مجتمع

‏1.4 مليار صيني يتشاركون في 100 لقب فقط

تم النشر في 17 كانون الثاني 2021 | 00:00

إذا أوقفت شخصا عشوائيا في الشارع في أي مكان من الصين، فهناك فرصة كبيرة للغاية أن ‏يكون لقبه أو اسمه الأخير إما "وانغ" أو "لي" أو "جانغ" أو"ليو" أو "تشين".‏

أما السبب في ذلك فهو أن هذه هي أكثر 5 ألقاب شيوعا في الصين، إذ يتقاسمها أكثر من 433 ‏مليون شخص، أو ما نسبته 30 في المئة من السكان، بحسب الأرقام والإحصائيات الحكومية.‏

ورغم أن عدد سكانها يقدر بنحو 1.4 مليار نسمة، فإن الصين لديها واحدة من أصغر مجموعات ‏الأسماء، وفقا لما ذكرته شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية.‏

وبحسب وزارة الأمن العام، هناك حوالي 6000 لقب فقط قيد الاستخدام، والغالبية العظمى من ‏السكان، تحديدا ما نسبته 86 في المئة، يشاركون في 100 لقب فقط من تلك الألقاب.‏

وبمقارنة بسيطة مع الولايات المتحدة، التي يقدر عدد سكانها بنحو ربع سكان الصين، فإن فيها ‏ما يصل إلى 6.3 مليون لقب بحسب إحصاء سكاني في العام 2010.‏

ولعل من أبرز الأسباب وراء قلة الألقاب أو الأسماء العائلية في الصين كونها أقل تنوعا عرقيا ‏من دول مثل الولايات المتحدة، إذ يزداد عدد الألقاب بسبب الثراء في التنوع العرقي ووجود ‏الأقليات الكثيرة.‏

ويمكن أيضا أن يكون للغة علاقة بذلك، إذ لا يمكنك إضافة حرف عشوائيا إلى اللغة الصينية ‏بحيث يترتب عليه ظهور لقب جديد، بالطريقة التي تحدث في اللغة الإنجليزية.‏

سبب ثالث مرجح هو انقراض بعض الألقاب والأسماء، ففي وقت سابق من التاريخ الصيني، ‏كان هناك نحو 20 ألف لقب أو اسم عائلة، وفقا لما ذكره الأستاذ المساعد في جامعة بكين ‏للمعلمين تشين جياوي، الذي أجرى أبحاثا حول توزيع الألقاب في الصين، بينما يضع بعض ‏الباحثين هذا التقدير بحدود 23000 لقب.‏

وقالت وزارة الأمن العام، في استطلاعها السنوي حول الألقاب الذي أجرته عام 2019 على ‏مستوى البلاد: "لقد تم تناقل ثقافة الألقاب في بلادنا منذ آلاف السنين، وكان لها تأثير عميق ‏وواسع.. على مر التاريخ، تطورت الألقاب وتمايزت، وشكلت أكثر من 6000 لقب مستخدمة ‏اليوم".‏‎ ‎‏ ووفقا للوزارة، تعود السجلات الأولى للألقاب الصينية إلى الوقت الذي كتب فيه الناس عن ‏المواد الخام في أسرتي شانغ وتشو (1600-256 قبل الميلاد)، أي قبل اختراع الورق.‏

وبحلول عهد أسرة سونغ (960-1279)، أصبح كتاب يسمى "100 لقب للعائلة"، الذي يكشف ‏عن عدة مئات من الألقاب الأكثر شيوعا في ذلك العهد، نصا كلاسيكيا يتم تدريسه للأطفال.‏

ولا شك أن تاريخ الصين، المليء بالهجرة والاضطرابات السياسية والحروب، يعني أن أسماء ‏الناس غالبا ما تكون في حالة تغير مستمر، الأمر الذي سبب، جزئيا، اختفاء العديد من أسماء ‏العائلات والقبائل منذ ذلك الحين.‏

من ناحية ثانية، قام العديد من الناس في الصين بتغيير أسمائهم أحيانا للتسهيل والراحة أيضا، ‏على سبيل المثال، تبسيط الشخصيات المعقدة من خلال اعتماد أحرف متشابهة مع عدد أقل من ‏ضربات الفرشاة (رسم الاسم).‏

وأوضح تشين أنهم فعلوا ذلك، في أحيان أخرى، بدافع الخرافة، كأن يتخلوا عن اسم يعتقد أنه ‏يسبب سوء الحظ.‏

بالإضافة إلى ذلك، فإن انقراض الاسم هو أيضا ظاهرة تحدث بشكل طبيعي تسمى عملية ‏‏"غالتون واتسون"، والتي تفترض أنه في المجتمعات الأبوية، يتم فقدان أو موت الألقاب بمرور ‏الوقت مع كل جيل جديد، حيث تأخذ النساء ألقاب أزواجهن.‏

وضرب تشين مثلا بأنه، إذا كان اللقب مركزا في منطقة معينة ولم يكن هناك عدد كاف من ‏الأحفاد الذكور، فقد "يختفي الاسم بشكل طبيعي"، وفي الوقت نفسه، تمكنت العائلات الكبيرة التي ‏أنجبت الكثير من الأطفال الذكور من توسيع ونشر لقب الأسرة.‏

وساهم دخول الصين العصر الرقمي في اختفاء الألقاب النادرة أو غير الشائعة، إذ لسنوات ‏عديدة، كان بإمكان الأشخاص الذين لديهم أحرف نادرة في أسمائهم أن يستمروا في حمل الألقاب ‏لأن المستندات والرسائل كانت مكتوبة بخط اليد إلى حد كبير.‏

لكن أصبح من شبه المستحيل استخدام هذه الأسماء في شكل مكتوب مع ظهور التكنولوجيا ‏الرقمية، ونظام الهوية الوطنية الرقمية الجديد.‏



سكاي نيوز عربية ‏