أخبار لبنان

انهاض البلد أو عقد اجتماعي جديد؟.."عاصفة وهبة" لن تطفئ محرّكات الخليج

تم النشر في 20 أيار 2021 | 00:00

كان ينقص لبنان الغارق في عتمة المصائب والمزنّر من كل حدب وصوب بأزمات مستعصية، ‏عاصفة ديبلوماسية كتلك التي هبت قبل 48 ساعة على خلفية كلام وزير الخارجية في حكومة ‏تصريف الأعمال شربل وهبه. ‏

وإذا كان قرار وهبه بالتنحي عن مهامه قد ساهم إلى حد ما في تنفيس أجواء التوتر في الداخل ‏اللبناني، وصولا إلى دول مجلس التعاون الخليجي وتحديدا المملكة العربية السعودية، إلا أن ‏الخشية من أن تكون مفاعيل الأزمة سببا في تجميد الحركة التي تقوم بها المملكة من خلال ‏سفيرها في لبنان وليد البخاري على الخط السني لاستعجال تشكيل حكومة إختصاصيين ومستقلين ‏لا أكثر ولا أقل. فهل تبطئ "عاصفة وهبه" الحراك السعودي أم تكون المفتاح الذي سيسرع في ‏عملية التشكيل على قاعدة "ربّ ضارّة نافعة".‏

‏"مما لا شك فيه أن تصريحات وهبه أحدثت صدمة لدى الرأي العام اللبناني ودول مجلس التعاون ‏الخليجي وفي مقدمتها السعودية إلأ أن ردود الفعل أمس واليوم أثبتت أنها وطنية بامتياز وليست ‏شأنا إسلاميا سنيا بحتا". بهذه العبارات يبدأ رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي ‏الشيخ خلدون عريمط كلامه عن تداعيات عاصفة الوزير وهبه ويوضح عبر "المركزية" أن ‏‏"العلاقات بين لبنان والسعودية ودول الخليج العربي تاريخية ومتجذرة، ولا يغيب عن بال أحد ‏الدور الذي لعبته المملكة ودول الخليج في إنقاذ لبنان واخراجه من مستنقع الحروب العبثيه قبل ‏وثيقة الطائف وبعدها ، واحتضان دول الخليج العربي للبنان الدولة والمؤسسات والشعب".‏

ما بعد العاصفة ليس كما قبلها، ومحركات المملكة والمساعي التي بدأها البخاري على خط الملف ‏الحكومي لن تُطفأ بحسب الشيخ عريمط "على العكس قد تسرع في تشكيل حكومة إختصاصيين ‏لا تنتمي ولا تتأثر بالصراعات السياسية الحاصلة على الساحة اللبنانية، وغير مرتبطة بتنظيمات ‏حزبية، لأن الهدف إنقاذ لبنان دولة ومؤسسات وشعبا، وليس الإستماتة في الدفاع عن هذا الزعيم ‏أو ذاك المسؤول، أو الدخول في لعبة المحاور".‏

وعن حراك السفير البخاري في الشارع السني قال "أثبتت التجارب أن السعودية لا تتدخل في ‏الأسماء ولا في استبعاد هذا أو تقريب ذاك. ما يهم المملكة أن يكون لبنان حرا سيدا عربيا مستقلا ‏وأن ينهض من كبوته وهذا لا يتحقق إلا من خلال حكومة تشبه لبنان العيش الواحد المتنوع، ‏وليس لبنان الذي يشكل حديقة خلفية لإيران ومشروعها المذهبي في المنطقة، وخير من يقوم بهذه ‏المهام الرئيس المكلف سعد الحريري بما له من علاقات عربية ودولية ". ‏

الدور الذي تلعبه المملكة في تسريع تشكيل الحكومة لا يقارن بالمحور الإيراني "فالمشروع ‏الإيراني ليس عربيا، وهو، اي الايراني، عمل ويعمل باستمرار على إنشاء جيوش بديلة عن ‏الجيش الوطني ويدعمها. في المقابل، لم تتدخل المملكة العربيه السعودية وقيادتها، ولم تنشئ يوما ‏ميليشيا تابعة لها لا في بيروت ولا سوريا ولا العراق ولا اليمن؛ ولم تحجز يوما لا موقع الرئاسة ‏الأولى أو الثانية أو الثالثة. المشروع الإيراني فعلها عبر حلفائه في لبنان. من هنا لا تصح ‏المقارنة".‏

إذا سلمنا بمقولة "ربّ ضارة نافعة" هل ثمة بوادر لولادة الحكومة قبل أن يلفظ لبنان دولة ‏ومؤسسات وشعبا أنفاسهم الأخيرة؟

يجيب الشيخ عريمط بسؤال: "هل لدى الرئيس ميشال عون ورئيس الظل جبران باسيل النية في ‏أن يكونا جزءا من مشروع نهوض البلد، أم أنهما يؤسسان لعقد إجتماعي جديد، أو مؤتمر ‏تأسيسي جديد نزولا وتلبية لرغبة المشروع الإيراني عبر ذراعه في لبنان حزب الله؟ وهل لا ‏يزال عون وباسيل متمسكين بدستور وثيقة الطائف الذي أقسم عليه الرئيس عون اليمين في ‏المجلس النيابي فور انتخابه رئيسا، أم أنه يسعى لاستبدال وثيقة الطائف بأخرى تشبه اتفاق ‏مارمخايل بينه وبين حزب الله والنفوذ الايراني في لبنان"؟.‏

ويختم: "مجرد الإجابة على الأسئلة يعطي الجواب اليقين على موعد ولادة الحكومة الموعودة".‏




المركزية