المصدر: إيمان ابراهيم
قضية جديدة جاءت لتشغل اللبنانيين الذين لا زالوا يلملمون جراح اليومين الأخيرين، ويحاول العقلاء منهم رأب التصدّعات التي أحدثتها مشاكل "خطوط التّماس"، على وقع انهيار سعر صرف الليرة وازدياد حالات جديدة لتشغل اللبنانيين الذين لا زالوا يلملمون جراح اليومين الأخيرين، ويحاول العقلاء منهم رأب التصدّعات التي أحدثتها مشاكل "خطوط التّماس"، على وقع انهيار سعر صرف الليرة وازدياد حالاتقق الإصابةبالكورونا.
هذه المرّة، لم تكن القضيّة التي شغلت اللبنانيين قضيّة الأم الشابة التي قتلت أمام الكاميرا في مخيم شاتيلا وهي تحمل طفلها الرّضيع في إشكال بين تجّار مخدّرات، بل شغلتهم صبية أرادت السّباحة في نهر الخرخار في عربصاليم وهي ترتدي مايوه.
القضية بدأت عندما نشر شاب من أهالي القرية عبر حسابه على الفايسبوك، صورة لفتاة تسبح في النهر بملابس السباحة وكتب تعليقاً عليها "هيدي مش ثقافتنا يجب احترام دماء المجاهدين نحن لا نفرض على أي أحد بالقوة، لكن هذا الأحد يجب عليه احترام حرمة ديننا ومعتقداتنا".
الفتاة صاحبة الصورة، هي ابنة قرية زفتا القريبة من عربصاليم كانت قد نشرتها بنفسها قبل شهر، وأعاد ابن القرية نشرها مع التعليق عليها لتتحوّل إلى قضية رأي عام، بعد أن تزامنت مع نشر شبّان صور لهم وهم يشربون البيرة على ضفاف النّهر.
صفحة "أخبار عربصاليم" التي تعنى بأخبار القرية، كانت بدورها قد نشرت مساء أمس، صوراً لمرتادي النهر الذي يشرب بعضهم الكحول وكتبت تعليقاً عليها "توافد في الأونة الأخيرة عدد من المواطنين الى نهر الخرخار من خارج البلدة وعمد البعض منهم الى شرب المشروبات الكحولية ورميها على ضفاف النهر.
نرجو من الضيوف الكرام مراعاة الضوابط الإجتماعية والدينية في البلدة وعدم إصطحاب المشروبات الكحولية والإلتفات لموضوع اللباس لأن حريتهم الشخصية التي نحترم تتعارض مع عاداتنا وأعرافنا خصوصًا في هذه الأرض التي وطأتها اقدام المجاهدين، وارتوت بدماء الشهداء . ".
التعليقات على المنشور جاءت أيضاً متضاربة بين رافض لتقييد حرية مرتادي النهر، ومؤيد لضرورة احترام البيئة العامة وخصوصية كل منطقة.
على مواقع التواصل الاجتماعي تباينت الآراء، مواطنون اعترضوا على المسّ بحريّة مرتادي النّهر، مؤكّدين أنّ النّهر ملكيّة عامّة لا يحق لأي جهّة فرض شروطها على مرتاديه، في حين ذكّر البعض الآخر بالقيود التي يقوم بها بعض أصحاب المنتجعات عبر منعهم المحجّبات من السّباحة في المنتجع، ورأوا أنّ الحريّة لا تتجزّأ وأن الدّفاع عن حقّ المرأة بالسّباحة بالمايوه، يجب أن يقابله شجب لمنع المحجّبات من السّباحة في المنتجعات.
ورفض البعض مقاربة الأمر من هذه النّاحية، ورأى أنّ لكل منطقة خصوصيّتها، وأنّ ما هو مقبول على بحر صور من ارتداء المايوه وشرب الكحول رغم أنّ المنطقة ذات أغلبيّة مسلمة، لا ينطبق على قرية محافظة لها خصوصيّتها التي على الزّائر احترامها.
وربط معارضو سباحة النساء بالمايوه في النهر، بقدسية المكان الذي ارتوى بدماء الشهداء، في حين عارض البعض الآخر الزّج بالشّهداء في هذه القضية.
فكيف تفاعل اللبنانيون على "تويتر" مع مايوه عربصاليم الذي شغل اهتمامهم رغماً عن كل الأزمات الخانقة؟
ليلى حاطوم كتبت " أهل عربصاليم من أطيب الناس ومحترمين وكتير كرماء.
تعليق البعض ان النهر روي بدماء الشهداء خلوه عندكم مش تعمموه عالضيعة. الضيعة بتحترم الكل. لما البلدية بتطلب آداب لبس هيدي آداب عامة داخل الضيعة لكن النهر هو ملك عام. يلي بده يحول الموضوع لأمر ديني فيسمحلنا. هالتعصب مش لعربصاليم".
وكتبت مروة ياسين " الله يجعل المايوه على نهر #عربصاليم أكبر مصايب هالمجتمع وهالبلد"
وكتبت زينب " يعني اذا جاية عا بالكن تشموا هوا وتسبحوا ب #المايوه بلادنا ملاني انهر ومي ومش ضروري تجوا عا محلات تشربوا فيها البيرة وتجرحوا شعور سكان المنطقة احترموا شعور الناس وروحوا عا غير مطارح".
وكتبت جوانا منصوري " يعني يلي بدو يبرر لبلدية عرب".صاليم ممنوع يحكي ويتفلسف على بلدية الحدث لأن نفس النهج ونفس الأسلوب
مش بلدية بسمنة وبلدية بزيت".
زاهي صفية كتب " يعني سبحت بالمايو او بالعباية شو خصكن فيها للبنت؟؟او بس شاطرين تروحوا عالبحور وتبصبصوا عالنسوان هونيك وتشربوا بالسر بعاد عن بعض لا من شاف ولا من دري؟انا ابن هالضيعة وعيب يلي عم بيصير تجاه زوار هالمنطقة،،بيكفي تخلف وجهل ومين انت لتربي الناس شو بتاكل وشو بتشرب؟"
وكتبت أماني جحا " نفس الموضوع بيتكرر بغير version, شو يلي بيهز ايمان اي شخص اذا ما حدا قرّب صوبو، ليه زج الشهداء بكل شي؟ كيف بدها تخلص الاسطوانة تاعيت هيدي المنطقة ممنوع فيها كذا "