على الرغم من من إعلان وكالة الأنروا في بيان اصدرته في وقت متأخر من ليل الاثنين – الثلاثاء عن معالجة الخلل الذي تسبب بما جرى خلال اليوم الأول من توزيع مساعداتها الاغاثية للاجئين الفلسطينيين في لبنان عبر "بوب فايننس- BoB Finance " ما ادى الى حصول تجمعات كبيرة وفوضى وبلبلة امام عدد من فروع هذه الشركة ولا سيما في شارع رياض الصلح في صيدا دون اعتماد المسافات الآمنة من خطر تفشي فيروس كورونا ، تكرر المشهد في اليوم الثاني لعملية التوزيع ( الثلاثاء) مع تزايد أعداد اللاجئين المتهافتين على بعض فروع هذه الشركة وتجدد الإزدحامات امامها تحت اشعة الشمس مكتوين بنارين الانتظار والطقس الحارق، الأمر الذي احدث مزيداً من التململ والشكوى من قبل اللاجئين المنتظرين دورهم ومزيدا من الإرباك والفوضى في عملية التوزيع وأدى الى تعليقها بعد ان تم تسليم نحو مليار ليرة من اجمالي قيمة هذه المساعدات التي تقدر بحوالي سبعة ملايين دولار يتم تحويلها الى العملة اللبنانية وفقا لسعر الصرف الرسمي المحدد لشركات تحويل الأموال علما أن المبلغ الذي تم توزيعه في اليوم الأول بلغ حوالي 3 مليارات و776 مليون ليرة في كل لبنان .
وقال مدير منطقة صيدا في الأنروا الدكتور ابراهيم الخطيب ان "سبب تعليق عملية صرف هذه المساعدات اليوم ايضا هي ما يحصل من تجمعات وازدحامات امام فروع الشركة التي تقوم بتسيلم الأموال الى المستفيدين منها، ومرده الى عدم التزامهم بالجدول المحدد للتسليم الذي يفترض ان يتم على مراحل وعلى مدى اسابيع ويشمل في كل مرحلة او يوم صرف مبلغ محدد لعدد محدد من الأشخاص لأنه لا يمكن صرف اجمالي المبلغ دفعة واحدة لجميع المستفيدين في وقت واحد . فمثلاً هناك كثيرون حضروا اليوم واسماؤهم مسجلة لكن مخصصاتهم غير مبرمجة للدفع اليوم !.".
ولفت الخطيب الى ان الضغط الأكبر على النقاط التي حددت لتسليم المساعدات هي من اللاجئين الفلسطينيين السورين والذين يقدر عددهم ب 22 ألفاً تقريباً ، وايضا هناك حالات الشؤون بالاضافة الى اللاجئين الفلسطينيين المقيمين المسجلين في الأنروا والذين يستفيدون من خدماتها .. ".
وعما اذا كانت هذه المشكلة تقتصر على صيدا فقط اشار الخطيب الى انها موجودة في مختلف المناطق لكن ربما بوتيرة اقل بعض الشيء . لافتاً الى ان الأنروا بصدد عملية تقييم لليومين الأولين لعملية التوزيع لمعالجة كل الثغرات والوصول الى المزيد من التنظيم لها بما يحفظ حقوق جميع المستفيدين وفي الوقت نفسه يحفظ السلامة العامة للجميع .
في هذا الوقت شهد مكتب الأنروا الرئيسي في منطقة صيدا تجمعاً كبيرا للاجئين فلسطينيين جاؤوا مراجعين بموضوع المساعدات الاغاثية ، علماً أن المكتب خصص خطاً ساخناً للمراجعين بهذا الخصوص .
بيان الأنروا
وكانت وكالة " الأنروا " أعربت عن أسفها الشديد لما جرى خلال اليوم الأول لتوزيع المساعدات الاغاثية للاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها في لبنان بمن فيهم المستفيدين من برنامج شبكة الأمان الاجتماعي واللاجئين الفلسطينيين من سوريا عبر "بوب فايننس- BoB Finance " التابع لشركة "وسترن يونيون" والذي قالت الوكالة في بيان لها انه" قدم أفضل سعر لصرف للدولار. وأنها - اي الأونروا – تابعت سير عملية التوزيع منذ الصباح الباكر وحيث أنها بدأت بعد 4 أيام من الاغلاق التام في البلد بسبب جائحة الكورونا، تسببت عدة أمور لوجستية في حصول فوضى وتأخير في عملية التوزيع وعدم تمكن الكثيرين من المستفيدين من استلام المساعدة".
واضاف البيان"على الفور، أجرت الأونروا اتصالات سريعة ومكثفة مع شركة " BoB Finance" للوقوف على الاسباب ووضع آليات للمعالجة بشكل سريع وبالفعل تم التعاطي مع الخلل بأسرع ما يمكن لكن المستفيدين كانوا قد انتظروا طويلا أو حتى اضطر البعض منهم الى المغادرة من دون سحب المساعدة".
وتابع بيان " الأنروا" : اننا اذ نعبّر عن أسفنا الشديد لما جرى والذي أتى بعد فترة إغلاق عرقلت ايصال المبالغ الى كل الفروع وأيضا عرقلت تنظيم عمل بعض الفروع الأخرى الا أننا نؤكد أننا نتابع كل الشكاوى التي تردنا لايجاد الحلول المناسبة وتسهيل عملية التوزيع بأسرع وقت ممكن بشكل يمكن اللاجئين المستحقين من استلام مساعداتهم بطريقة كريمة ولائقة.
ودعت الأنروا المستفيدين منذ هذه المساعدات وحفاظا على سلامتهم الى الالتزام بالتدابير الوقائية والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمّامات عند دخول فروع الـ" BoB Finance " وتجنُب الفروع المزدحمة خاصة وأن الاجراءات الامنية المفروضة بسبب فيروس كورونا تمنع مثل هذه التجمعات اذا كانت غير منظّمة. وذكرت الأونروا كل المستفيدين بأنها قد سدّدت المبالغ المتوجبة على الحوالات وليس عليهم دفع أي مبالغ إضافية.
واكدت الوكالة في بيانها أن "عملية التوزيع تمتد على ثلاث أسابيع وأنه سيُتاح للجميع سحب الأموال" متمنية على المستفيدين الالتزام بالمواعيد المحددة لهم لسحب المساعدات بحسب الترتيب الابجدي حرصاً على تنظيم هذه العملية ".
رأفت نعيم