أخبار لبنان

بيروت إلى العتمة نهاية الشهر... والمناطق الأخرى على خطاها!‏

تم النشر في 23 تشرين الأول 2021 | 00:00

رغم الأمال، ولو الضيئلة، التي كانت معقودة على الحكومة الجديدة حيث كان من المفترض بها ‏لجم سرعة الانهيار الذي تغرق فيه البلاد، على الأقل في القطاعات الحيوية، لتأمين الحدّ الأدنى ‏من مقومات الحياة في مرحلة انتقالية تسبق موعد الانتخابات النيابية، يبدو أن وجود الحكومة ‏مثل عدمه‎. ‎

فالطبقة الحاكمة لم تكتف بإفلاس مؤسسة كهرباء لبنان، وقطع خدماتها عن اللبنانيين، بل لا ‏تكترث أيضاً للحل البديل، عنينا المولدات. إذ بات هذا القطاع يؤمن ما بين 22 و23 ساعة من ‏الكهرباء، في حين أنه ينزف منذ اشهر ويحاول تفادي أكثر من سبب يغرق البلد في العتمة ‏الشاملة عبر بذل كل الجهود الممكنة، لكن هذه المرة اصبحت العتمة التامة أمرا واقعا لا مهرب ‏منه بعد ان تم القضاء على قطاع كان يلفظ أنفاسه الأخيرة من دون أن يرف للمسؤولين جفن‎.‎

هذا الكلام يأتي بعد تقدّم "أصحاب المولدات في بيروت (الأشرفية، المدوّر، الرميل، الصيفي، ‏المرفأ) بكتب إلى وزارة الطاقة والمحافظة والبلدية يعلنون فيها التوقف عن تشغيل مولداتهم ‏خلال مهلة أقصاها نهاية الشهر الجاري، على أن تسجلّ الكتب الإثنين المقبل في الوزارة"، وفق ‏ما كشفه رئيس تجمّع أصحاب المولدات الخاصة عبدو سعادة لـ "المركزية"، لافتاً إلى ان "كتابا ‏آخر مشابها جهّز أيضاً من قبل مولدات طريق الجديدة"، مؤكّداً أن "المناطق الأخرى على ‏خطاهم سائرة، والأزمة ستمتد إليها". وذكّر أن "سبق لنا ونبّهنا من أن بعد 15 الجاري سيبدأ ‏‏"كسر القطاع" بالتجلي والظهور إلى العلن". ‏‎ ‎

وأوضح سعادة أن "لم يعد من إمكانية للمولدات بالاستمرار في تقديم خدماتها"، مفنداً الظروف ‏القاهرة والخسائر المادية التي أدت إلى اتخاذ قرار الإطفاء "فالتسعيرة الرسمية مجحفة، والجباية ‏لا تكفي لتغطية كلفة تشغيل أسبوعين إذ إن معدّل الكلفة الشهرية يتراوح ما بين الـ 400 والـ ‏‏500 مليون ليرة لبنانية، أما صاحب المولد فعاجز عن تأمين المبالغ الكافية لشراء المازوت حيث ‏فاق سعر الطن الـ 700$. وأكثر من ذلك يتم إلزامه بتركيب عداد على نفقته، مع العلم أن في ‏مؤسسة كهرباء لبنان يسدد المواطن ثمنه. مع الإشارة أيضاً إلى أن ثمن المولدات وأكلاف ‏صياتنها وقطع الغيار والزيوت والفلاتر تحتسب بالدولار، ما يعني أن صاحب المولد يسدد كل ‏الأكلاف التشغيلية بالعملة الصعبة مقابل تسعيرة بالليرة اللبنانية وهو ملزم على تقاضي الفواتير ‏بالعملة الوطنية. هذا عدا عن عدم قدرة المشتركين على تسديدها وتلاعب عدد منهم بالعدادات ‏والقواطع وسرقة الطاقة والتعليق على كابلات المولدات ويتم غض النظر عنهم"، سائلاً "كيف ‏تضمن الاستمرارية في ظلّ هذا الواقع؟ من أين نأتي بالمال؟‎" ‎‏.‏

‎"‎ومنذ رفع الصوت بداية الشهر الجاري لم تتخذ وزارة الاقتصاد أي مبادرة لمحاولة التوصل إلى ‏حل"، حسب سعادة، مضيفاً "تأملنا بالحكومة الجديدة على أساس أن تبدّي التبادل في وجهات ‏النظر خلال تعاملها مع القطاع، لكن ما من أمل فيها حتى. رغم الساعات الطويلة التي نؤمن ‏خلالها الكهرباء لا نسمع من يسألنا عن مشاكلنا وهواجسنا لمساعدتنا على مواصلة نشاطنا"‏‎.‎