مع بدء انحسار المنخفض الجوي "كريم" مخلفاً وراءه موجة صقيع ورياح باردة على الساحل الجنوبي هي الأقوى منذ بداية فصل الشتاء ، يستعيد بحر صيدا هدوءه بشكل تدريجي ما افسح المجال امام عدد كبير من صيادي الأسماك استئناف رحلات الصيد التي انقطعوا عنها لأيام بسبب العاصفة وعادوا بما حملت شباكهم من غلة ما بعد العاصفة ، بينما فضل آخرون انتظار التحسن الكلي للطقس لإستئناف ابحارهم ، في وقت مدد عيد مار مارون تعليق حركة الملاحة في مرفأ المدينة يوماً اضافياً بعد أيام التعطيل القسري .
وسجلت درجات الحرارة في شرقي صيدا المزيد من الانخفاض وشهدت طقساً جليدياً بامتياز لا سيما خلال الليل وتهافت المواطنون على التزود بالوقود واستنفار المدافىء ومواقد الحطب في مواجهة موجة الصقيع مع توقع بلوغها الذروة اليوم وغداً .
وفي جزين التي ارتدت ثوبها الأبيض بدءاً من ارتفاع 800 متر ، شهدت المنطقة ضباباً كثيفاً حجب الرؤية عن بعد على معظم طرقاتها الرئيسية بدءاً من بلدة روم . وشلت الثلوج الحركة ومختلف وجوه الحياة في المناطق التي تعلو فوق 900 متر بدءا من مدينة جزين . وادى تراكمها صباحا الى قطع طريق جزين – البقاع الغربي ، فيما بقيت طريق جزين كفرحونة سالكة للسيارات الرباعية والمجهزة بعدما عملت فرق الأشغال والبلديات على ازالة ما تراكم من ثلوج عليها . وانشغل المواطنون في المنطقة بتأمين وتجهيز وسائل التدفئة والتزود بالمواد الغذائية استعداداً لليلة جليدية أخرى في عهدة الثلوج والصقيع .