في اليوم الأول للفتح الجزئي للمرافق والقطاعات طغى مشهد التجمعات الشعبية امام بعض شركات تحويل الأموال وأجهزة الصراف الآلي في مدينة صيدا على ما عداه من أوجه إستعادة المدينة لحركتها تدريجياً نظرا لتزامنه مع بداية الأسبوع وبعد أربعة أيام من الاغلاق. لكن اكبر هذه التجمعات كانت اثناء تسليم احدى مؤسسات تحويل الأموال في شارع المصارف في صيدا مساعدات مالية اقرتها ألاونروا للاجئين الفلسطينيين والنازحين منهم من سوريا ، حيث اثار الازدحام البشري الكبير امامها حالة من البلبلة والهرج والمرج ان لجهة تأخر المؤسسة المذكورة في صرف المبالغ المستحقة للمستفيدين منها او لجهة عدم قدرتها على تلبية حاجات الأعداد المتفدقة اليها منهم في وقت واحد وايضا لجهة عدم اعتماد مئات الأشخاص المحتشدين امام هذه المؤسسة ادنى معايير الوقاية لا سيما المسافات الامنة فيما بينهم رغم ارتداء بعضهم الكمامات الواقية ما استدعى تدخل الجيش اللبناني لتفريقهم.
هذا الوضع دفع بالعديد من الفلسطينيين المنتظرين دورهم امام هذه المؤسسة لرفع الصوت بالشكوى مما وصفوه " اذلالهم " من اجل اعطائهم هذه المساعدات في وقت لم يتم اعتماد ارقام تسلسلية لهم ولم يحضر مندوبون عن الوكالة لتنظيم عملية تسليمهم المبالغ المستحقة لكل منهم ما اضطرهم للإنتظار تحت اشعة الشمس الحارقة رغم موجة الحر ورغم الصيام وما يجعلهم ايضا عرضة لخطر انتقال عدوى كورونا في مثل هكذا ازدحام!.
مدير منطقة صيدا في الأونروا ابراهيم الخطيب عزا ما حصل الى ثلاثة اسباب "اولها ان عملية التوزيع حصرت بداية في فرعين فقط لشركة تحويل الأموال التي تعاقدت معها الأنروا لصرف هذه المساعدات ( عادة تأتي من الأنروا في الخارج بالدولار ويتم تحويلها الى الليرة اللبنانية وفق السعر المحدد لشركات تحويل الأموال ) كون الفروع الأخرى لم يكن يتواجد لديها الأموال الكافية لتغطية قيمة هذه المبالغ ( 112 الف ليرة لكل لاجئى فلسطيني وعلى هذا الأساس يصرف لكل عائلة بحسب عدد افرادها ، و150 الف ليرة لكل فلسطيني سوري مضافة الى بدل الايواء عن شهرين وهو 650 ألف ليرة لبنانية ) .
واضاف الخطيب "السبب الثاني هو ان التوزيع تزامن مع بداية الأسبوع وجاء مباشرة بعد اقفال المصارف في الايام السابقة بفعل التعبئة العامة فضلاً عن المستفيدين حضروا في وقت مبكر ( بدءا من السابعة صباحاً بينما لم تفتح شركة تحويل الأموال ابوابها قبل العاشرة". ولفت الى انه ما بعد ما حصل امام الفرع الرئيسي لهذه الشركة في شارع رياض الصلح تواصلنا مع المعنيين حتى يتم توفر الأموال في كافة المراكز المعتمدة في المدينة ، وهو ما جرى تباعاً ليشمل تسليم المساعدات كافة الفروع في صيدا وضواحيها".
وقالت ام قتيبة الأحمد: "كان يفترض بهم تحديد مكان التسليم في مكاتب او مدارس او عيادات الأنروا و"مش انو يشمشطوا الناس هيك".
من جهته، حمّل إبراهيم مزيان "المسؤولية لمدير الأنروا"ن معتبرا أن "هذا ظلم لنا وإهانة كبيرة للشعب الفلسطيني". فيما رأى الناشط عاصف موسى أن "هذه الفوضى العارمة هي بسبب سوء ادارة توزيع المساعدة المقرة من الأنروا بقيمة ٧ مليون دولار وهذه تتحمل مسؤوليتها ادارة الأنروا وماليتها بسبب تعاقدها مع مؤسسة مالية صغيرة لم تستطيع تلبية حاجات العائلات وطريقة الصرف. ونحملهم مسؤولية ما تعرض له الناس هنا من" بهدلة" امام وسائل الإعلام والطريقة السيئة في التوزيع وفي ظل وباء كورونا ".
رأفت نعيم