على الرغم من اعلان التوصل لوقف لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة على اثر الاشتباكات التي شهدها بين عناصر من الأمن الوطني الفلسطيني وحركة فتح من جهة وبين عناصر مما كان يسمى تنظيم " جند الشام " على محور حي الطوارىء ( معقل الأخيرة ) -–البركسات ( معقل فتح ) ، بقي الوضع في عين الحلوة وفي حي الطوارىء المتداخل بين المخيم ومنطقة التعمير( التي يقطنها لبنانيون وفلسطينيون ) متأثرا بتداعيات ما جرى على عدة مستويات :
- الأضرار والخسائر المباشرة بالممتلكات التي لحقت بعدد من المواطنين الفلسطينيين واللبنانيين جراء الاشتباكات.
-عدم عودة الحياة الطبيعية الى حي الطوارئ ومحيطه ومنطقة البركسات المواجهة ومراوحة حال الحذر مسيطرة على الشارعين المتقابلين بسبب استمرار المخاوف من تجدد الاشتباكات – رغم طمأنة الأطراف المعنية .
- بقاء عدد كبير من العائلات التي كانت نزحت من حي الطوارئ ومحيطه تحت نيران الاشتباكات في الأماكن التي نزحت اليها عند أقارب في التعمير او الفيلات او بعض احياء صيدا.
وتعتبر أوساط فلسطينية انه لا يمكن الحديث عن طي صفحة الاشتباكات في عين الحلوة قبل الإجابة على ثلاثة تساؤلات تفرض نفسها" من يقف وراء "افتعال " الإشكال الذي حصل في حي الطوارىء وكان سببا في توقيف المطلوب مصطفى الفران. وكيف تمت بهذه السرعة عملية " احتجازه " وتسليمه من قبل عناصر فتحاوية دون علم قيادة القوة المشتركة او حتى قيادة فتح نفسها . ومن اطلق الرصاصة الأولى بعد الظهر التي كانت شرارة اندلاع الاشتباكات، رغم التطمينات من كلا الطرفين فتح والقوى الإسلامية نهاراً الى ان الاتصالات نجحت في احتواء تداعيات تسليمه .مضافا الى كل هذه التساؤلات ، سؤال اهم " من سيعوض عن الأضرار التي الحقتها الإشتباكات بالممتلكات من بيوت ومؤسسات وسيارات !.
وبطبيعة الحال ، ترى هذه الأوساط انه لا يمكن الإجابة بموضوعية على كل هذه التساؤلات من دون تحقيق جدي وشفاف بما جرى ، لتحديد السبب الفعلي لاندلاع الاشتباكات في ظل تبيان بين رأيين " الأول يعتبر ان "أساس المشكل ليس التسليم او طريقة التسليم وانما الاشكال الذي سبقه والاعتداء الذي اعقبه على عناصرفتح"، بينما يعتبر الراي الآخر ان "سبب ما جرى هو الطريقة التي جرى بها استدراج الفران وتوقيفه ثم تسليمه دون العودة الى الاطار الفلسطيني المشترك أي القوة المشتركة "! .
خطاب
رغم تأكيد امين سر القوى الإسلامية في المخيم رئيس الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب "ان ذيول الحدث الأمني الذي شهده المخيم انتهت وان ما يجري حاليا هو متابعة لنتائجه وما الحقه من تسبب بهذا الحدث المؤسف من اضرار على الناس، ومعالجة تداعياته ومحاولة الوصول الى صيغة تحول دون تكرار ما جرى ثانية " ، الا ان خطاب يعتبر انه كان بالإمكان تلافي ما حصل فيقول "عملية تسليم أي مطلوب في المخيم كانت تتم في السابق من خلال القوة المشتركة التي تتمث فيها جميع القوى الوطنية والإسلامية ، ولكن هذه المرة لم يحصل الأمر بهذه الطريقة ما تسبب ربما بإشكالية وكان سبباً لحصول هذا الخلاف ".
