ثقافة

هذه الكتب.. تدعم صحة الدماغ واللياقة الذهنية

تم النشر في 26 آب 2019 | 00:00

عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على عقلك شاباً وصحياً، فإن القراءة هي هواية رائعة للأشخاص من جميع الأعمار، وعلى الرغم من أن أحد مفاتيح طول العمر هو أسلوب حياة نشط، فإن الراحة والاسترخاء جزء مهم من نمط الحياة الصحي، فبدلاً من مشاهدة بضع ساعات من التلفزيون في نهاية اليوم، حاول التقاط كتاب وقراءته سيشكرك عقلك على التحدي المُتمثل في تعلم شيء جديد.


يُمكن للقراءة أن تُعزز من صحتنا العقلية، وتُساعد في دعم لياقتنا الذهنية، يُمكنها أن تُحسن قدرتنا على التعاطف والإبداع وحتى تجنب الخرف ومشاكل الشيخوخة، هناك فوائد لا حصر لها للقراءة.


هناك أيضاً مجالات بعينها تُمكنك القراءة فيها على دعم صحتك العقلية ومهاراتك الإبداعية، فمثلاً سرد القصص والخيال الأدبي، على وجه الخصوص، قد يساعد في زيادة تعاطفنا مع الآخرين، ويُساعدنا على التفكير بعمق وتأمل المواقف الحياتية المُختلفة بتأنٍّ ما يدعم تحسين المرونة العقلية.


التغييرات الإيجابية في الدماغ الناتجة عن القراءة تستمر حتى بعد توقف القراءة، ما يُشير إلى الفوائد الطويلة الأمد للقراءة، هنا يُمكنك أن تجد فوائد قراءة مجالات مُعينة على صحتك العقلية ولياقتك الذهنية وتحسين مهاراتك الإبداعية.


تُظهر الأبحاث الحديثة أن القراءة يمكن أن تكون مفيدة لصحتك العقلية وعلاقاتك الشخصية، فمن خلال تعلم المفاهيم والأفكار الجديدة أثناء القراءة، يبدأ عقلك في إجراء اتصالات جديدة ومُحاولة رؤية هذه المفاهيم في الحياة اليومية، على سبيل المثال، اقرأ كتاباً عن الهندسة المعمارية وستنظر إلى المباني بشكل مختلف.


ووجدت إحدى الدراسات أن الخيال الأدبي، الذي يُحاكي حياتنا اليومية، يُزيد من قدرتنا على الشعور بالتعاطف مع الآخرين، أعطيت الدراسة المشاركين إما الخيال الأدبي أو مواد القراءة غير الخيالية، وفور الانتهاء من ذلك، حصلوا على اختبار لقدرتهم على تعاطف، وكانت النتيجة أن أولئك الذين قرأوا الرواية الأدبية أثبتوا أن لديهم استجابة أكثر تعاطفاً.


وأظهرت بعض الدراسات أن قراءة الشعر والنصوص الأخرى التي تتميز ببعض الغموض وتتطلب من القارئ أن يسأل عن المعنى تُسبب تغيرات رائعة في أنماط نشاط الدماغ، ففي إحدى الدراسات، طُلب من الناس تقييم بعض من النصوص الشعرية، وكان عليهم إعادة التفكير أكثر من مرة في المعنى أثناء القراءة، وعند قراءة نصوص أكثر تعقيداً، أظهرت فحوصات الدماغ نشاطاً مُتزايداً في مناطق رئيسية من الدماغ.


ووجدت إحدى الدراسات أنه بعد قراءة الخيال، يكون لدى الناس قابلية أقل للانغلاق على أنفسهم وأفكارهم، خلال الدراسة طُلب من المشاركين قراءة إما مقال أو قصة قصيرة، بمجرد الانتهاء تم تقييم حاجتهم للانغلاق المعرفي، وكانت النتيجة أن قراء القصة القصيرة، أبدوا انخفاضاً كبيراً في حاجتهم للانغلاق المعرفي مُقارنةً بقراء المقالات.


وتُظهر الأبحاث أن القصص تؤثر على الدماغ نفسياً وعصبياً، فقد وجدت دراسة تم فيها فحص أدمغة المشاركين قبل وأثناء وبعد خمسة أيام من قراءة رواية، وقد وجدوا أن التغيرات العصبية مستمرة، وتوصلت النتائج إلى أن هناك تغييرات في حالة الراحة في الدماغ بعد أن يكون المشاركون قد انتهوا من قراءة الرواية.


ولقد تم إثبات أن أنشطة تحفيز الدماغ، مثل القراءة، يُمكنها درء التدهور العقلي والحالات المرضية المُرتبطة بالشيخوخة مثل الخرف وحتى مرض الزهايمر، وقد وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين قرأوا في وقت سابق في الحياة لديهم انخفاض بنسبة 32٪ في انخفاض القدرات العقلية في الشيخوخة.


ويمكن أن يكون التاريخ ساحراً تماماً، اختر حقبة تروق لك لكي تغوص فيها، سيحصل عقلك على تمرين ليتذكر الأحداث والأشخاص والأوقات، من خلال كتب التاريخ يُمكن لعقلك أن يُدرك بُعد أكثر عُمقاً للحياة، من خلال التعرّف على كيفية قيام الأمم، وكيف تنتهي الإمبراطوريات، وكيف تترابط الثقافات.