قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي سيسمح للأميركيين الذين حصلوا على تطعيم لفيروس كوفيد-19، من السفر لتلك الدول لقضاء عطلاتهم الصيفية فيها.
وأوضحت أورسولا فون دير لاين في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن الأميركيين ممن حصلوا على جرعتين من لقاح كورونا، سيكون بمقدورهم زيارة دول الاتحاد الأوروبي.
وتبنى الاتحاد الأوروبي قيودا صارمة على السفر إلى دول الاتحاد البالغ عددها 27 دولة العام الماضي، إذ لا يسمح بالرحلات غير الضرورية إلا من أستراليا ونيوزيلندا ورواندا وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايلاند.
ولدخول هذه القائمة، يتوجب ألا تزيد إصابات كوفيد-19 الجديدة في الدولة، عن 25 حالة لكل 100 ألف شخص في مدة أسبوعين، مع ضرورة ألا تعود أكثر من نسبة 4 في المئة من الاختبارات الكشف عن الفيروس التاجي والتي تم إجراؤها في أسبوع إيجابية، وفق ما ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية في مقابلتها إلى أن قواعد الاتحاد الأوروبي بشأن السفر غير الضروري، ستتغير في الوقت المناسب بفصل الصيف، لتأخذ أيضا في الاعتبار مسالة انتشار التطعيم.
وأضافت أن "الأميركيين، كما أرى، يستخدمون لقاحات معتمدة من قبل وكالة الأدوية الأوروبية، وهذا الأمر سيسمح بحرية الحركة والسفر بالنسبة لهم إلى الاتحاد الأوروبي".
وتابعت قائلة إن السبب في ذلك هو "أن هناك أمرا واحدا واضحا: الدول الأعضاء الـ27 ستقبل، بدون قيد أو شرط، كل الذين تمّ تطعيمهم بلقاحات معتمدة من وكالة الأدوية الأوروبية".
وبيّنت أن "تقييم السفر سيظل يعتمد على الوضع الوبائي، لكن الوضع يتحسن في الولايات المتحدة، كما نأمل أن يتحسن أيضا في الاتحاد الأوروبي".
ولم تحدد فون دير لايين، موعدا مؤكدا لتمكن السياح الأميركيين المحصنين من زيارة الاتحاد الأوروبي، لكن الصحيفة الأميركية أشارت إلى أن القواعد الجديدة التي سترعى هذا الأمر قد تُعتمد في وقت مبكر من هذا الصيف، بالتزامن مع تكثيف حملات التطعيم ضد كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم.
ونوهت فون دير لايين بـ"التقدم الهائل" الذي أحرزته الولايات المتحدة في حملتها لتحصين مواطنيها، مشيرة إلى أن الأميركيين في طريقهم لتلقيح 70 بالمئة من السكان البالغين بحلول منتصف يونيو.
وأوضحت رئيسة المفوضية أن استئناف السفر سيتوقف "على الوضع الوبائي، لكن الوضع يتحسن في الولايات المتحدة، وهو أيضا، كما نأمل، يتحسن في الاتحاد الأوروبي".
وكانت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أعلنت يوم الجمعة، أن متوسط معدل حالات الإصابة بكوفيد-19 لمدة 7 أيام، انخفض بنسبة 10 بالمئة، بالتزامن مع تجاوز نسبة متلقي اللقاحات في الولايات المتحدة ثلث عدد السكان المؤهلين.
وقالت المراكز الأميركية في تحديث، إن "الفعالية التي شوهدت في التجارب السريرية بدأت تظهر الآن في العالم الحقيقي".
ويأتي ذلك، بعد أن بدأت معدلات الحالات بالارتفاع في منتصف مارس، مع تخفيف بعض الولايات القيود التي كانت مفروضة لوقف تفشي الفيروس.
ودمرت الجائحة القطاع السياحي في أوروبا، إذ أغلقت العديد من دول القارة العجوز حدودها أمام السفر غير الضروري.
والأسبوع الماضي، قالت اليونان التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياحة، إن المسافرين الآتين من الاتحاد الأوروبي، ومن خمس دول أخرى، سيتم إعفاؤهم من الحجر الصحي الإلزامي عند وصولهم إلى أراضيها، بشرط أن يكونوا تلقوا التطعيم ضد كوفيد-19، أو أن يبرزوا نتيجة فحص مخبري تؤكد عدم إصابتهم بالفيروس.
ويقوم الاتحاد الأوروبي بتطوير "شهادة خضراء رقمية"، تسجل ما إذا كان شخص ما قد تم تطعيمه أو خضع لاختبار سلبي خاص بفيروس كورونا المستجد مؤخرا.
وحول هذه النقطة، أشارت فون دير لايين إلى أن الأمر متروك للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي فيما إذا كانت ترغب في التوصل إلى ترتيبات مع دول غير أعضاء، للسماح بفتح أبوابها أمام السياح الحاملين لمثل هذه الشهادات.
وكان المفوض الأوروبي الذي يقود فريق عمل اللقاحات في الاتحاد الأوروبي، تيري بريتون، قد صرّح لصحيفة "ذا غارديان" في وقت سابق من هذا الشهر، أنه واثق من أن الكتلة ستحقق هدفها المتمثل في تطعيم 70 في المئة من البالغين بحلول الصيف، مما سيسمح لها "بموسم سياحي شبه عادي".