عرب وعالم

لماذا تحوّلت مواقف بعض الدول من ارتداء الكمامة؟

تم النشر في 5 نيسان 2020 | 00:00

انتقلت دول عديدة بشكل دراماتيكي من القول إن ارتداء القناع الطبي عديم الفائدة إلى التشديد ‏على ضرورة ارتدائه عند الخروج لدرء خطر فيروس كورونا المستجد‎.‎

وبحسب مجلة "دير شبيغل "الألمانية، فقد حدث التغير في موقف العديد من المؤسسات الطبية في ‏الدول الغربية بشأن قناع الوقاية خلال الأيام الماضية‎.‎

وجاء هذا التغيّر بعدما شهدت أرقام المصابين والوفيات بفيروس كورونا ارتفاعا، الأمر الذي ولّد ‏غضبا بين الشعوب، إلى درجة أن البعض اتهم قادتهم بـ"الكذب عليهم" بشأن جدية الكمامة‎.‎

وهذا الأسبوع، دعا معهد روبرت كوخ الطبي المسؤول عن تقييم مخاطر الأمراض في ألمانيا، ‏المواطنين هناك إلى ارتداء أقنعة منزلية الصنع‎.‎

وكان خبراء وأطباء في ألمانيا يقولون إن ارتداء الكمامة أو القناع الطبي أمر غير ضروري‎.‎

وفي تحول مماثل، قالت الأكاديمية الفرنسية للطب إن ارتداء القناع يجب أن يكون إلزاميا لأي ‏شخص يغادر منزله في مرحلة الإغلاق العام‎.‎

وجاءت هذه التوصيات الجديدة، بعدما قالت مذيعة تلفزيونية إن تأكيد الحكومة على أن ارتداء ‏الكمامة مفيد فقط لمقدمي الرعاية هو " مجرد كذبة‎".‎

وحث مسؤولو الصحة في فرنسا مرارا المواطنين هناك على عدم ارتداء الأقنعة، إلا إذا كانوا ‏يعملون في مجال الصحة أو يعانون من الأعراض‎.‎

وتواجه فرنسا أزمة نقص المعدات الطبية من ضمنها ندرة أقنعة الوجه الطبية، الأمر الذي دفع ‏البعض إلى ربطه بمسألة التقليل من أهمية الكمامة‎.‎

وجادل مسؤول فرنسي بأن أولئك الذين يرتدون الأقنعة، يعتقدون في كثير من الأحيان أن لديهم ‏حماية كافية من الفيروس، ويغفلون بالتالي عن متطلبات النظافة الشخصية الأكثر أهمية مثل ‏غسل اليدين بانتظام‎.‎

أضاف "في فرنسا، كما في القارة الأوروبية، لا يوجد تقليد ارتداء القناع. تقليد ارتداء القناع في ‏آسيا‎".‎

وارتداء الأقنعة الطبية إلزامي بالفعل في دول مثل التشيك وسلوفينيا، في حين ينبغي على أي ‏شخص ينوي دخول سوبر ماركت أو متجر طعام في النمسا ارتداء كمامة‎.‎

وفي الولايات المتحدة، دعا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مواطنيه إلى ارتداء الكمامات لدى ‏خروجهم إلى الأماكن العامة‎.‎

ويمكن تفسير التغير في مواقف الدول الغربية خصوصا، بعد صدور دراسة جديدة قبل أيام أكدت ‏أن عدوى كورونا يمكن أن تنتقل أيضا عبر التنفس‎.‎

وقالت الدراسة"لقد ثبُت أنّ التحدّث والأنشطة الصوتيّة الأخرى مثل الغناء، يُمكن أن تولّد ‏جزيئات في الهواء"، مما يؤدي إلى انتقال الفيروس‎.‎

وأبدى خبير المناعة الأميركي البارز، أنتوني فاوتشي، دعمه للأبحاث التي تفيد بأن الفيروس ‏يمكن أن ينتقل عندما يتحدث الناس مع بعضهم البعض وليس عن طريق السعال والعطس فقط‎.‎

وفي حين أن ارتداء القناع منتشر على نطاق واسع في آسيا منذ بداية تفشي فيروس كورونا، ‏أصرت منظمة الصحة العالمية والعديد من الحكومات على أنه لا ينبغي ارتداؤها إلا من قبل ‏مقدمي الرعاية أو ممن يعانون من مشكلات صحية في الجهاز التنفسي‎.‎

بدوره، قال مدير مركز الصين للسيطرة على الأمراض، جورج غاو، إن الخطأ الكبير في ‏الولايات المتحدة وأوروبا هو أن الناس هناك لا يرتدون الأقنعة، بحسب ما أوردت مجلة ‏‏"سيانس" العلمية‎.‎


سكاي نيوز عربية ‏