يستمر الوضع في مخيم عين الحلوة في صيدا محور متابعة سياسية وأمنية فلسطينية ولبنانية بهدف إخراجه من دائرة التوتر الأمني الذي يشهده على خلفية أحداث ليل الأربعاء ، والتي اسفرت عن وقوع قتيل وسبعة جرحى ، في انتكاسة أمنية هي الأولى التي يشهدها المخيم منذ أشهر ، بدأت بتعرّض مجموعة من حركة فتح لإطلاق نار من قبل احد المسلحين ما اسفر عن إصابة أحد عناصر الحركة محمود زبيدات - الذي توفي لاحقاً- وتطورت الى اشتباكات بينها وبين عناصر مسلحة تابعة لتنظيم "جند الشام سابقاً" .
وفي هذا الاطار عقد بعيد الواحدة ظهراً اجتماع طارىء لهيئة العمل الفلسطيني المشترك في المخيم بمشاركة ممثلين عن فتح والقوى الإسلامية بما فيها العصبة ، خصص لتدارس الوضع الأمني المستجد وتطويق ذيول ما جرى ونزع كل أسباب التوتر .
و علم "مستقبل ويب" أن عائلة زبيدات – التي لم تحدد حتى الآن موعد دفنه - ومعها قيادة فتح يطالبان بتسليم المتهم بإطلاق النار والملقب بـ " الخميني " الى السلطات اللبنانية ، فيما عائلة الأخير ومعها عصبة الأنصار يصرون أولاً على تشكيل لجنة للتحقيق بملابسات ما جرى ليبنى على الشيء مقتضاه .وبالتالي فإن تطورات الوضع الأمني في المخيم مرهونة بما سيخرج به اجتماع هيئة العمل الوطني .
جولة وتفقد أضرار
وفي جولة في بعض الأحياء والشوارع التي كانت مسرحاً لإشتباكات الأمس ، بدت وكأنها ساحة حرب ، رصاص وشظايا قذائف صاروخية اخترقت أبواب وجدران منازل ومحال تجارية وسيارات ، فيما خرج أصحابها لتفقد الأضرار الجسيمة التي لحقت بها ، فيما الحركة في معظم الشوارع خجولة والمؤسسات والمحال التجارية كما مدارس الأنروا مقفلة تخوفاً من تجدد الاشتباكات . وحده الحذر والترقب يرافق العابرين في هذا الشارع أو ذاك ، بينما تراجع الظهور المسلح من كلا الطرفين الى محيط معاقلهما .
يقف حسان الميعاري ضارباً كفاً على كف وهو يعاين سيارته المتضررة ويقول " في كل مرة يتقاتلون فيها نحن من يدفع الثمن ، سياراتنا وبيوتنا تضرب وتحرق ، ونحن نركض وبشق الأنفس كي نأتي بلقمة العيش لأولادنا . هذه السيارة " حيلتي وفتيلتي .. حتى دولابها عم رقعو ترقيع لأن مش قادر اشتري دولاب .. بيتنا انخرب.. بسبب مشاكل ما النا فيها ناقة ولا جمل .. مين بيعوض عليّي ولمين بشكي همي إلا لله تعالى " .
صرخة شاب فلسطيني
ونشر شاب فلسطين من أبناء المخيم رسالة مصورة له عبر وسائل التواصل الاجتماع شكلت بمثابة صرخة خاطب فيها قيادات وفاعليات المخيم بضرورة " وضع حد لهذا النزف " مطالبا بتشيكل قوة فصل للتدخل عند أي اشكال منعاً لتحوله الى اشتباك يدفع ثمنه المخيم وأهله .وقال " حرام ما يجري ، شعبنا في فلسطين على أبواب الانتفاضة الثالثة ، وكل يوم يقدم شهداء وتضحي المقاومة المستقلة والعرين والشباب في سبيل الوطن ونحن في المخيم نطلق النار على بعضنا البعض .. اتقو الله ".
رأفت نعيم