أصدر المركز التربوي للبحوث والإنماء ملخصاً باللغة العربية عن التقرير الوطني لاختبار تيمز 2015 الذي صدر أساسا بصورة مفصلة باللغة الإنكليزية، وقام المركز التربوي بدراسة نتائج هذا الاختبار لاستخلاص عدد من العوامل التي تؤثر سلبا أو إيجابا على تحصيل الطلاب بغية تحسين جودة التعليم ونتائجه.
وتبين من خلال هذا الملخص أنّ اختبار تيمز المدعوم من الرابطة الدولية لتقييم الإنجازات التعليمية (IEA) تحت إشراف المركز الوطني للإحصاءات التعليمية (NCES) والذي يخضع لإشراف وزارة التعليم في الولايات المتحدة، يتم إعداد اسئلته لتزويد المعنيين بالشأن التربوي بمعلومات دقيقة، وللتمييز بين الدول حيال الولايات المتحدة وذلك في ما يخص تحصيلات الطلاب في الصف الرابع أساسي والصف الثامن أساسي.
ويخضع الطلاب لهذا الاختبار مرة كل أربع سنوات، ويشمل مادة الرياضيات ومواد العلوم: علوم الحياة، فيزياء وكيمياء.و يتم الحصول على البيانات من خلال خمس طرق وهي : اختبار خطي للمتعلمين، وتحليل المنهاج، وتعبئة استمارات من جانب الطلاب والأساتذة ومديري المدارس، ودراسة سياسة التعليم ووسائل الإيضاح التي يستخدمها الأساتذة في الصف كمقاطع الفيديو والتكنولوجيا الحديثة...، بالإضافة إى ذلك فقد تم إخضاع طلاب المرحلة الثانوية في دول مختلفة لاختبار "تيمز متقدم" في الرياضيات والفيزياء. ويعتبر اختبار تيمز الأكثر شمولية إذ يعمل على تقييم أداء الطلاب في دول مختلفة، وتشمل المعلومات المُحصَلة تأثير الأساتذة على الطلاب والطرائق التي يستخدمونها في التدريس والمناهج التي يعتمدونها.
وشارك في الدورة الأخيرة لاختبار تيمز في العام 2015 طلاب الصفين الرابع والثامن أساسي من 60 دولة مختلفة. أما اختبار التيمز المتقدم فقد شارك فيه طلاب الصف الثاني عشر من 9 دول مختلفة. أما لبنان فقد شارك باختبار تيمز للصف الثامن وباختبار تيمز المتقدم للصف الثاني عشر.
ويتمحور تقييم المواد في اختبار تيمز حول موضوعين هما :
أ : موضوع محتوى المادة التي يتم تقييمها،
ب: المجال المعرفي أي عمليات التفكير والقدرات الذهنية المكتسبة (المعرفة، والتطبيق والتعليل) لدى المتعلمين في المادة التي يتم تقييمها.
ولقد كان معدل التحصيل في لبنان للصف الثامن أساسي في مادة الرياضيات ٤٤٢ (٣,٦) في العام ٢٠١٥ أدنى من المعدل الدولي الوسطي الذي بلغ ٥٠٥ ، وأدنى من معدل التيمز الذي بلغ ٥٠٠، وحاز لبنان مجموع 398(5.3 )وهو أدنى من المعدل الوسطي الدولي الذي بلغ 486 ، وكان معدل كل مادة من مواد العلوم كالاتي: كيمياء ٤٣٨ والفيزياء ٤١٢ وعلوم الحياة ٣٦٦ وعلوم الأرض ٣٦٥ ، وبالتالي كان معدل كل من مادتي الفيزياء والكيمياء أعلى من معدل مادة العلوم في لبنان ولكن معدل مواد العلوم كافة كانت أدنى من معدل المادة دوليا.
لقد شارك في هذا الاختبار طلاب الصف الثامن أساسي من القطاعين الرسمي والخاص، وبلغ عددهم ٣٨٧٣ من ١٣٨ مدرسة تعتمد اللغة الإنكليزية وأو الفرنسية في تعليم الرياضيات والعلوم.
