هددت إيران باتخاذ إجراءات صارمة تجاه شبكات التواصل الاجتماعي، في حال تطور التوتر الحالي مع الولايات المتحدة إلى حرب فعلية، وذلك بعد أيام من فضح شبكات التواصل مخططات الخداع الإيرانية على منصاتها.
وجاء التهديد الإيراني على لسان الجنرال في الحرس الثوري، غلام رضا جلالي، الذي قال إن طهران ستحظر بصورة كاملة شبكات التواصل الاجتماعي في البلاد، إن وقعت الحرب، وفق ما أوردت وسائل إعلام إيرانية.
وقال جلالي إن الولايات المتحدة "تستخدم شبكات التواصل من أجل عمليات الحرب النفسية في محاولة للتأثير على عقول الإيرانيين".
وأشار إلى أن لدى واشنطن فرصة لممارسة "القوة الناعمة من خلال استغلال ما قال إنه ضعف إيراني في مجال حماية الإنترنت، فضلا عن الاقتصاد المتردي".
ولفت إلى أن شبكات التواصل والعقوبات توفر سلاحا ذي حدين للولايات المتحدة، ويمكن أن تحرم طهران الأميركيين من هذين الأمرين، عبر غلق شبكات التواصل، حتى يتعذر على واشنطن توجيه الرأي العام في إيران.، وقال إن تأثير العقوبات يمكن أن يتبدد في حال اندلعت الحرب بين الطرفين.
ورغم ذلك، أكد القائد العسكري الإيراني أن احتمال نشوب حرب بين البلدين ضئيل.
وكان جلالي أكد في تصريح الشهر الماضي خلال زيارته مفاعل بوشهر النووي أن التحكم بشبكات التواصل في أوقتا الأزمات أمر يجب أن ينظر فيه بجدية.
ونال جلالي بسخرية كبيرة العام الماضي، عندما اتهم إسرائيل و"دولة أخرى في المنطقة" بـ"سرقة غيوم إيران"، الأمر الذي أدى إلى توقف هطول الأمطار والجفاف تاليا، لكن الأمور تغيرت في الشتاء الماضي، عندما اجتاحت فيضانات كثيرة البلاد.
مخططات إيران
ويبرز تصريح لمرشد النظام الإيراني، علي خامنئي، أهمية شبكات التواصل لهذا النظام، إذ قال:" لو لم أكن قائدا للثورة، لكنت بالتأكيد سأصبح رئيسا للفضاء الإلكتروني".
وإيران التي تدعي أنها تتعرض لحرب عبر شبكات التواصل والإنترنت، تمارس هي الأخرى عمليات خداع وتزوير عبر هذا الفضاء، وقد استخدمت منصات التواصل الاجتماعي لإنشاء صفحات ومواقع موجهة، تنتحل هويات شخصيات ومؤسسات إعلامية عالمية وغيرها.
وأعلن موقع فيسبوك إلغاء أكثر من خمسين حسابا، و36 صفحة، وثلاثة حسابات مزيفة، على موقع إنستغرام، تمّ تشغيلها بشكل لا لبس فيه للترويج للمصالح السياسية الإيرانية، وفق شركة "فايرآي" للأمن الإلكتروني.
وقدم الأفراد الذين يقفون وراء هذا النشاط، أنفسهم، كإعلاميين أو أشخاص آخرين، وحاولوا الاتصال بصناع السياسات والصحفيين والأكاديميين والمعارضين الإيرانيين، وشخصيات عامة أخرى وفق فيسبوك.
تاريخ قمع "السوشال ميديا"
وللنظام الإيراني سجل حافل في مسألة تقييد شبكات التواصل، في ظل السيطرة الكاملة على وسائل الإعلام، ومع اندلاع احتجاجات عارمة في البلاد أواخر عام 2017، أعلن النظام حظر تطبيقي التواصل الاجتماعي "إنستغرام" و"تلغرام".
وجاء حظر النظام لهذين التطبيقين، بعدما رفضا إغلاق حسابات قنوات للمعارضة الإيرانية، مثل "صداى مردم" التي يتابعها مئات الآلاف من المستخدمين.
ولفتت شبكات التواصل الاجتماعي اهتمام النظام الإيراني، في عام 2009، بعدما خرجت حشود الإيرانيين إلى الشوارع احتجاجا على تزوير الانتخابات الرئاسية، فيما عرف حينها بـ"الثورة الخضراء".
وسارع النظام حينها إلى حظر مواقع مثل "فيسبوك"، و"تويتر" بحجة أنها "أداة صهيونية يستخدمها الغرب ضد نظام الملالي".