أصيب 28 من المحتجين وسط العاصمة العراقية بغداد، جراء اشتباكات بين القوى الأمنية وعدد من المعتصمين.
وحصلت حالة من الكر والفر ين المتظاهرين وقوات الأمن، بعد أن عمدت الأخيرة إلى إزالة الخيم من ساحات الاعتصام، لاسيما في الخلاني، كما سمعت صوات إطلاق نار، وقنابل غاز مسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق في ساحة التحرير.
ولاحقت قوات مكافحة الشغب عدداً من المحتجين عند جسر السنك، كما أطلقت الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة 16 محتجاً بحالات اختناق. بينما أفادت مصادر محلية بأن القوات الأمنية أحرقت خيم المتظاهرين بعد اقتحامها جسر السنك، وأزالت الحواجز الخرسانية قرب ساحة الاعتصام في العاصمة.
بالتزامن مع المواجهات، تزايدت أعداد المحتجين في ساحة التحرير، وسط بغداد. في حين أفاد شهود عيان لرويترز، بتقدم قوات الأمن العراقية نحو ساحة التحرير وإطلاق النار على المحتجين.
من جهتها، أعلنت اللجنة التنسيقية للتظاهرات في العراق، أن المحتجين باقون في الساحات حتى تحقيق المطالب التي نزلوا إلى الشوارع من أجلها.
في حين أعلن التلفزيون العراقي الرسمي أن حركة المرور عادت بشكل طبيعي إلى ساحة الطيران، وطريق محمد القاسم السريع، وسط العاصمة، بعد رفع الحواجز.
وجرت تلك المواجهات، بينما كان الناطق باسم العمليات المشتركة أكد سابقاً أن رفع خيم الاعتصام لن يتم إلا بالتنسيق مع المحتجين.
يذكر أن بغداد شهدت، مساء الجمعة، مواجهات أدت، بحسب ما أفادت مصادر طبية عراقية، إلى وقوع 6 قتلى و54 جريحاً، منهم اثنان سقطا في ساحة الكيلاني وسط العاصمة، فيما وقعت مواجهات متقطعة بين القوات الأمنية والمحتجين عند طريق "سريع محمد القاسم".
أما جنوباً، فقد اقتحمت قوات الصدمة ساحة الاعتصام في مدينة البصرة جنوب العراق، فجر السبت، واعتقلت عدة أشخاص. كما سيطرت على ساحة اعتصام فلكة البحرية، وحاصرت المتظاهرين وعمدت إلى إزالة الخيم من ساحة الاعتصام.
ولم تنجح القوى الامنية في فتح الطريق الدولي في البصرة، إلا أنها عززت انتشارها الأمني، مع عودة حركة المرور تدريجياً إلى طبيعتها.
وكان بعض المعتصمين اتهموا قوات الصدمة بحرق الخيم وتنفيذ اعتقالات بالجملة بأوامر من محافظ البصرة.
إلى ذلك، أفاد شاهد عيان بأن قائداً برتبة عميد في الجيش العراقي طمأن المتظاهرين ظهر الجمعة بأن أحداً لن يدخل ساحة الاعتصام أو يفضه، إلا أن قوات الصدمة وبعد أن اطمأن المتظاهرون للقوى الأمنية، اقتحمت الساحة فجر السبت ونفذت اعتقالاتها.
يشار إلى أن قائد عمليات البصرة، الفريق الركن قاسم نزال، كان وجه الجمعة بنزول القوات المسلحة من الجيش العراقي إلى الشارع.
كما أوعز بتأمين المحيط الخارجي، لتواجد المتظاهرين السلميين ومنع دخول المندسين والمخربين إلى ساحات الاعتصام، شريطة عدم الخروج من الأماكن المخصصة لهم وعدم التظاهر في الأماكن العامة والمفتوحة، والتي أدت إلى استهدافهم خلال اليومين الماضيين"، وفق وكالة الأنباء العراقية "واع".
من جهة أخرى، أفادت مصادر "العربية/الحدث" بأن محتجين قطعوا، السبت، طرقا في ساحة الحبوبي بالناصرية مركز محافظة ذي قار جنوب البلاد، بينها جسر الحضارات.
كما أكدت وسائل إعلام عراقية قطع المحتجين للطريق الدولي بمحافظة الديوانية.
وأفاد إعلام شرطة ذي قار أنه لا نية لاستعمال العنف أو فض الاعتصام بالقوة، مؤكدة أنه جرى الاتفاق مع المحتجين على فتح طريق بديل عن الطريق الدولي.
وقالت شرطة ذي قار إنه لا صحة لرفع حالة التأهب أو استدعاء قوات من خارج المحافظة.
ومنذ الـ 20 من الشهر الحالي، شهد العراق صدامات بين عدد من المحتجين والقوات الأمنية، إثر انتهاء المهلة التي حددها المتظاهرون للسياسيين في البلاد من أجل تنفيذ مطالب الحراك، وعلى رأسها تشكيل حكومة مستقلة، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.
كما تشهد البلاد منذ الأول من تشرين الأول الماضي تظاهرات حاشدة انطلقت تحت شعارات مطلبية، لتتحول لاحقاً إلى مطالبة برحيل الطبقة السياسية التي يتهمها المتظاهرون بالفساد والتبعية.