في الوقت الذي امتلأت فيه ساحة التحرير في العاصمة العراقية أمس الأحد بمسيرات رافضة لرئيس الوزراء المكلف حديثاً محمد توفيق علاوي، أمهلت مجموعات من المحتجين علاوي أياماً معدودة للاستقالة. في حين بدا الناشط العراقي الشهير في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار (جنوب البلاد)، علاء الركابي، كمن يغرد خارج سرب التظاهرات بالدعوة إلى فترة "سماح" من أجل اختبار مدى التزام الرئيس الجديد بتطبيق شروط ومطالب الحراك، وفي مقدمتها محاسبة قتلة المحتجين والاعداد لانتخابات نيابية مبكرة.
فقد قدم الركابي اقتراحين إما رفض علاوي مباشرة، ما سيعيد المسألة إلى نقطة الصفر والخلاف مجدداً على اختيار مرشح، بحسب ما قال في فيديو بث مساء الأحد على مواقع التواصل، أو وضع الرئيس الجديد أمام اختبار تنفيذ مطالب الحراك التي تبنى الجزء الأكبر منها متعهدا بتنفيذها في الرسالة التي ألقاها عشية تكليفه رسميا.
في المقابل، أمهل المتظاهرون في مدينة الرفاعي في ذي قار أيضاً، مساء الأحد علاوي ثلاثة أيام للاستقالة والاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة.
وبالتزامن، صدحت أصوات ساحة التحرير رافضة لعلاوي، ولكيفية تكليفه، معتبرة أنه وجه من وجوه السلطة، لا سيما أنه تبوأ مراكز رسمية سابقاً.
قمع السلطات
إلى ذلك، أصدر معتصمو ساحة التحرير في بغداد بيانا مساء الأحد يستنكر عملية القمع التي تمارسها السلطات الأمنية، إضافة إلى عمليات خطف مئات الناشطين وتعرّضهم للتغييب والتعذيب والترويع.
كما استنكر محتجو التحرير التطوّرات الأخيرة في ساحات الاحتجاجات بعد التصادم بين متظاهرين وما يعرف بأصحاب القبعّات الزرق التابعين للتيّار الصدري.
وشددوا على أنّ التظاهر والتعبير بالطرق السلمية حقّ كفله القانون والدستور، وأنّ محاولات فض الاعتصام بالقوّة لن تجدي نفعاً، في إشارة إلى ممارسات أنصار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر.
يأتي هذا بعد أن نزل الآلاف أمس إلى العاصمة العراقية احتجاجاً على تكليف علاوي. كما شهدت عدة مدن عراقية مسيرات رافضة لتأليف الحكومة الجديدة من قبل علاوي. وفي مدينتي الحلة والديوانية، رفع عشرات المتظاهرين شعارات تعتبر أن "علاوي هو مرشح الميليشيات الإيرانية وليس الشعب". كما قطع عدد من المحتجين بعض الطرق، مؤكدين عزمهم تنفيذ خطوات احتجاجية تصعيدية.