زياد سامي عيتاني*
جسد الكثير من نجوم وعمالقة السينما والدراما المصرية، وحتى المسرح، دور المعلم سواء من الفنانين أو الفنانات، وبرعوا فى تقديم صور وشخصيات مختلفة لشكل المعلم المصري وبأنماط متنوعة، حيث وتعددت الأدوار بين المعلم الحازم الصارم داخل الفصل، وبين المتمسك بالأصول والقديم فى العادات والتقاليد، وبين خفيف الظل كوميدي الشخصية، لا سيما من أظهر المعلم غير الكفؤ أو الإستغلالي...
وبمناسبة عيد المعلم نقدم شريطاً عن أبرز تلك الأعمال والشخصيات التي قاربت دور المعلم بأشكالها المختلفة، مع مراعاة الزمني:
**
-أدوار المدرس من الرجال:
•نجيب الريحاني- أستاذ حمام:
لا يمكن أن نتحدث عن أشهر المُعلمين في السينما المصرية دون أن نذكر اسم "أستاذ حمام" للفنان نجيب الريحاني، وهو أشهر من جسد دور المعلم على الإطلاق من خلال دوره فى فيلم "غزل البنات" الذي تم انتاجه عام 1949، وقدم فيه شخصية "الأستاذ حمام" (وهو المدرس الأشهر على الإطلاق في تاريخ السينما المصرية)، حيث يقع فى حب فتاة تصغره فى السن بسنوات كثيرة وتتفوق عليه فى المستوى الاجتماعي، وهو الدور الذي جسدته الفنانة ليلى مراد، ويتصور أنه من الممكن أن تحبه، ولكن في النهاية يساعدها على الزواج من حبيبها.
•أحمد مظهر-الأستاذ عبده:
أما فارس السينما المصرية قدم دور الأستاذ عبده فى فيلم "غصن الزيتون" بمشاركة سعاد حسني وعمر الحريري، حيث قدم أحمد مظهر دور المعلم الذى يقع فى حب أجمل فتاة فى المدرسة وهي "عطيات" التى جسدت دورها سعاد حسني، وكان ينافسه فى حبها الأستاذ جمال الذي قدم دوره عمر الحريري، ولكنه ينتقل إلى مدرسة أخرى فى الأسكندرية.
•السفيرة عزيزة:
قدم الثنائي شكري سرحان وعبدالمنعم إبراهيم، فيلم السفيرة عزيزة عام1961، حيث جسد سرحان دور المدرس الطموح، الذي يتصدى للشر وهو (جاره الجزار)، فى الوقت الذى جسد فيه عبد المنعم إبراهيم شخصية مدرس اللغة العربية، الذي يتقن الفصحى، ويتحدثها بشكل فكاهي.
•زقاق المدق:
قدم الفنان الكبير حسين رياض دور مدرس اللغة الإنجليزية، المضطرب نفسياً، الذي أصبح محطّ سخرية أهل الحي، بفيلم "زقاق المدق" عام 1963م، للمخرج حسن الإمام.
•مدرس خصوصي:
تدور أحداث الفيلم حول الطالب ممدوح، الذى يحيى ظروف اجتماعية قاسية بعد انفصال أبواه، والذى يكتشف حب مدرسه الخصوصى الذى يجسد شخصيته الفنان "عماد حمدى" لأخته، وأنه يكتم مشاعره ولا يبوح بها، ويقرر المدرس أن يضحى بحبه من أجل سعادة نادية، الفيلم إنتاج عام 1965.
•انتحار مدرس ثانوي:
قدم الفنان حسين فهمي، في فترة السبعينيات فيلم "انتحار مدرس ثانوي"، وجسد شخصية المعلم المسكين الذي أرهقته سياسات الانفتاح وغلاء الأسعار، وزواجه بامرأة ثانية طمعاً في الأبوبة، لتنجب زوجتاه عددًا هائلًا من الأطفال، لينتهي به الحال منتحرًا في مياه النيل.
•أحمد زكي- البيضة والحجر:
النجم أحمد زكي جسد شخصية المدرس خلال أحداث فيلم "البيضة والحجر"، والذي شارك به أيضا كل من معالي زايد وممدوح وافي وعبد الله مشرف، وأخرجه علي عبد الخالق، وجسد خلاله الفنان الراحل شخصية مدرس فلسفة تدفعه الظروف الصعبة للنصب والاحتيال على الناس عن طريق الدجل.
نور الشريف-الأستاذ فرجاني:
قدم الفنان الراحل نور الشريف دور الأستاذ"فرجاني" فى فيلم آخر الرجال المحترمين، وهو المعلم الريفي الذى يتمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة، ويحافظ على الأخلاق والمبادئ بشكل دائم، ويتعرض لمشكلات خلال أحداث الفيلم بسبب فقدانه لتلميذة خلال رحلة مدرسية.
وشهد الفيلم نموذجا لا يتكرر كثيرا في السينما المصرية للمعلم أو مربي الأجيال.
