منذ الدقائق الأولى للأمسية نجح حسن عبد الجواد ومعه باسم وعفيف ، في "أَسر" إصغاء الحضور وأخذهم الى فضاء رحب لا متناه من الإبداع الموسيقى والتأثير فيه لحناً وإيقاعاً.. تأثير لامس حد الإبهار، مقدمين بعضاً من المعزوفات الموسيقية من تأليف حسن ، توزعت بين الشرقي والغربي او مزيج بينهما .. الى مقتطفات من بعض جديد مؤلفاته في الموسيقى التصويرية .
يقال إن الأذن تعشق قبل العين أحياناً .. ومع حسن عبد الجواد عزفاً وأداءً ولوحات موسيقية ، تكتمل سماعاً ومشاهدة واندماجاً كل أسباب الإنشداد لموسيقاه ، فكيف اذا أضيف الى كل ذلك ما راكمه لسنوات طويلة من خبرة في مجال التأليف الموسيقي وما يسعى له ويعمل عليه من تطوير أنماط موسيقية او ابتكار أفكار جديدة في هذا المجال ، ومنها ما فاجأ به حضور الأمسية حين أبدع – بمشاركة باسم وعفيف - بتقديم جديده في مجال الموسيقى التصويرية ، ليجد الجمهور نفسه يتابع مشهدية موسيقية متنوعة الإيقاع ومتأرجحة التأثير بين عذوبة اللحن وشجنه حيناً وبين صخبه وثورته وارتفاع نبض ايقاعه حيناً آخر بانسيابية واندماج ، متمكناً من دفة موسيقاه ، يطوع نغماتها كبحار مخضرم يطوّع بدفة قاربه الموج في بحر صيدا !.
هيام لطفي
وكانت الأمسية استهلت بكلمة لأمين عام جمعية الخريجين هيام لطفي اشارت فيها الى أنه"بينما نجتمع اليوم للإحتفال باختتام معرض الكتاب الرائع هذا نشعر بالإمتنان وبالإنجاز ، حيث كان هذا الحدث بمثابة احتفال للمعرفة والخيال وقوة رواية القصة ". وقالت: "بينما نحتفل بعالم الأدب والأفكار ، يجب علينا أيضا ان نعترف بالحقائق القاسية الموجودة من حولنا.. الوضع في جنوب لبنان وغزة يثقل كاهل قلوبنا وعقولنا. وفي خضم تقديرنا للكلمة المكتوبة يجب أن لا ننسى أولئك الذين يتحملون مصاعب وصراعات لا يمكن تصورها .. في لبنان وغزة يواجه عدد لا يحصى من الأفراد تحديات هائلة بما في ذلك الصراع والنزوح والحرمان من الضروريات الأساسية . وان من واجبنا ان نتضامن معهم وندعو الى الحرية والعدالة وحماية حقوق الإنسان".
وأضافت:" نختتم هذا المعرض بروح الابداع والتضامن، ونستمر بالاعتزاز بالكلمة المكتوبة كمصدر للتنوير والإلهام " معربة عن شكرها لكل من ساهم في إنجاح المعرض من منظمين ومؤلفين وناشرين وضيوف شاركوا بفعالياته وزائرين ، و"لجميع الذين كانوا جزءاً من هذه الرحلة " متمنية أن يستمر حب الكتب والبحث عن المعرفة والفن والموسيقى في توحيدنا واضاءة طريقنا الى الأمام" .
حسن عبد الجواد
من جهته شكر المؤلف الموسيقي حسن علي عبد الجواد فشكر منظمي المعرض على استضافتهم له في هذه الأمسية لتكون جزءاً من فعالياته معتبراً أن هذه المشاركة تعني له الكثير ، وأمل أن يكون بذلك يلعب دوراً في دعم المبادرات الثقافية وتحديداً التي تجري في مدينة صيدا". وقال :" من السهل جداً أن يفكر الواحد منا أنه في ظل الظروف التي نمر بها لا دور للفن وللثقافة والموسيقى بشكل خاص، لكن الواقع هو عكس ذلك على الأقل بالنسبة لي ، ففي هذه الظروف الصعبة ، يصبح الفن والموسيقى والثقافة على أنواعها من الحاجات الأساسية لنحافظ على تماسك المجتمع ونبني عليها ايجاباً الى الأمام . شكرا لحضوركم وللجهد الذي بذل في هذه النشاطات "!.
رأفت نعيم