عرب وعالم

‏"كاراباخ" أسوأ كوابيسها.. إيران مكبّلة وصرخة الأذريين تؤرقها

تم النشر في 16 تشرين الأول 2020 | 00:00

على الرغم من وقوعها جغرافيا على خط القتال الساخن بين أرمينيا وأذربيجان، ‏مع تواصل الاشتباكات في إقليم ناغورنو كاراباخ منذ 27 سبتمبر، إلا أن إيران ‏تبدو مكبّلة اليدين.‏

فقد بدا دخولها على خط هذا الصراع خجولاً، ومتردداً، على وقع أصوات أقليات ‏متعالية داخلها، فما الذي يحصل؟

في تقرير مطول لمجلة "فورين بوليسي"، أشار إلى أن هذا القتال المتجدد بين ‏أرمينيا وأذربيجان يأتي في وقت سيئ للغاية بالنسبة لإيران.‏

وضع اقتصادي صعب

فهي تواجه في الداخل وضعا اقتصاديا صعبا للغاية جراء العقوبات الأميركية. أما ‏خارجيا فتشارك في العديد من المغامرات الجيوسياسية غير المنتهية بعد من العراق ‏إلى سوريا وغيرهما، وقد استثمرت فيها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، جهدا ‏وعناصر ومالاً.‏

وعلى الرغم من أنها قد ترغب في الانخراط في الصراع في جنوب القوقاز، حيث ‏لعبت سابقا دور الوسيط، إلا أن وضعها الحالي لا يسمح بذلك.‏

فطهران لم تعد بالاستقلال الدبلوماسي الذي كانت تتمتع به في أوائل التسعينيات، ‏عندما اندلع القتال بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناغورنو كاراباخ، بحسب ‏تقرير المجلة الأميركية.‏

لذا يتعين على طهران أن تحتل مقعدًا خلفيًا هذه المرة، وراء روسيا وتركيا ‏والغرب.‏

كابوس إيران

إلى ذلك، تتخوف إيران من تأثير هذا الصراع على بعض الأقليات لديها. فمع ‏وجود الأقلية الآذرية الكبيرة في إيران، والتي يبلغ قوامها حوالي 20 مليون نسمة، ‏هناك احتمال وخوف حقيقي من أن يتوسع الصراع الأرميني الأذربيجاني ويشكل ‏خطرًا جسيمًا على الأمن الداخلي الإيراني.‏

وهذا ما يجعل السلطات الإيرانية مكبلة، فطهران لا تريد أن تخسر في هذا ‏الصراع، لكنها ضعيفة.‏

صرخة الأذريين

ففي الأول من أكتوبر، أصدر ممثلو المرشد الإيراني علي خامنئي في أربع ‏مقاطعات من شمال غرب البلاد حيث يقطن عدد كبير من السكان الأذريين، بيانًا ‏مشتركًا داعما لأذربيجان، مؤكدين أن منطقة ناغورنو كاراباخ الانفصالية تابعة ‏لباكو.‏

إلا أن هذا البيان تزامن في حينه مع تقارير أفادت بأن طهران فتحت مجالها الجوي ‏أمام الإمدادات العسكرية الروسية المتجهة إلى أرمينيا.‏

ما أشعل عدة احتجاجات ليس فقط في محافظة أذربيجان الشرقية الإيرانية ولكن ‏أيضًا في طهران، وصدحت هتافات مثل "كاراباخ لنا. ستبقى ملكنا"، ما دفع ‏الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف وعلي أكبر ‏ولايتي، كبير مستشاري السياسة الخارجية لخامنئي، إلى التأكيد سريعا أن على ‏أرمينيا الانسحاب من الأراضي الأذربيجانية التي احتلتها منذ عام 1994.‏

خوف من حراك شعبي

هذا الخوف من أي حراك شعبي لم يجعل إيران تفكر حتى في موقفها الداعم ‏لأذربيجان، على الرغم من معرفتها بالشراكة الوثيقة بين باكو وإسرائيل.‏

فأذربيجان واحدة من أربع دول ذات أغلبية شيعية في العالم، لديها علاقات ‏اقتصادية وعسكرية واستخباراتية وثيقة مع إسرائيل، عدو طهران الإقليمي، إلا أن ‏الإيرانيين تعلموا منذ عقود التكيف مع هذا الواقع.‏

ببساطة، إيران ليست في وضع يمكنها من التصرف ضد الأقلية الأذرية في البلاد.‏

إذا يشكل موضوع الأقليات هذا مصدر قلق خطير لطهران. فإيران ليست مستعدة ‏للتعامل مع انتفاضة بين الأقليات في الوقت الحالي.‏




العربية.نت