مجتمع

دولة تتغلّب على "كورونا" في 10 أيام فقط .. كيف؟

تم النشر في 7 نيسان 2020 | 00:00

تحتاج الدول في العادة إلى أسابيع طويلة، وربما أشهر، حتى تحدث تراجعا في منحى الإصابات ‏الجديدة بفيروس كورونا، لكن السلطات النيوزيلندية، حققت نجاحا مذهلا، في الآونة الأخيرة، ‏بعدما فرضت العزل الصحي وقيود التنقل، لعشرة أيام فقط.‏

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن عدد حالات الشفاء من (كوفيد 19)، وصل إلى 65، ‏بينما رصدت 54 إصابة جديدة، وهذا يعني أن من يتعافون في البلاد أكثر ممن ينتقل إليهم ‏الفيروس.‏

كما تراجع عدد المصابين بالوباء العالمي في نيوزيلندا، لليوم الثاني على التوالي، رغم تسريع ‏وتيرة الكشف عن الفيروس، وهو مؤشر مبكر على أن "كورونا" آخذ في الانحسار.‏

ووصل العدد الإجمالي للإصابات في نيوزيلندا إلى 1160، لكنها لم تؤد إلا لحالة وفاة واحدة ‏فقط، فيما تعافى 241 شخصا.‏

وفرضت نيوزيلندا إغلاقا صارما وأوقفت مختلف الأنشطة مثل السباحة وارتياد الشواطئ ‏والصيد، وطولب الناس بألا يتحركوا إلا في إطار الضرورة القصوى.‏

الى ذلك، أوردت "واشنطن بوست" أن مواطني نيوزيلندا استجابوا بشكل كبير للإرشادات ‏الصحية، وحرصوا على التباعد الاجتماعي، فيما تواصلت الدراسة عن بعد من البيوت.‏

أضاف المصدر أن نيوزيلندا لم تحقق هدف احتواء الفيروس، كما تطمح الولايات المتحدة، بل ‏أزاحت الخطر بشكل كبير.‏

وعقب هذا التحسن، توالت الدعوات في البلاد إلى تخفيف القيود المفروضة على التنقل، لاسيما ‏في أيام العطلة الأربعة لعيد الفصح، لكن رئيسة الوزراء، جاسيندا أردرن، تعارض هذه الفكرة.‏

وتؤكد أردرن أن بلادها ستكمل أربعة أسابيع من الإغلاق، أي ما يعادل فترتين من مدة حضانة ‏الفيروس التي تقدرُ بأربعة عشر يوما.‏

إجراءات صارمة

وبما أن نيوزيلندا من الوجهات السياحية التي يقصدها كثيرون، إذ يقصدها 4 ملايين سائح في ‏العام، قررت البلاد إغلاق حدودها مع الخارج في التاسع عشر من آذار الماضي.‏

وبعد يومين من ذلك، وجهت رئيسة الوزراء النيوزيلندية خطابا من مكتبها، معلنة عن حالة ‏طوارئ وإغلاق البلاد، في محاولة لتفادي السيناريو المرعب الذي شوهد في كل من إسبانيا ‏وإيطاليا من جراء التأخر في اتخاذ إجراءات.‏

وحرصت أردرن على التواصل بشكل مستمر مع مواطنيها، وناقشت كافة التفاصيل، بدءًا من ‏أسعار الخضار وحتى المعونات الاجتماعية المقدمة للمتضررين من الوباء.‏

ولم تكتف أردرن بهذا، وظلت تجيب على كافة الأسئلة في مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت ‏في بعض المرات وهي ترتدي "البيجاما" على سريرها.‏

في غضون ذلك، حرص الحزب الوطني؛ وهو من يمين الوسط، على ألا ينتقد الحكومة في هذه ‏الفترة حتى لا يشوش على الحرب ضد الفيروس، ويبدُو أن هذه العوامل مجتمعة قد آتت ثمارها.‏

لكن ثمة عوامل أخرى ساعدت نيوزيلندا على الأرجح، وهو أنها جزيرة في منطقة معزولة، أي ‏أنها لا تتقاسم حدودا برية مع دول أخرى، كما أن عدد السكان لا يتجاوز 4.7 ملايين نسمة.‏

وصرحت أردرن بأن الحكومة تنوي فرض عزل إلزامي على كل من يعود إلى نيوزيلندا بعد ‏نتهاء فترة الإغلاق في البلاد، تفاديا لموجة تفش أخرى بسبب حالات قادمة من الخارج.‏


سكاي نيوز عربية