهيئة.
رسائل تهديد
من جانب آخر، اعتبر مصدر أمني أن حسين مؤنس يستخدم اسما حركيا آخر، وهو المتحدث العسكري، لأنه من القيادات الأمنية في حزب الله العراق، ومهمته إيصال رسائل تهديد للمسؤولين، فضلاً عن كشف معلومات استخباراتية محددة للجمهور عند الحاجة وكذلك إذاعة بيانات الكتائب على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها تويتر الذي حجب حسابه بعد ساعات من تهديده لرئيس الجمهورية ورئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي.
كما رأى في حديث لـ"العربية.نت" أن تغريدات "أبو علي العسكري" حملت تهديدات علنية لشخصيات "وصفت بأنها تتعامل مع القوات الأميركية أو مع السفارة الأميركية ببغداد، وأعطتهم مهلة حتى يوم 15/3/2020 لفك كل ارتباطاتهم وإلا تعرضوا للتصفية والقتل.
يذكر أن ميليشيا حزب الله هددت مطلع الأسبوع بإشعال العراق وإعلان الحرب إذا تم ترشيح رئيس جهاز المخابرات، مصطفى الكاظمي، لمنصب رئيس الوزراء.
كما اتهمت الميليشيا في بيان لها الاثنين الماضي الكاظمي بمساعدة الأميركيين في اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ومعه وأبومهدي المهندس. واعتبرت أنّ الأفضل للعراق التمسك بعبد المهدي وإعادته إلى مكانه الطبيعي لتجاوز ما لم يتم تجاوزه، على حد قولها.
وجاء تهديد الميليشيات هذا بعد تداول اسم الكاظمي من قبل وسائل إعلام محلية، إثر اعتذار محمد علاوي، رئيس الوزراء المكلف عن تشكيل الحكومة، بعد فشل البرلمان 3 مرات في عقد جلسة تصويت على التشكيلة الوزارية.