كتب الإعلامي وسام عبد الله
الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال الحلم
تسعة عشر عاماً على 14 شباط. تسعة عشر مشهدية مستعادة محمّلة بكل أنواع الحزن والصبر، وآلاف الوعود المكرّرة بأننا لن ننساك ولن ننسى تلك الوقفات اللامعات أو ذلك القلب النابض بكل أنواع الحب والإقدام والوفاء والصفاء.
تسعة عشر عاماً سقط فيها الحلم على قارعة طريق، واحترقت الأمنيات مع تلك القافلة وذاك الرماد القاتل.. القاتل لكل أمرٍ وعمرٍ إلا ذكراك العصيّة على الموت الراسخة في الكيان والوجدان. يوم اغتالوك يا شيخ رفيق ورفيق الناس الطيبين، كانوا يعلمون أنهم يغتالون وطناً لا مجرّد شخص، ويعلمون أنهم يغتالون مشروعاً وحلم شعبٍ أحبَّك فافتقدك في يوم الحب.
لكن ما لم يعلموه أن الحلم لا يموت، وأن المشروع سيبقى حيّاً، وأننا سنواصل السعي والنضال بكل الوسائل لتحقيقه. وها هو حامل الراية الشيخ سعد حاضر بيننا بعد غيابٍ قسري، غياب بالجسد لا بالروح، ومعاً سنبقى على الوعد ونكمل مسيرتك، مسيرة شعب كان تنشّق الكرامة معك وعاش معك الأمل ببناء وطنٍ رائدٍ حاضنٍ لجميع أبنائه.
فتحية حبٍّ وأسى للشيخ رفيق الحريري في ذكرى اغتياله. وتحية حبٍّ وترحيب بالشيخ سعد الحريري بمناسبة عودته الميمونة إلى ربوع الوطن وربيع القلوب تهتف له بالترحيب فينتعش الأمل بأن الزمن مهما طال فللحق والحقيقة مسار لا يقوى أحد على تغييره وإن عظمت وسائل القتل والعنف.
يا حامل الراية والأمل والحب، كلنا معك لمواصلة المسيرة. عدتَ إلى الصورة فأعدتنا إلى الضوء من ظلمة اليأس والشك. عدتَ إلى الساحة فأعدت إحياء الذكرى والأمل بأن الوطن لا يموت مهما حاول أبناء الظلام قتلاً وتدميراً.
اليوم نجدد لك الوعد والتسليم برعايتك لهذه العواطف وبقيادتك لهذه المسيرة، وأننا لن نتوانى عن بذل التضحيات حتى بلوغ المرامي المرجوّة.. وهي وإن غلت فلن تبلغ ما بلغته تضحية الرئيس الشهيد الرمز رفيق الحريري الذي رسم بدمه خطاً ثابتاً لن نحيد عنه ولن نخذله مهما بلغت الصعاب أو طال الزمن.