وقام المركز التربوي بدراسة نتائج هذا الاختبار لاستخلاص بعض العوامل التي تؤثر سلبا أو إيجابا على تحصيل الطلاب بغية تحسين جودة التعليم ونتائجه.وفي ما يأتي عرض لأهم النتائج التي تم الحصول عليها من خلال هذه الدراسة وهي مشتركة بين المواد الدراسية كافة (الرياضيات والعلوم) المعنية في اختبار تيمز.
لقد بينت الدراسة أن تحصيل المتعلمين كان الأفضل بالرياضيات ومن ثم الكيمياء وبعدها الفيزياء وعلم الأحياء وأخيرا علم الأرض. ولم تظهر نتائج اختبار تيمز ٢٠١٥ تاثيرا واضحا للغة التعليم أو الجندر على الرغم من تفوق بسيط للفتيات على الذكور في اختبار العلوم. وتبين أن نتائج طلاب المدارس الرسمية هي أعلى بقليل من نظرائهم في المدارس الخاصة.
وقد أُدرجت المحافظات بحسب الترتيب التنازلي لنتائج اختبار التيمز كالاتي : البقاع, شمال لبنان, جبل لبنان وضواحيها، النبطية، بيروت، وجنوب لبنان.
ولقد أظهرت نتائج المواد ان هناك مواضيع عديدة مطلوبة في اختبار تيمز وهي لا تدرس في الصف الثامن أساسي في كل مواد الاختبار وإن بنسب مختلفة (٣٠٪ في الرياضيات).
وبينت الدراسة في المواد كافة (الرياضيات والعلوم) أن نتائج الطلاب كانت متدنية نسبة لنتائج نظرائهم الدولين في كل مستوى من مستويات المجال المعرفي الثلاث (المعرفة والتطبيق والتعليل) وكانت النتائج الأدنى لمستوى التعليل. أما بالنسبة إلى أنواع الأسئلة ، فإن الاختلاف المطلق في النتائج كان في الأسئلة المفتوحة والأسئلة التي تتضمن مستندات مثل الرسوم البيانية والجداول.كما بينت نتائج أفضل لدى الطلاب في المسائل التي تستخدم بصياغتها فعلا إجرائيا (خصوصا في الرياضيات).
اما بالنسبة الى تطابق لغة الاختبار مع اللغة الأم فكانت نتائج الطلاب اللبنانيين عكس النتائج على المستوى الدولي أي لم يكن لها تاثير.
إن أدنى المعدلات حققها الطلاب الذين أفاد مديروهم بأن مدارسهم تتأثر بوجود النقص في الموارد.
وتبين على الصعيدين اللبناني والدولي أن الطلاب الذين يعانون من تسلط الأقران يحرزون نتائج أدنى من أولئك الذين لا يتعرضون لذلك. كما تؤثر نسبة الغياب المرتفعة على تدني نتائج تحصيل الطلاب. وأن اهتمام الطلاب في المادة له تأثير إيجابي على نتائج الطلاب. كما أن النتائج الأفضل حصل عليها الطلاب الذين يتعلمون لدى أساتذة متخصصين بالمادة وبالتعليم. وبينت الدراسة تأثير الموارد التعليمية المنزلية على نتائج العلوم أكثر من تأثيرها على نتائج الرياضيات.
وبينت النتائج أنه لا يوجد تأثير إيجابي لعدد ساعات تدريس المادة أو للوقت الذي يمضيه الطلاب في إنجاز واجباتهم.
وكانت أهم التوصيات لها علاقة بإعادة النظر بالمناهج لكي تتضمن المفاهيم العلمية المتوافق عليها عالميا لهذا الصف وإعادة النظر بالمواضيع التي علق العمل بها، وأخرى لها علاقة بتدريب الأساتذة حول كيفية اعتماد استراتيجيات تسمح بتنمية المهارات الذهنية العليا. وعلى مستوى الأبحاث العلمية لا بد من استكمال هذه الدراسة بأخرى تسمح بتحديد المفاهيم الخاطئة لدى المتعلمين اللبنانين.
ملاحظة: للمزيد من التفصيل يمكن مراجعة التقرير على موقع المركز التربوي للبحوث والإنماء www.crdp.org