وعما اذا كان هناك من خصوصية للشخص المطلوب الذي جرى تسليمه يقول خطاب "هو فرد ليس له عشيرة ، هو محسوب على جند الشام وكان يمكن ان يعالج الأمر معهم قبل حصول ما حصل وعلى الأقل كان يمكن ان يطلب منه مغادرة المخيم او المنطقة التي هو فيها .
وإذ يؤكد خطاب على ان ما جرى لم يهز الثقة المتبادلة بين مكونات هيئة العمل الفلسطيني المشترك وتحديد بين القوى الإسلامية وفتح ، يقول انه " قد يحدث خلل أحياناً في مكان ما وتتم معالجته ، وهناك تصرفات يقوم بها افراد قد لا تكون بأمر من القيادة ، وربما أشخاص يجتهدون على الأرض ويرتكبون بعض الأخطاء من دون علم او موافقة القيادة ، لكن يبقى الحوار والتفاهمات قائمة ونحن حريصون على ان يبقى هذا التفاهم وهذا التواصل قائما ضمن هيئة العمل الفلسطيني المشترك وهي الخيار الأنسب لمعالجة أي مشكلة " .
وردا على سؤال حول من يعوض على الناس الذين تضررت ممتلكاتهم جراء الاشتباكات الأخيرة يشير الشيخ خطاب ان هذا الأمر سيتم البحث به .
شبايطة
يعتبر امين سر قيادة حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة ان " ما حصل السبت في عين الحلوة هو اعتداء واضح من عصابات متشددة لـ"خربطة" وضع المخيم ، وان هذه العصابات قامت بالتحصن بمدارس ومؤسسات الأنروا وبإطلاق النار العشوائي بكل الاتجاهات ".
ويرى شبايطة" ان المسألة ليست مسألة تسليم مطلوب وان المشكلة لم تبدأ بتسليمه بل بدأت بإشكال فردي . ويقول "هذا الرجل ( الفران) مطلوب اساساً بجريمة قتل ورغم ذلك فهو لم يسلم بقرار من قيادة فتح. وقد تفاجأنا بما حصل ولم يكن لدينا علم كفصائل ان هناك اشكالاً بين شخص من فتح مع اخرين وبين هذا الشخص المذكور واخرين انتهى لتسليمه الى الدولة كونه تبين انه مطلوب .. لكن هذا لا يبرر ان تجتمع عصابات وترهب وتعتدي على أهلنا بإطلاق النار في المخيم وخاصة حي الطوارئ والتعمير الذي فيه لبنانيون وفلسطينيون ونحن منذ امس نعالج الأمور وما زلنا نتابع معالجتها حتى لا تحدث أية تفاعلات جديدة ".
ويضيف " نحن منذ البداية عملنا على تهدئة الوضع والدليل على ذلك ان الاشكال بقي محصوراً بزاوية معينة ولم يكن لدينا مشروع او قرار بتوسيع المشكلة لكن اجبرنا كحركة فتح والأمن الوطني ان نرد على مصادر النيران التي اطلقت باتجاه المخيم وحي البركسات ".
واذ يؤكد ان "ما حصل لن يؤثر على العلاقة بين فتح وبين باقي مكونات هيئة العمل الفلسطيني المشترك وخاصة مع القوى الإسلامية الممثلة ضمن هذا الإطار" ، يعتبر شبايطة ان "ما جرى في عين الحلوة امس يحتاج لنقاش منعاً لتكراره ".
ويرى شبايطة ان "موضوع التعويض عن الأضرار يتحمل مسؤوليته من فتح هذه المعركة "، ويقول" نحن كنا نرد على مصادر النيران وندافع عن انفسنا، ومن افتعل الاشكال وبدأ باطلاق النار العشوائي باتجاه المخيم والطوارىء وارهب اللبنانيين والفلسطينيين هو من يتحمل مسؤولية ما حصل من اضرار ".
رأفت نعيم