ثقافة

فرنسا "تحتضن" المعاناة الافريقية.. برسومات فنانيها!

تم النشر في 5 تشرين الثاني 2019 | 00:00

تبدأ يوم الجمعة المقبل في قاعات مركز "كارو دو تامبل" في حي الماري التاريخي في باريس، الدورة ‏الرابعة لـ"أكا"، المعرض العالمي المخصص للفنون المعاصرة في القارة الإفريقية. تشارك في تظاهرة هذه ‏السنة أكثر من أربعين صالة عرض تضم أعمالاً لمئة وخمسة وعشرين فناناً قدموا من أربعين دولة منها ‏دول المغرب العربي. سوق فنية تعد الأولى من نوعها في العاصمة الفرنسية لأنها مخصصة بأكملها ‏للإبداع الإفريقي المعاصر ولكل فنان يستوحي من عوالم القارة الإفريقية.‏

جاء الفنانون من جنوب إفريقيا وكينيا وإثيوبيا والكاميرون والسنغال والكونغو وساحل العاج والمغرب ‏ومصر والجزائر وتونس والبرازيل والولايات المتحدة وفرنسا. بعضهم لم يفارق وطنه الأصلي، وبعضهم ‏الآخر يعيش بين عالمين ويتنقل من بلد إلى آخر ومن قارة إلى أخرى. من هؤلاء المغربي حسن حجاج ‏الذي هاجر مع عائلته إلى لندن وهو في الثانية عشرة من عمره لكنه لم ينقطع يوماً عن وطنه الأم مستوحياً ‏عالمه الخاص من تراثه العريق وألوانه المحلية. اختار، منذ الثمانينات من القرن الماضي، فن التصوير ‏الفوتوغرافي وحققت أعماله نجاحاً كبيراً في العواصم العالمية ومنها باريس ولندن ونيويورك، بسبب ‏مناخاتها السحرية وألوانها الجريئة وروحها الساخرة.‏

أما من مصر فيحضر الفنان معتز نصر المولود في الإسكندرية عام 1961 ويشارك باستمرار في ‏البينالات العالمية وهو مثًل مصر عام 2017 في بينالي البندقية السابع والخمسين. تتميز أعماله بالتنوع ‏واعتماد تقنيات مختلفة كالفيديو والرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي وهي تستكشف التحولات الثقافية ‏والاقتصادية في زمن العولمة‎.‎



ترجع فكرة إطلاق هذا المعرض السنوي الكبير الى الشابة الفرنسية الأميركية فيكتوريا مان التي عملت ‏سنوات على تحقيق حلمها بتخصيص معرض دولي بأكمله للفن المعاصر في قارة عانت قروناً طويلة من ‏الاستعمار والعبودية والنهب. فعلى الرغم من العلاقة التاريخية التي تربط فرنسا بالدول الإفريقية، فإن ‏المعارض التي خصصتلمبدعيها المعاصرين كانت نادرة جداً، لأن اهتمامات المتاحف وصالات ‏العرض كانت تنحصر فقط بالفنون الإفريقية التراثية والحرفية ولا تلتفت إلى الابداع المعاصر.‏




من أهداف هذا المعرض إذا، بحسب فيكتوريا مان، التعريف بعدد مهم من المواهب حتى لا تبقى شهرتها ‏محصورة في بلدانها الأصلية والسماح لها بالحضور في عاصمة عالمية للفنون كباريس مما يفتح لها آفاقاً ‏جديدة على الصعيدين التجاري والفني. تشرف على اختيار الفنانين المشاركين لجنة مكونة من نقاد ‏وناشطين في مجال الفنون من جنسيات مختلفة منهم المغربية نوال سلاوي.‏

أهمية هذا المعرض أيضاً أنه يكشف عن نظرة جديدة اليوم باتت تطالعنا على المستويات الفنية الأوروبية ‏وتمس الفنانين الآتين من دول العالم الثالث ومنها الدول التي عاشت طويلاً تحت السيطرة الأوروبية. وهذا ‏يدل على بداية خروج هؤلاء الفنانين من التهميش الذين عانوا منه عقوداً بسبب هيمنة الذهنية ‏الاستعمارية.‏