أيام قليلة ويتبيّن الخيط الابيض من الخيط الاسود، من مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويتحدد مسارها إنْ في اتجاه اكمالها وترجمتها بحوار السبعة ايام لعلّ هذا الحوار يتمكّن من اختراق جدار التعطيل الرئاسي، وبالتالي الاحتفال بانتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية الشهر الجاري، وإمّا في اتجاه تعليقها وإلحاقها بما سبقها من دعوات ومبادرات حواريّة فشلتها المزايدات والمكابرات.
واذا كان الرئيس بري قد وَقّت مبادرته في لحظة يعتبرها الأخطر على مصير لبنان ووجوده، لاطلاق حوار شامل ببند وحيد هو الملف الرئاسي، يجمع كلّ الأطراف السياسيّة من دون استثناء أيّ منها، للتشارك في انقاذ الهيكل اللبناني، والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، باعتباره المدخل لاعادة انتظام الحياة في لبنان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، إلا أنّ ما قابلها من اعتراضات صريحة من اطراف تسمّي نفسها سيادية، أو اعتراضات مقنّعة من اطراف اخرى، بمواقف ملتبسة مغلفة باشتراطات ترهن مشاركتها بحوار بالقبول بشروطها، يعكس بما لا يرقى اليه الشك، إرادة بإبقاء الوضع على ما هو عليه من تأزّم وتعطيل.
ووفق معلومات "الجمهورية" فإنه على الرغم من المواقف الاعتراضية، وكذلك المواقف التي وصفت بأنّها غير مشجعة، فإنّ الخطوة التالية للرئيس بري، المرتبطة بمبادرته، سواء لجهة تحديد موعد الحوار وتوجيهات الدعوات الى الاطراف المعنية بهذا الحوار، قد يبادر اليها رئيس المجلس خلال فترة اقصاها الاسبوع المقبل". وعلى ما يقول معنيون بالمبادرة لـ"الجمهورية": ما طرحه رئيس المجلس قاله بصراحة وعلناً امام الجميع في الداخل والخارج، وقدم للاطراف السياسيين فرصة اخيرة للحل الرئاسي، وليتحمّل كل طرف مسؤوليته امام اللبنانيين وكل العالم، في سلوك واحد مِن سَبيلَين، امّا الذهاب الى حوار تعقبه جلسات انتخاب متتالية ومفتوحة حتى يتصاعد الدخان الابيض وننتخب رئيس الجمهورية، وامّا الامعان في الخطيئة التي ترتكب بحق لبنان واللبنانيين".
وتلفت المصادر الى ان حوار السبعة ايام إن انعقد، نتائجه غير محسومة سلفاً، لا لناحية فشله او نجاحه في تحقيق خرق. وقالت ان المهم والمطلوب هو جلوس الاطراف الى طاولة الحوار، ومن بعدها نذهب الى جلسات انتخاب لا بد لها في نهاية المطاف من ان تستولِد رئيساً للجمهورية، لأن الفشل هذه المرة نتيجته الحتمية الدخول في المجهول.
وقال النائب ميشال موسى لـ"الجمهورية": مبادرة الرئيس بري جاءت بشكل جد مدروسة، نلبّي طلبات كل الفرقاء من ناحية الحوار والجلسات المتتابعة والمفتوحة. المطلوب اليوم هو ان نصل الى انتخاب رئيس، وبالتالي لا بد من ان يكون هناك حوار بين الفرقاء، خصوصاً ان مهلة الحوار محدودة بالزمن وليست قاطعة ان نجحت او لم تنجح، خاصة انّ جلسات الانتخاب ستليها حُكماً. فانتخاب الرئيس هو الهدف الاساس في هذه المرحلة.
وحول الاعتراضات قال: حتى الآن، يجب ان ننتظر المواقف النهائية، هناك من سارعَ الى رفض المشاركة، وهناك من هو ليس ضد الحوار، وقد يكون هناك بعض الامور التي تحتاج الى توضيح، وبالتالي لننتظر ردود الفعل النهائية للفرقاء للبناء عليها.
اضاف: اليوم، وفي ظل التخبّط السياسي الذي يعيشه البلد، اؤكد ان على جميع الاطراف ان يضحّوا ويتقدموا خطوات الى الامام من اجل الوصول الى انتخاب رئيس، وهو الامر الذي يعدّ المفتاح الاساسي لاعادة تكوين السلطة. والحوار بالتأكيد يمكن ان يبدّد كل الهواجس لدى الفرقاء ويمكن ان يخلق تفاهمات تُفضي الى انتخاب رئيس.
ورداً على سؤال في حال استمر الفشل في انتخاب رئيس، قال: المبدأ العام من لا يتقدّم يتراجع، وإن لم يبادر الى حلول فعلية، اخشى ان نذهب الى مزيد من الانهيارات.