•جورج سيدهم- الأستاذ عبد الرحمن:
تألق أيضاً جورج سيدهم دور الأستاذ عبد الرحمن فى فيلم الشقة من حق الزوجة عام 1985 وقدم فيه دور المدرس المادي، الذى يفعل كل ما بوسعه لتحسين دخله ويرهق التلاميذ بالدروس الخصوصية، وناقش من خلاله مشكلة الدروس الخصوصية في بداية ظهورها، بطريقة كوميدية.
•محمد هنيدي- رمضان مبروك:
"أنا الأستاذ رمضان مبروك أبو العلمين حمودة.. أستاذ جماعة الخطابة ومدرس أول لغة العربية"...
بهذه الجملة الطويلة يُعرِّف الفنان الكوميدي محمد هنيدي نفسه في فيلمه الذي تم إنتاجه عام 2008.
فمحمد هنيدي من أبرز الفنانين الذين قاموا بتقديم دور المعلم المهندم المتمسك بكل قديم والعادات والتقاليد، والذي ينتقل للعمل فى إحدى المدارس الكبرى بالقاهرة ويتغير فى طريقة تفكيره ويتزوج من مطربة مشهورة.
**
-أدوار المدرسات من النساء:
أما على الصعيد النسائي، جاء تجسيد دور المعلمة من خلال النجمات والأعمال التالية:
•سهير البابلي-الشاويش عفت:
لا ينسى أحد دور سهير البابلي أو الشاويش عفت فى مسرحية مدرسة المشاغبين، وكيف لا وهي المربية الفاضبة التى تريد نشر القيم، وتلتزم بأداب المهنة، وتقوم جيل كامل أوشك على الضياع قبلها، حيث تحاول بطريقتها الخاصة أن تجعلهم يحبون الدراسة.
وتألقت الفنانة الكبيرة في دور المدرسة التي تحاول السيطرة على طلاب المدرسة المستهترين وبالفعل تنجح في تغيير شخصياتهم، ولكن أكثر من طالب يقع في حبها ويريد الزواج منها.
•فاتن حمامة- أبلة حكمت":
كانت مربية للأجيال خلف وأمام الكاميرا، فسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة كانت مؤمنة بأهمية رسالة المدرس وحاولت أن تنقلها فى أكثر من عمل مثل مديرة المدرسة فى "ضمير أبلة حكمت" الذي يعد من أهم المسلسلات الدرامية التي تغوص في أعماق قضية التربية والتعليم وتأثيرها على المجتمع بأشكال عدة.
عرض المسلسل في شهر رمضان عام 1991، وتدور أحداثه حول أبلة حكمت "فاتن حمامة"، والتي تعمل ناظرة بإحدى مدارس البنات وتسعى لتحقيق حلمها بتطبيق تجربتها التربوية على كل مدارس الإسكندرية، ولكنها تواجه عقبات كثيرة داخل المدرسة وخارجها، بالإضافة إلى مشاكلها الشخصية.
•سعاد حسنى..المُدرسات ألطف الكائنات:
بلطافة وشياكة قدمت السندريلا أيضاً دور مُدرسة البنات، فى سلسلة"هو وهى"، حيث حرصت على إبراز أهمية قرب المُدرسة من تلاميذها وفهمها لمشاعرهم ورغباتهم.
•نجلاء فتحي، المُدرسة أم دم خفيف:
وبخفة دم ورغبة فى كسب قلب الطلاب بدون اللجوء للعنب، استطاعت نجلاء فتحي ايضاً، أن تسلط الضوء على أهمية دور المدرسة والمربية فى تقويم الأبناء، وذلك فى فيلم " حب أكبر من حب" مع محمود ياسين.
•يسرا- أين قلبي:
جسدت النجمة يسرا في مسلسل "أين قلبي" شخصية فاتن، المدرسة التي تتحمل مسئولية أبنائها بعد فقدان زوجها، لتتحمل هي المسئولية وترفض الزواج مره أخرى، وتنجح الأم في دفع ابنتها مي للتفوق الدراسي وتصبح من الأوائل، كما ينجح هيثم ابنها أن يصبح أحد أبطال الكاراتيه.
بينما جسدت في عمل آخر أستاذة جامعية قوية الشخصية في مسلسل قضية رأي عام، في حين ظهر زوج شقيقها في صورة مدرس يعشق ويقدس الدروس الخصوصية إذ قام بتحويل بيته إلى مركز للدروس الخصوصية،
**
إذن، تعددت الصور التي تجسد المعلم أو المعلمة في الأعمال المصرية، وبالرغم أن دور المعلم كان دائم التعرض للنقد من نقاد بوصفها أدواراً تقلل من سمو رسالة المعلم إلا أنها كانت أدواراً حقيقة تعكس واقع التعليم في مراحل الحياة المختلفة.
**
*إعلامي وباحث في التراث الشعبي.