رأى رئيس "لجنة الرقابة على المصارف" سمير حمود أننا "اليوم في أزمة ثقة ولا تستعاد الثقة إلاّ إذا بدأت بالرأس والسقف الأعلى لنا ولكل المؤسسات هي الدولة ولن يكون النهوض ممكنًا إلاّ إذا اثبتت الدولة أنها جديرة بالثقة من خلال إثبات تنفيذ وعودها واحترام تواقيعها وقراراتها بدءا من الكهرباء الى تحصيل كل الضرائب وحماية أملاكها إنتهاء بملاحقة استعادة الأموال المنهوبة".
وقال حمود في تصريح: "هل يعقل القول إن مصرف لبنان والقطاع المصرفي مفلسون والسبب أن الدولة لن تدفع ديونها، والعادة التي كسرت أن الدولة لن تعوّم المصارف المفلسة من أموال الشعب، لكنها لن تفلس المصارف لأنها لن تدفع ديونها".
أضاف: "غريب أن يأتي من الحكومة اليومً إقتراحات تعتبرها معالجة في حين أنها تهدم البنيان الذي افتخر به لبنان طيلة مائة عام ولهذا أبدي الملاحظات التالية:
- الأزمة هي في المالية العامة والحل يبدأ بتوازن هذه المالية. صحيح أن حجم الدين العام كبير لكن الضغط على المالية يأتي من كلفة هذا الدين وليس من حجم الدين، والحل يأتي من طلب الحكومة من مصرفها اَي مصرف لبنان ان يأتي بحل يحدد خدمة الدين بما يتناسب مع توازن موازنة الدولة وعليه معالجة الامر مع المصارف.
- فقط عند توازن المالية العامة وتوقف الدولة عن الاستدانة تبدأ مرحلة إعادة الثقة بالدولة ومعها تبدأ مرحلة معالجة الدين العام ومعها يشعر كل مواطن ومؤسسة أنّ الدولة احترمت تواقيعها وسمعتها ومصلحة مؤسساتها النقدية والمصرفية والاقتصاديةبدلا من ان تكون الدولة هي ذاتها ولسبب عدم احترام تواقيعها تمعن في الإساءة الى مصرفها المركزي وحاكمية المصرف وجهازها المصرفي وترى انها تهدف الى النهوض بالاقتصاد بسمعة وإمكانية مالية معدومة.
-إذا توازنت المالية تطلب الحكومة من المصرف المركزي إعادة هيكلة القطاع من خلال قوانين تحدد السقف الأدنى لرأسمال المصرف وعدد المساهمين وطريقة الحوكمة ومصادر الرأسمال وإنشاء مصرف خاص لإدارةوشراء القروض المتعثرة مثلا أن لا يقل الرأسمال عن الف وخمسمائة مليار ليرة أو أكثر وأن يكون ربع الرأسمال بالدولار وبأموال واردة من الخارج وأن يتم فصل الادارة عن مجلس الادارة مع تنظيم العمل المصرفي ليصب في الاقتصاد المنتج غير المضارب الخ..
-تتعهد الدولة بسداد ديونها من خلال اعادة جدولة المستحق وغير المستحق لآجال تتناسب مع موازناتها وتقوم بجرد موجوداتها العقارية والمادية وغير المادية واعداد ميزانية عمومية سنوية مدققة وتروج لاستثمار موجوداتها لخدمة موازنتها ولآجال طويلة دون بيع اَي منها على ان تحبس عائداتها لسداد الدين اذ ان جدولة الدين بفوائد ميسرة ولآجال طويلة هو بحد ذاته مساهمة في إطفاء الدين دون المس بودائع الناس وفي الوقت نفسه مساهمة من المودعين المحبوسة ودائعهم في معالجة الدين. وكل كلام عن صغار المودعين لا معنى له إذ أن النظام المصرفي لا تتم حمايته بالمفرق ولا بالكلام الشعبوي الفارغ فالاثرياء ليس هم لصوص وهم يختلفون عن اللصوص من خلال مصادر أموالهم والمودعون في لبنان هم أبناؤنا ومنهم المغتربون الذين تغنينا بهم واعتبرناهم الجناح غير المقيم الذي بدونهم لا يحلق لبنان.
-الودائع الآن محبوسة وكل ما يصدر في إطار تنظيم دفعها او دفع الجديد منها هو غير قانوني والأمر يتطلب قانونا ينظم تحريرها ضمن برنامج واضح وأي برنامج لا يكتب له النجاح الا اذا انتظم ميزان المدفوعات وهذا غير ممكن الا اذا استعادت الدولة ومؤسساتها ثقة الخارج وهذا غير ممكن الا اذا توقفت الدولة عن الترويج لسرقة أموال المودعين واعادة اعتماد الخطاب العربي الغربي، وبذلك نلتفت الى الاقتصاد ودعم الإنتاج والنمو ومحاربة البطالة.
وختم حمود: "بدون ذلك أرى النيران تحرق البلاد لا سمح الله".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.